زارنى رجل فى المنام.. طلب منى انتخابه والدعاية له لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر.. فاستجبت على الفور.. فأنا ضعيف أمام المواهب والخوارق.. ثم إن الرجل يستحق.. ولا تنس أنه من ميت أبوالكوم.. مسقط رأس الله يرحمه..! الرجل وقبل أن يزورنى فى المنام.. تعرفت عليه من بورتريه ممتاز للزميلة جريدة القدس نقلا عن الأخبار.. قدمته للرأى العام على اعتبار أنه مرشح محتمل.. جاء من صفوف الجماهير الكادحة... اسمه واحفظوه جيدا أحمد صالح موسى.. والعمل مفتش صحة ببركة السبع.. وقد فكر فى الترشح بعد أن تلقى العديد من الإشارات العجيبة.. التى حركت فى نفسه بواعث الزعامة... وقد تكررت تلك الإشارات بإلحاح.. لم تتركه فى حاله أبدا.. كان قد تعود قبل النوم على ضبط إرسال الراديو على محطة القرآن الكريم.. وفى كل مرة عند اليقظة.. يكتشف أن هناك آيات بالذات تتكرر أثناء نومه ويستعيد أصداءها عند الصحو.. أبرز هذه الآيات «وآتيناه الحكم صبيا».. تكرار هذه الآية وغيرها من الآيات.. جعله يفكر فى المسألة... فقام بصلاة استخارة.. ثم صلاة استخارة أخرى.. وحسم الأمر تماما.. وقرر ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية! الغريب فى الأمر وبما يؤكد سلامة موقف الرجل... أنه وقد عزم على الترشح.. زاره الرئيس السادات فى المنام.. لم يكن مرتديا أبيض فى أبيض.. وإنما كان مرتديا زيه العسكرى الرسمى... على اعتبار أنه فى مهمة قومية.. وقال له السادات بعبارة عسكرية قاطعة: اترشح يا أحمد! الله أكبر.. ظهرت البشارة.. وزهق الباطل.. فاتكل أحمد صالح موسى على الله.. وراح يطبع المنشورات لأهل دائرته وعموم أهالى مصر المحروسة.. يبلغهم بقرار الترشح. مصدر فرحى وحبورى.. أن الرجل لم يترشح من تلقاء نفسه كباقى المرشحين.. لم يفرض نفسه على الساحة السياسية.. لم يسع للمنصب.. وإنما سعى إليه المنصب.. وقد تردد وتردد حتى جاءته البشارة.. وزاره الرئيس السادات رسميا.. ولا تنس أبدا أنه المرشح الحالم الوحيد.. أما باقى المرشحين فهم من أنصار المذهب الواقعى والعياذ بالله! عامل آخر يدعونى للابتهاج.. هو ظهور السادات فجأة فى الحلم.. واختياره لمرشح جديد من المنوفية بما يعنى أن السادات يريد تصحيح المواقف.. وتعويض أهل مصر عن اختياره الأول قبل خمسة وثلاثين عاما.. عندما اختار حسنى مبارك لمنصب النائب.. ومن ثم لمنصب الرئيس.. والسادات يصحح الخطأ.. ويمد لنا يده بمرشح جديد.. علينا أن نقبله دون إبطاء.. ويكفى أنه من رائحة المرحوم! ميزة حضرة الرئيس القادم أحمد صالح موسى.. أنه لن يتعذب معنا فى قضايا عويصة.. من قبيل الانتخابات أولا.. أو الدستور.. الرجل لن يتورط ويورطنا.. وبرنامجه السياسى محسوم مقدما.. سوف يوزع علينا أجهزة الراديو.. سوف نسمعها أثناء النوم.. وساعتها سوف تحل جميع المشاكل من تلقاء نفسها.. بالوحى.. أو البركة! فى بلاد أخرى عبيطة.. الترشح لمنصب الرئاسة.. أو لأى منصب.. ليس سداحا مداحا.. هناك قواعد وأصول تنظم المسألة.. هناك أحزاب ونقابات وقوى سياسية تتولى الاختيار والترشيح.. ولابد للمرشح من سابق أعمال.. وأن تكون له خبرة عميقة فى أمور السياسة والاقتصاد.. لكن ذلك كله فى الدول العبيطة.. وعندنا قل يا باسط.. ولماذا لا يرشح أحمد صالح موسى نفسه.. تماما كالعوا وأبوإسماعيل.. وبالذمة ما الفارق بينه وبينهما؟! ثم لا تنس 30 سنة من الحكم المطلق المسلح بالدعاية المركزة وتليفزيون غسيل المخ.. 30 سنة لحست عقول كثيرة وأفرغتها من المنطق والأصول وألف باء العلم الحديث.. بدليل ترشح البرادعى وعمرو موسى وأبوالفتوح وحمدين.. بينما المنصب أصلا من حق المنايفة؟! لا تنس أبدا أن السادات هو الذى اختار أحمد صالح موسى.. ومن المؤكد أنه اختيار سديد.. وقد انحزت إلى الرجل.. وأتولى الآن أمور الدعاية والإعلان.. عسى أن يختارنى يوما وزيرا للإعلام.. أسوة بأسامة هيكل.. الذى زاره الدكتور شرف فى المنام.. فصار وزيرا دون باقى الزملاء...!