حين أدي اللواء الفنجري التحية العسكرية لشهداء الثورة، دخل قلوب المصريين جميعا، أصبح الرجل مثل عنوان بارز يؤكد العلاقة التي ربطته بالجيش والشعب.. وحين ألقي بيان المجلس العسكري قبل أيام أثارت إشارة «سبابته» عاصفة غضب عاتية أساسها العتاب.. عاصفة تأكل سحر ظهوره الأول علي الجماهير. الثابت هنا.. أن لغة الجسد أشد تأثيرا أحيانا من الكلام وأكثر فاعلية حتي وإن كانت عادية بالنسبة لرجل عسكري تربي علي الانضباط والحزم لكن الأجواء المشحونة بالقلق والتوتر ربما هي التي أفسدت لغة الإشارة أو الجسد. في أجهزة المخابرات وحسب د. أحمد شوقي العقباوي أستاذ علم النفس يتم تدريب كوادرها علي تعلم لغة الجسد بامتياز من أجل تحليل وفهم الخصوم، حركة العين تكشف وحركة القدمين تفضح وحركة الأصابع يمكنها أن تحمل أكثر من معني، وهذا يعتمد علي الأجواء التي تجمع صاحب الإشارة بمن يتلقاها. مثلا د. نادية رضوان أستاذة علم الاجتماع ترجمت إشارة الفنجري في البيان الأخير بأنها لا تحمل تهديدا أو وعيدا وإنما هي عادية بالنسبة لرجل عسكري اعتاد الحسم والجدية وهي عادة إجبارية علي الجنرالات والعسكر، فيما اعتبرها العقباوي تهديدا يترجم ضيق الصدر والروح بسيولة الأحداث. وما بين الترغيب والترهيب تتأرجح إشارات السياسيين والتي نعرضها في هذا الميني ألبوم هذه الإشارة إلي جانب ملامح وجهه المثير ترسم صورة للموقف سواء كان يهدد ويتوعد أو يمتن ويقدر.