لا ينكر النعمة سوى جاهل أو جاحد.. وأمريكا أشارت لنا إلى الطريق ودفعت 40 مليونا من الأخضر المعتبر.. لزوم الديمقراطية طويلة التيلة فلماذا البطر والبغددة والتشرط والتمنع.. و40 مليون دولار تساوى ربع مليار مصرى.. الله أكبر.. هكذا تكون المعونة والإحسان.. وهل نقابل الإحسان بالجحود والنكران؟! وأمريكا تقدم لنا السبت من حر مالها.. فهل يجوز لنا الأحد أن نخرج عليها بفاصل من الغمز واللمز من الكُتَّاب إياهم.. الذين لا يعجبهم العجب.. ولا الصيام فى رجب أو شعبان أو حتى رمضان.. ولو قسمت الفلوس على عموم الشعب المصرى.. فسيكون نصيب كل فرد ثلاثة جنيهات.. يعنى فلوس طائلة تكفى للعيش فوق خط الفقر ليومين كاملين.. طبقا لتخريجات الدكتور عثمان محمد عثمان.. الوزير الذى اختفى بفعل فاعل.. فص ملح وداب.. ومثله لابد أن يجرس بجلاجل.. لأنه استخدم العلم الذى وفرته له الدولة.. وصرفت عليه الغالى والنفيس.. استخدم العلم فى الضحك على ذقن الشعب المصرى.. ولكن ذلك موضوع آخر له أوانه وسوف نسمع فيه العجب والعجاب..! نقول 40 مليون دولار تقدمها أمريكا عن طيب خاطر.. وميزة أمريكا الحقيقية.. أنها كلما رأت ثورة ناجحة دعمتها بالفلوس.. فعلت ذلك مع جمال عبدالناصر.. وقدمت له مليون جنيه.. أخذها وبنى برج القاهرة شاهدا على العطف الأمريكانى.. ومع مهاتير محمد الذى قلد عبدالناصر.. فبنى بها برجا عاليا فى ماليزيا.. بحجة أن البناء العالى سوى يجبر مواطنى ماليزيا على النظر لفوق.. بعد أن كانوا لا ينظرون سوى تحت أقدامهم.. مطاطئ الرؤوس يعنى!! 40 مليون دولار تقدمها ست الدنيا لمصر الثورة.. لزوم دعم الديمقراطية.. هى لم تحدد لمن توجه الفلوس صراحة.. ولكن سال لها لعاب العديد من القوى «الثورية».. تحديدا بعض منظمات المجتمع المدنى التى تولد فى مصر بسرعة المواليد فى قصر العينى وتحتاج لجهود ماما كريمة مختار لتنظيم نسلها.. ومنظمات المجتمع المدنى تحتاج قطعا لتلك الفلوس لزوم المقارات والسيارات والسفريات.. أسوة ببعض منظمات المجتمع المدنى القديمة التى باضت لها فى القفص فعرفت الشبع من بعد جوع..! 40 مليون دولار نأخذها ونبوس الأيادى.. ولا داعى للتبكيت.. ولا يمكن أن نتنازل عنها لمنظمات ما أنزل الله بها من سلطان.. ولا داعى للكلام إياه تسمعه من حزب أعداء النجاح.. من الإخوة إياهم يقفون لنا على الواحدة.. فيقولون إن أمريكا لو كانت ناصحة.. لوجهت الفلوس لتأسيس مكتبة عامة للاطلاع والمعرفة.. مثل المكتبة الأمريكية زمان.. أيام كنيدى وجمال عبدالناصر.. والتى كانت مزارا لهواة الاطلاع على الأدب العالمى والفكر المترجم.. قبل أن تحترق تحت شعار بالروح بالدم.. فتغلقها الحكومتان المصرية والأمريكية!! 40 مليون دولار لزوم دعم الديمقراطية.. وهل عرفت الآن لماذا كان الحزب الوطنى حزبا ديمقراطيا.. لزوم اصطياد المعونات من المنبع.. وقد مد يده للإحسان.. فتلقى الكثير من أمريكا وغير أمريكا.. وعندما نافسته بعض منظمات المجتمع المدنى فى طلب الإحسان.. قلب المائدة فوق رؤوسهم لكن بعد فوات الأوان.. وقد مدوا الجسور مع الخواجة تحت عشرات الأسماء العلمية والبحثية.. فكانت أحشاؤها - أحشاء مصر - مرتعا للخواجة.. وارتبط أبناؤها - أبناء مصر - بمصالح الخواجة صاحب المعونة وصاحب المقولة الشهيرة.. اطعم الفم تستحى العين! 40 مليون دولار.. ودعك من الكلام الحنجورى - على رأى عمنا السعدنى - عن أمريكا المفترية التى تلعب بالكلمات والمشاعر.. فتتحدث عن السلام والديمقراطية وهى تسعى للحرب والإبادة.. دعك من هذا الكلام.. فهذا كلام من مخلفات الماضى الجميل.. ونحن الآن فى ظروف جديدة وعلينا باقتناص الفرصة قبل أن تفعلها الجماعة المحظورة زمان.. والتى هى على الحجر الآن وتلعب بالبيضة والحجر.. وتمارس الغزل العفيف مع هيلارى الجميلة.. فهل نتركها تستأثر وحدها بالكعكة الديمقراطية..؟ أنا شخصيا.. عاوز حقى.