لا أفهم على الاطلاق ما الذي يريده ويطلبه هذا الشعب الجاحد والناكر للجميل، أكثر من ذلك، من سلطتنا الوطنية، المخلصة والشريفة، والأمينة على مصالحه، منذ أكثر من ربع قرن، حصل على كل ما يمكن ان تقدمه له سلطة، وبات في نعيم يحسده عليه أهل الأرض، من الإنس والجن على السواء يطالبون بالاصلاح، اين هي مكامن الخطأ، حتى تقوم السلطة بالاصلاح ، حتى السجون في مصر، باتت تنعم بالاصلاح، إلي جانب التأديب والتهذيب، وباتت مختلفة عن كل سجون العالم، لا يُستخدم فيها التعذيب بالهراوات، ولا الكهرباء، ولا السحل والضرب، والاغتصاب بالطرق العادية وما شابه واكتفت السلطات بالكرتون ، هل يؤلم الكرتون، يا سادة، لماذا، لا تقرون بواقعكم السعيد، وتطمعون في ما لايحلم به شعوب الأرض قاطبة، تستمتعون منذ أكثر من ربع قرن، بالهواء النقي الخالي من العوادم ومخلفات الأسمنت، والمياه النقية الصحية، التي لا تحتوى الا أقل القليل من الفيروسات التي لا تسبب الا بعض الأمراض المستعصية، كالفشل الكلوي، وغيره، مما يصيب ايضاً علية القوم واثريائهم في البلدان العظمى في العالم، تكررون مطالبكم بالاصلاح ..لكن اصلاح ماذا، الا تشيرون على هذا النظام ، اتصدقون بالفعل ان هناك نظاماً يمارس ديموقراطية أفضل من تلك التي يمارسها نظام الحكم هنا؟ فليشر احدكم على مثل ذلك البلد الذي ينعم بمثل تلك الديموقراطية، وانا أضمن لكم ان النظام الحاكم سيطبقها على الفور، دون احم أو دستور. يزعم بعض الحاقدين والموتورين، وناكري الجيل والمعروف، ان الشعب لا يريد هذا النظام، وبات يدعو عليه آناء الليل واطراف النهار، وانهم يصرخون في مظاهراتهم بالشوارع " كفاية، وسعيكم مشكور" ، وأشياء من هذا القبيل ، لكني لا اصدق حرفاً واحداً من ذلك، لكون الشعب برمته – وهذا ما تؤكده التقارير التي تنشرها الصحف الحكومية - يدعو الله ليل نهار، في صلواته الخمس، والسنن والنوافل، بل وحتى في صلوات القيام والابتهال، والاستسقاء ان يطيل في عمر نظامنا المبارك، ويجعل السلطة دائماً وابداً، وحتى يوم القيامة من نصيب ابنائه واحفاده. يدّعي بعض اللئام ، من الاخوان المسلمين والقوميين والشيوعيين البلشفيك والتروتسكيين المجوس والكفرة الارهابيين والناصريين والوفديين وانصار حزب العمل المقبور، وانصار الغد وكفاية، والصحفيين والقضاة والمهندسين والاطباء والعمال والفلاحين والطلبة وحتى التلاميذ والأطفال وكل النقابات والجمعيات والاتحادات وكل من لف لفهم من المرتبطين والتابعين لكل من هب ودب، يدعي هؤلاء اللئام ان الناس لم تعد تريد هذا النظام، وانها تزأر بالفُم المليان سعيكم مشكور، لم نعد نريدكم وكفاية ربع قرن وبالرغم من انني لا اصدق حرفاً واحداً، من هذا الكلام الغريب، وغير المنطقي ، فلنناقشه علمياً وأدبياً، وحتى صناعياً وتجاريا. يدعي بعض هؤلاء اللئام – على عكس كل التقارير التي تصل لنظام الحكم، من هنا وهناك ويكتب عنها يومياً واسبوعياً كل الشرفاء في الصحف القومية، وخاصة روز اليوسف – بتاعة عبدالله كلام – وتنشرها محطات تلفزيون الريادة – يدعون - بلسان ملئ بنكران الجميل – ان الناس يترحمون على كل الأنظمة التي حكمت قبل هذا النظام ، منذ مينا موحد القطرين مروراً بكينا مفرفر الروحين وحتى المرحوم الرئيس انور السادات والذي اثبتت الأيام ان ناره ولا جنة تلك الايام وحكوماتها المستمرة منذ ربع قرن المتتالية المبجلة والموقرة الشريفة العفيفة صاحبة الايادي البيضاء والخضراء، كاملة الأوصاف،وان الناس تقول في المظاهرات التي يحركها بعض ناكري الجميل، والمرتزقة ارحلوا عنا أثابكم الله ، انتم وكل ازلامكم، من الحلنجية، والمطبللاتية والمبرراتية والكوموسيونجية الرسميين والمعارضين على السواء، ولم يكتفوا – هؤلاء الشكايين بالنظام بل تطاولوا ايضاً على رموز المعارضة القومية –تماماً كما يتهجمون على الصحف القومية، بل ويدعون ان بعض رموز المعارضة من أشاوس زمان باتوا بمرور الوقت من اهل الصفوة الجالسين على كراسي مجلس الشورى الموقر، وتحولوا إلي مسخ لا لون لهم ولا رائحة، بعد ان اصابهم التوهان، وتوهوا معهم الكثيرين، هل تصدقون حرفاً واحداً من ذلك؟ يدّعي الجاحدون وناكرو الجميل ، وكل المطالبين بالاصلاح ان نظام الحكم يتبع عائلياً نظام الكوتة اثناء تشكيل الوزارة، وان السلطة ساهمت في ضياع أموال الشعب في مشاريع ليس منها فائدة، ويضربون المثل بتوشكي، وغيرها، بل ويدّعون ايضاً، ان البلد اصبحت خرابة كبيرة، مليئة بالقمامة والمجاري، الا يرون الكباري، والمترو، يدعون ان الأسعار في ارتفاع مستمر، وان كل الذين يعيشون بمرتبات تقع بين اثنين واربعين جنيه ونصف، والفين جنيه، لا يستطيعون العيش بكرامة، وماذا تفعل السلطة في المبذرين، الذين وصفهم الله بأنهم اخوان الشياطين ، يدعون ايضاً ان البطالة عمت ، متناسين ان السلطة الوطنية والديموقراطية في مصر، وفرت العمل لكل شخص، ومعه تليفون، لكنهم لا يريدون العمل، ويفضلون الجلوس على المقاهي، والمنظرة بالتليفون المحمول، والحكومة غير مسؤولة عن ذلك، يدعون ان وزارة الداخلية باتت تحكم دون رقيب أو حسيب، وأن الظلم تفشى، ووصل الى حدود لم تعهده مصر من قبل، بل ويدعون ان ذلك كله يمثل وجهة نظر الشعب، بل والأدهى والأمر ان هذا الشعب الجاحد يتهم نظامه الوطني والديموقراطي بسعيه لتوريث الحكم؟ لماذا لا يلتزم الشعب العدل في رؤيته تجاه الآخرين؟ هل ورث أحد منكم الغريب ما يملكه، سواء قليل أو كثير؟، لماذا تحرمون على ذلك النظام ما حللتموه لأنفسكم؟ يا الهي..ايمكن ان يكون هذا الشعب قد بات بهذا الظلم والجحود ونكران الجميل ، والمعروف والاحسان، الذي يقدمه نظام الحكم – ولا يزال - منذ أكثر من ربع قرن،أهذا جزاء المعروف..الاتهام بالاستبداد والفساد والديكتاتورية والتشبث بالسلطة، وهدر الحقوق ؟ لا أعتقد الا انه اتهام شائن لا يأتي الا من شعب غادر جاحد ناكر ومفتر اثيم الا يفكر هذا الشعب حقاً، وهو يطالب بالاصلاح، عما سيحدث لذلك النظام بكل ما فيه ومن فيه، اذا لا قدر الله وتحقق هذا الاصلاح ؟ لماذا يتخلى الشعب عن انسانيته بالكامل وهو يطالب نظامه بالاصلاح، ، الا يعلم ان المطالبة بالاصلاح ستعني في نهاية المطاف رحيل هذا النظام؟ وهذا بحد ذاته أمر جلل ، لم يحدث من قبل، لماذا هذا الجحود ونكران الجميل ؟ هل رأيتم سلطة في أي دولة من الدول التي تشبهنا في ديموقراطيتنا غير المسبوقة، وعدالتنا، ونزاهتنا، علاوة على امننا رفيع المستوى - تركت موقعها طوعاً أو كرهاً وعوملت معاملة انسانية من نظام الحكم الجديد؟ لا يوجد بالطبع – باستثناء المحترم سوار الذهب ورفيقه مانديلا - ، هل يرضيكم المعاملة التي سيلقاها نظام الحكم ان اصلح ورحل ؟ الا تعلمون ان وصف " السابق " في مثل دولنا تلك استدعى من الجدد على الدوام الشنق أو التهجير والنفي أو السحل على الطريقة العراقية،؟ فلماذا اذاً تستغربون تشبث نظام الحكم هنا مثله مثل كل أنظمة العالم الثالث – الديموقراطية والكريمة والعادلة – بموقعه، والدفاع عنه بشتى الطرق الى يوم الدين ان أمكن، لا يهم الثمن الذي يدفعه وسيدفعه هذا الشعب الحقود والحسود والناكر للجميل ، فما يحدث للسابقين دوماً في دول العالم الثالث أمر معروف، ولا يمكن نسيانه ولو للحظة واحدة، فالتغافل عن ذلك خطأ قاتل، لا يمكن تصحيحه ، ولذا وجب على المنتفعين والمحيطين والسدنة والخدّام والكهنة تذكير الحاكم دوماً بما سيحدث له ولهم بالطبع ان تغيرت الايام وانكشف الساتر والمستور وباتوا وهم عرايا ينتظرون مصيرهم كغيرهم من السابقين، يدللون على ذلك دوماً بسئ الذكر الايراني ورفيقه الروماني وثالثهم الفلبيني، علاوة على المغفور له عيدي أمين الا تلتزمون الموضوعية والرحمة يا سادة، في مطالباتكم تلك؟ ولو من باب " أحب لأخيك ما تحبه لنفسك ؟ هل تقبلون على انفسكم ان يُمثّل بكم، حين تتحولون الى سابقين ؟ إن النظام الحالي مثل معظم الأنظمة الديموقراطية للغاية في دول العالم الثالث ، ورأى رأي العين ما حدث للسابقين داخلياً وخارجياً، وتيقن من ان " السابق " يتخلى عنه اصدقاؤه دوماً يوم ان يصبح كذلك، ويقتص منه دون رحمة أو شفقة الشعب الجاحد الناكر للجميل عن أفعاله الطيبة الكريمة بحقه ، وأفعال الخيرين المحيطين به على السواء لذا فمن حقه ان يحرص على البقاء، ومعه في ذلك تلك الجوقة من المنتفعين والحلنجية والكوموسيونجية وأصحاب الأقلام المصنوعة من مادة " نعم تمام حاضر " والتي تحارب مستميته من أجل البقاء والإستمرار، وتكافح من أجل توريط أكبر قدر من العناصر الفاسدة وربط مصالحها بها وهذا أمر انساني يتناساه الناكرون والجاحدون – تماماً كالقطط التي تاكل وتنسى -. فما تلجأ له الشعوب الجاحدة والناكرة للجميل، من تلك التي تدّعي انها ذاقت معنى القهر - بحق السابقين أمر جلل لا يمكن تصوره، وخاصة وانه لا يستند الى شرعية قانون أو دستور أو حق أو مرسوم مُقَر ديموقراطياً من مجلسي الشعب والصورة ، بل قرار ظالم ومتعجل غير حكيم ، بتدبير من قلة لا تزيد عن ثمانين مليون. اليس هناك احتمال في ان يكون كل ما يتصوره هذا الشعب الجاحد والحسود من نهب وسرقات وتعذيب وحبس ومحسوبية ورشاوي وقمع وفساد وسماد مسرطن وتقييد للحريات ونهب للقروض وتزوير في الانتخابات، وانتهاك اعراض، وكرتون، وضرب للقضاة، وسحل للفتيات، وتوشكي وخلافه مجرد وهم ناجم عن نفسية مريضة اتسم بها هذا الشعب دوماً ازاء حكامه الأفاضل من امنحتب التاسع والخمسين وحتى قراقوش الرابع والستين والذي أثبتت الأيام ان تحريمه للملوخية استند على بعد نظر ثاقب وعلم لا يبور ، وحكمة وضاءة لا تنضب فالملوخية تحتاج لبعض المرق وهذا بدوره لا يمكن الحصول عليه الا ببعض اللحم السوداني أو الصومالي أو الأثيوبي وهذا أمر جلل كان وما زال بعيد المنال، يثير الكراهية والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد المشترين والحالمين بذلك والجزارين على السواء لذا أنصح نظامنا الديموقراطي الرشيد والمبجل صاحب الآيادي البيضاء والسمعة الدولية والمحلية الحسنة والسجل ناصع البياض، المعجون بالشرف والعفة والطهارة وسبعة آلاف عام حضارة ان يقبض يده عن العطايا والمنح لهذا الشعب المغضاب ويمنع بركاته عنه، كبيرها وصغيرها ، وتركه يرزح في رزائله وجحوده وحسده ونكرانه للجميل ، واتخاذ قرار فوري بتهجيره وتشتيته وتشريده ونفيه وطرده من البلاد ، بل ومن قارة افريقيا برمتها ، ورميه في البحر وتكليف لجنة من مجلسي الشعب والصورة باستيراد شعب آخر من أي مكان في العالم، ولو من نيوزيلاندا ، أو الصين، شعب يتسم بالعرفان ويقدر نظامه الكريم، الشريف، الأمين على استمرار الاستقرار ، شعب مطيع خيّر، لا يشكو ولا يئن، يبجل سلطته ويحترمها ، ويلتزم الصمت، راضياً بقضاء الله وقدره ، لا يرفع صوته، ولا ينادي بالاصلاح، وان يكتفي منه، بالقدر المتوفر في السجون، حتى لو استمرمحكوماً على هذا النحو لقرنين كاملين، وفوقهم ايضاً ربع قرن شعب يفهم سريعاً ان الواجب والاصول وعلم الفلك، بل وخاصة الرياضيات، يبرهنون بما لا يدع مجالاً للشك، بأن ما ينظر اليه باعتباره فترة طويلة، هو ليس كذلك على الاطلاق، فالخمسة وعشرين عاماً في مصر، لا تساوي في أوروبا مثلاً سوى اقل من اربع سنوات، وذلك لأن اليورو اقترب من ثمانية جنيهات ، لذا فالمسائل نسبية..وعلى الله قصد السبيل [email protected]