كارثة كبرى تقع فى وسط القاهرة، وفى أحد أهم شرايين المرور بالعاصمة بشارع صلاح سالم الذى يبدأ من ميدان فم الخليج بقصر العينى حتى مطار القاهرة الدولى، حيث نشأ مقلب عشوائى للقمامة بجوار سور مجرى العيون الأثرى نتيجة قيام أصحاب مدابغ الجلود الكائنة خلف السور بإلقاء مخلفاتهم خارج السور، وكذا قيام عربجية الكارو التى تجرها البغال والحمير فى القرن الحادى والعشرين بإلقاء مخلفات المبانى فى ظلام الليل حتى الصباح حتى يغلق الطريق تماما أمام المارة والسيارات فى اتجاه المطار. والمصيبة أن معظم السيارات التى تمر بهذا الطريق الحيوى هى أتوبيسات سياحة تقل أجانب جاءوا لمشاهدة المعالم السياحية والأثرية بدءا من الأهرامات وأبوالهول والمتحف المصرى وسور مجرى العيون وقلعة صلاح الدين إلى خان الخليلى والأزهر يقومون بتصوير مقلب الزبالة بجوار السور الأثرى العظيم في مشهد من مشاهد مصر بعد الثورة، وبمرور الوقت أصبح المقلب العشوائى مقلبا رسميا يقع فى مواجهة أعظم إنجاز مصرى فى العصر الحديث وهو مستشفى 57357 المتخصص فى علاج سرطان الأطفال الذى أنشئ بأموال وتبرعات وأيدى المصريين. والغريب أن محافظة القاهرة اعتادت منذ سنوات تطهير المقلب كل صباح ليعود كما كان فى كل مساء، وظهر منذ أيام رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة على شاشة التليفزيون المصرى فى برنامج «صباح الخير يا مصر» شاكيا ومستغيثا من عدم قدرته على السيطرة على المقلب المذكور، مما يؤكد فشل محافظ القاهرة الجديد كسابقيه لاختياره بنفس معايير ما قبل الثورة. والحل بسيط وسريع بالتنسيق بين وزارتى الداخلية والآثار ومحافظة القاهرة لبناء نقطة شرطة ثابتة وأخرى متحركة تعمل على مدى 24 ساعة تقوم على ضبط أصحاب عربات النقل والكارو التى تقوم بإلقاء المخلفات وتحرير محاضر ضدهم وإحالتهم للنيابة العامة والمحاكمة مع تفعيل قرار نقل المدابغ إلى إحدى المدن الجديدة وتطوير المنطقة العشوائية خلف السور الأثرى للمحافظة على واجهة مصر الحضارية بعد الثورة.