ارتفعت حرارة مباريات الدورى العام لكرة القدم لتقارب المستوى والنقاط لفرق المقدمة. وأيضا للفرق الساعية إلى الاستمرار فى المسابقة للموسم المقبل وهى ما تشكل مجموعة الهروب من الهبوط. دورى هذا الموسم اتفق الخبراء والمهتمون على أنه جاء بعيدا عن كل التوقعات.. لم يرشح أحد الأهلى لقمته.. ولم يستبعد أحد الزمالك من منصة التتويج.. ولم يكن فى الحسبان وصول الاتحاد السكندرى أو «سيد» البلد إلى محطة الهبوط !! اشتعال المنافسة فى الدورى وراء تغيير وصف الألتراس من «المشاغبين» إلى حراس أمن المدرجات وبمرور الأيام ومع اقتراب البطولة من نهايتها صعد الأهلى لقمة الدورى. واحتل الزمالك المركز الثانى، ومازالت المفاجآت تتوالى سواء فى فرق المربع الذهبى أو الوسط.. الأهلى يستقبل الإسماعيلى.. بورسعيد تتزين لملاقاة الزمالك.. هذه أبرز عناوين اليوم. ولكن القضايا الأخطر، والتى تشغل بال منظومة كرة القدم المصرية هى قضية أمن المباريات المتبقية من دورى هذا الموسم. لدرجة أن وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى وكبار قادة وزارة الداخلية وضعوا أمن المباريات على قائمة الأولويات ويجرى الآن نقاش حول إمكانية إقامة تلك المباريات من عدمها!! أمن المباريات قنبلة موقوتة. والسبب أن 60 ألف شخص قد يتواجدون فى مباراة واحدة. وهؤلاء بالطبع يختلفون فى الطباع والهدف والأفكار فهناك متعصبون لناديهم. ولا يعترفون بألوان الفرق الأخرى.. لكن الأجهزة الأمنية تراهن على حبهم لمصر باعتبارهم الوقود الحقيقى لنجاح الثورة . وزارة الداخلية والاتحاد المصرى لكرة القدم رغم الأمنيات الطيبة فى حالة من الرعب. يدرسون الخيارات المتاحة بشأن تكملة مباريات دورى هذا الموسم على مائدة النقاش يدور حوار حول : إلغاء الدورى.. تكثيف الأمن فى حالة استمراره والاستعانة بعدد أكبر من جانب القوات المسلحة. والأهم كيف يمكن استثمار حب وتعصب جماهير الكرة لفريقها لصالح تأمين المباريات. ألتراس الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد السكندرى، وغيرها يقع عليهم الدور الأكبر فى حالة استمرار مباريات الدورى. ووزير الداخلية منصور العيسوى وكبار قادة وزارته راهنوا على ألتراس الأهلى والزمالك تحديدا لضمان عودة الدورى بعد توقفه بسبب أحداث يناير. وقد نجح ألتراس الأهلى فى مهمته وكانت مباراة الأهلى واتحاد الشرطة تحديدا الإعلان الرسمى عن نجاح الجماهير فى السيطرة وفرض الهدوء على المدرجات.. هكذا اختلف دور ألتراس الأندية لدى الشرطة وقيادات الأندية.. بعد أن أيقنت تلك الجهات بأن الدورى فى قبضة الألتراس، وهم القوة الوحيدة التى يمكن أن تفرض الانضباط على المدرجات وبالتالى خروج المباريات إلى بر الأمان بعد أن أثبتت التجارب أن قوى الأمن وحدها لن تنجح فى هذا الشأن. * سمير زاهر - رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم - هو أكثر الأشخاص اهتماما بشأن سلامة دورى هذا الموسم ويعلق على هذا بقوله : دورى هذا الموسم هو الأقوى فى حياة المسابقة. من حيث الشكل والمستوى واللعب والخطط . وهو يليق بالفعل بمصر وبالكرة المصرية.. فأى لقاء فى الدورى من الصعب التكهن بنتيجته. فى قمة الدورى صراع شرس.. قتال بين فرق كل منها يسعى للفوز ببطولة أعظم وأقوى دورى فى عمر الكرة المصرية.. الأهلى والزمالك والإسماعيلى، جماهير تلك الأندية زاد طموحها وتعصبها وتشجيعها لفريقها للفوز بالبطولة. شوفوا جمهور الأهلى فى المدرجات وكيف يشجع فريقه طوال المباراة.. شكل ألتراس الدرجة الثالثة وهو يهتف بأسماء النادى والفريق، ثورة فى التشجيع أدخلها الألتراس فى مدرجات الكرة المصرية وأصبح جزءاً مهماً من المتعة. كشف زاهر عن أن الرهان كان لصالح ألتراس الأندية فى التشجيع ورفع الحالة الحماسية لفريقها وللاعبين وأيضا فى تأمين المدرجات.. وقد نجحت جماهير الكرة المصرية فى المحافظة على خروج المباريات إلى بر الأمان باستثناء لقاءين للاتحاد السكندرى أمام حرس الحدود بالقاهرة وباستاد الإسكندرية أمام الجونة.. وأوضح زاهر : بالفعل الدورى فى قبضة الألتراس.. وأقصد هنا جماهير الأندية وتحديدا ألتراس الأهلى والإسماعيلى وألتراس الزمالك والمصرى فى مباراتا اليوم خاصة أن رجال الأمن لا يمكن أن يراقبوا كل الجماهير والمشاغبين. لكن الشريحة التى تملك كل مقومات الكشف عن الشغب أو مبرراته هم ألتراس الأندية.. وأنا شخصيا «مرعوب» من الخوف على المباريات المتبقية.. خايف من الشغب. وبالتالى إفساد المباريات. خوفى هنا ليس على مباريات القمة.. بل خوفى الأشد على مباريات الهبوط ، لكن هذا الشعور يتبدل بعد مرور العديد من المباريات فى سلام سواء للزمالك أو الأهلى أو الإسماعيلى وأضاف سمير زاهر : عقوبات لجنة المسابقات ضد جماهير الكرة المصرية رمزية تتلاءم مع الحالة المالية الصعبة التى تعيشها الأندية وأيضا مع الظروف النفسية للاعبين. أنا شخصيا أتمنى أن تمر المباريات المتبقية دون أى عقوبات وأن تكون مباريات نظيفة.. وقد نفى زاهر أن يكون التحكيم هو شماعة الشعب الوحيدة. موضحا أن الأخطاء التحكيمية موجودة فى كل ملاعب العالم ، بل قد تؤثر على منتخبات فى المونديال ويجب أن يكون رد الفعل عليها محدودا.. من ناحيته اجتمع وزير الداخلية منصور العيسوى مع مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة زاهر وعدد من رؤساء الأندية لمناقشة كيفية الخروج بدورى هذا الموسم لبر الأمان. وقد علمت أنه طرح تعظيم دور ألتراس الأندية فى المحافظة على سلامة المباريات مع قوى الداخلية والجيش والإعلام وعناصر اللعبة الأخرى بات أمرا متفقاً عليه.