كان مشهدهم بالزى الأزهرى يلفت انتباه الجميع فى ميدان التحرير بل ويبث الطمأنينة والهدوء فى قلوبنا وأن المؤسسة الدينية فى مصر تبارك الثورة.. إنهم دعاة الأزهر الشريف الذين قاموا حالياً بتكوين ائتلاف دعاة الأزهر، وانضم إليهم 8 آلاف من الدعاة الشباب من مختلف محافظات مصر. ويهدف الائتلاف كما يخبرنا عاصم قبيصى أحد الأعضاء وخطيب مسجد النادى الأهلى إلى تحقيق أربعة مطالب هى: استقلال الأزهر عن الحكومة، اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب وعودة هيئة كبار العلماء ووحدة المؤسسات الدينية بدمج وزارة الأوقاف والإفتاء بالأزهر الشريف. وجاءت هذه المطالب بعد أن شعرنا أن دور الأزهر بدأ يتراجع وأنه دائماً ما تكون الفتاوى مغايرة لرأى الأزهر ومغايرة للأوقاف كما أن هناك نهباً للأوقاف من النظام السابق. ويخبرنا دكتور ربيع مرزوق رئيس الائتلاف وإمام وخطيب مسجد الرحمن بالزمالك أنهم يسعون لتحقيق هذه الأهداف عن طريق عقد ندوات بالمحافظات المختلفة للتوعية والمشاركة فى مسيرات كبرى.. ويضيف: كما توجهنا لشيخ الأزهر من قبل وناقشنا معه كل هذه القضايا حيث وافقنا على بعضها مثل أن يكون اختياره بالانتخاب واختلف معنا على عودة هيئة كبار العلماء، كما قال إنه غير مقتنع بوحدة المؤسسات الدينية لأن الأوقاف والإفتاء سيمثلان عبئاً إضافياً على الأزهر، كما أنه قام بتشكيل لجنة برئاسة المستشار طارق البشرى.. ولا نختلف على طارق البشرى كرجل قانون ولكننا نريد أن يكون لدى أعضاء اللجنة رؤية دينية متوافق عليها وأن تتكون من علماء الأزهر وأساتذة الجامعات وخلافهم، وأن يكون هناك جدول زمنى لإنهاء مشروع قانون الأزهر رقم «103» لسنة 1961، وهذا القانون ينظمه الأزهر فقط وليس له علاقة بالإفتاء والأوقاف وبذلك يتبعان الدولة. ويضيف الدكتور ربيع: إن أخطر ما تعرضت له المؤسسة الدينية خلال السنوات الأخيرة أنها صارت تتحدث باسم الحاكم وليس باسم الشعب أو باسم الحق. ولذلك رفضنا هذا الفساد وشاركنا فى الثورة منذ اليوم الأول بالزى الأزهرى وكان تأثير ذلك على المصريين كبيراً جداً فيسألنا الناس «أنتم فين من زمان» وكان هناك من يبكى وهو يصافحنا.. إن الشعب المصرى متشوق لدور حقيقى وفعال للأزهر، فالأزهر ليس أقل من الكنيسة فى الفاتيكان، ولكن للأسف قزم النظام المصرى الأزهر ودوره فطاله كل ما طال مصر من ترد وفساد، ومهمتنا الآن كأزهريين ودعاة إصلاحه وإعادة مكانته وهيبته. ولكن الشيخ محمد خضر عضو الائتلاف وإمام وخطيب مسجد الأربعين بإمبابة مشغول الآن بالتوافق بين المسلمين والمسيحيين ويقول: منذ شهور عملت اتفاقاً بينى وبين القس إبراهيم بإحدى كنائس إمبابة بأن يأتى مجموعة من المسيحيين إلى المسجد فى آخر جمعة من كل شهر للالتقاء بالمصلين والعمل على الحفاظ على مكتسبات البلد.. كما أننا أيضاً كمجموعة من المسلمين نذهب للكنيسة ونجلس مع إخواننا الأقباط واتفقنا على عمل رحلات مشتركة بين الكنيسة والمسجد. ويوافقه فى الرأى الدكتور حامد الودود عضو الائتلاف ويضيف: هدفنا أن تكون المؤسسة الدينية واحدة وعودة الأزهر إلى مكانته والوسطية الدائمة. وعلى الأزهر مواجهة الفتن الطائفية بأن يظهر سماحة الإسلام وأنه دين المساواة والعدل بين الناس بمختلف ألوانهم وأديانهم.