تجمع عدد من شيوخ ورجال الأزهر اليوم أمام مسجد النور بالعباسية بعد أداء صلاة الظهر للقيام بمسيرة استقلال الأزهر والتي بدأت من المسجد وصولا إلي مقر المجلس العسكري وسط ما يقرب من 700 شخص من المشاركين بالمسيرة والتي بدأت في التحرك بعد انضمام عدد كبير من مشايخ "ائتلاف النهوض بالأزهر الشريف". ووفقا للدعوة التي وجهتها الصفحة الرسمية التي تحت جاءت عنوان ائتلاف النهوض بالأزهر الشريف والتي دعت كل من يهمه مصلحة الأزهر الشريف وعلماؤه وشيوخه بالاشتراك في هذه المسيرة السلمية التي تحركت من مسجد النور وصولا إلي منطقة كوبري القبة مقر المجلس العسكري مرددين هتافات "الأزهر يريد الاستقلال" والتي جاءت مطالبها محددة في 6 عناصر تم توزيعها علي المشاركين في المسيرة وإعلانها علي الصفحة الرسمية وجاءت مطالبهم تنادي باستقلال الأزهر الشريف من هيمنة الهيئات الأخرى وأجهزتها المختلفة, مع عودة هيئة كبار العلماء وهي التي تحفظ للأزهر استقلاله وهيبته, كما طالبت الدعوة بدمج أجهزة الدعوة الإسلامية من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء في كيان مشيخة الأزهر, وأن تكون إدارة الأزهر بالانتخاب الحر وطالبوا أيضا بإعادة أوقاف الأزهر مع إعادة قانون الأزهر بما يتفق مع استقلاله. وأدت المسيرة إلي توقف شارع امتداد رمسيس والعباسية وطريق الجامعة المؤدي إلي مصر الجديدة لما يقرب من ساعتين الأمر الذي أدي إلي استياء عدد كبير من الركاب والسائقين. كان من بين المشاركين بالمسيرة الشيخ محمود سليمان وقال لنا أن هذه المسيرة من أجل أن يتم توحيد اتجاه الأمة الإسلامية في منبر واحد وهو الأزهر الشريف صوت المسلمين في مصر ولابد أن نقوم بتوحيد الجهة حتى لا يمكن أن تنقسم القرارات من جبهات متفرقة وأن يعلن الأزهر استقلاله وأن يسترد هيبته وهذا لن يتحقق إلا باستقلاله من سيطرة الجهات العليا عليه. وأضاف الشيخ محمد عبد الحق أن الأزهر لابد أن يسترد دوره كقامة هامة ومنبر للأمة الإسلامية كلها وأن مطالب شيوخ الأزهر ورجاله مطالب مشروعه والمسيرة سلمية, وهذا هو الوقت المناسب لطرح القضية فهي ليست مظاهرة فئوية أو من أجل مطالب خاصة أو رفع الأجور ولكنه مطلب عام يهم كل المسلمين في سائر هذا الوطن, وأن المشاركة في هذه المسيرة لا تقتصر فقط علي رجال الأزهر وشيوخه فقط أو السلفيين أو الأخوان بل هي لكل مسلم يهتم بأن يكون الأزهر مستقلا وواجب علينا جميعا أن نهتم ونلح علي هذا المطلب حتى تحقيقه. وفي اتصال هاتفي مع الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف قال أنا كنت في مشيخة الأزهر اليوم وهذه المظاهرة لا يعرف الكثير من رجال الأزهر عنها ورغم أن مطالبهم كلها مشروعة إلا أن هذا الوقت ليس وقت مطالب وعلي كل من هو حريص علي مصلحة هذا الوطن أن ينتظر حتى تهدأ الأمور وترك فرصة للمجلس الأعلى ليهتم بشئون البلد الأساسية أولا, لأننا في هذا الوقت بالذات نحن أمام مرحلة عصيبة وعلينا أن نتجه جميعا لاستقرار مصر حتى لا ينال من مصر عدو, وبعد أن تهدأ الأوضاع وتدور عجلة الإنتاج والتنمية بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية نبدأ نطالب بمثل هذه الأمور التي من شأنها التي تساعد علي استقالا مصر أما المظاهرات ليس وقته، وعلي الجانب الآخر أجد أن كل المطالب التي نادي بها رجال الأزهر اليوم كلها مشروعة ومنها دمج أجهزة الدعوة الإسلامية فلابد أن توحد جهاز الدعوة وأن يكون جهاز الدعوة تابعا للأزهر الشريف حيث أن الأزهر هو أقدم جامعة ومؤسسة علمية ومن الأزهر تخرج جميع الدعاة فلا داع لأن يكون هناك داعية تابع للأوقاف وآخر تابع للأزهر وهذا ما يحدث بلبلة وتفرقة وإنما ينبغي أن تكون مهمة الأوقاف الإشراف علي ممتلكاتها والأبنية المقارنة باختصاصها فقط وأن يكون الإشراف بالدعوة والدعاة من قبل الأزهر حيث أنهم تخرجوا جميعا منه والأزهر بما فيها دار الإفتاء لأن مهمة رجال وعلماء الأزهر هو صدور الفتوى وهناك لجنة خاصة بهذا الأمر، أما عن صياغة قانون الأزهر بما يتناسب مع وضع رجالة فهذا مطلب في حاجة ماسة له خاصة وأن قانون الأزهر الذي نطلق عليه الجديد 103 لسنة 1961 أصدره جمال عبد الناصر لتطوير الأزهر ومن المفروض أن يتم النظر إليه الآن بما يتناسب مع وضع الأزهر وعلماؤه في هذا العصر ولكن يترك الأمر للقوات المسلحة حتى ينتقل بمصر نقله حضارية ولتكن مثل هذه الأمور في الحسبان.