قبل عاصفة الهجوم الذى أراه ممنهجًا ومقصودًا على فيلم «الست» عن قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم بطولة منى زكى بأيام جاءتنى تسريبات متفرقة ومشروعة عبارة عن آراء فنية من مقربين فى الوسط الفنى، بعضهم يمثل جهات مسئولة والآخر أشخاص من أهل الثقة، الجميع يمتدح الفيلم والرؤية السينمائية المقدم بها، مشيدًا بأسلوب كتابته وبالصورة المبهرة والإخراج المبدع والأداء الاستثنائى لمنى زكى.. الآراء كلها تقول إننا أمام فيلم لا يمثل فقط نقلة لعناصره وصُناعه، بل للسينما المصرية. هذه الآراء فى الحقيقة كانت محفزة وكافية للكتابة عنه خصوصًا أن بعضها تضعنى على حافة السبق الصحفى عن الفيلم، لكن وفى اللحظات الأخيرة رأيت تأجيل الحديث عنه من واقع قاعدة بسيطة وهى لا يمكن الحكم على عمل قبل مشاهدته. هذه القاعدة اخترقها الكثيرون طوال الأسبوع الماضى الذى لا صوت فيه يعلو فوق صوت الهجوم على فيلم «الست» الذى ينتظره الجميع، رسمه سيل من البوستات وعاصفة من الآراء المتطرفة والانطباعات ووجهات النظر المأجورة ولم تنقطع بمجرد طرح الشركة المنتجة أول برومو ترويجى له. هذا الهجوم الذى تمركز على بطلة الفيلم «منى زكى» فى الحقيقة كشف الوجه السيئ لثقافة عصر السوشيال ميديا التى تعتمد فرض نوع من الأحكام والآراء القائمة على انطباعات وانتشارها دون سند حقيقى أو مبرر علمى وفنى، بل بالنسبة لى كشف عن تربص غريب وغير مبرر ذكرنى عندما استقر صناع الفيلم على اختيار منى زكى لبطولته، حيث رأى البعض صعوبة الاختيار بناءً عن ثوابت غير موجودة قبل صناعة أى فيلم، بل أعاد للأذهان الهجوم على ترشيح صابرين لمسلسل أم كلثوم قبل 25 عامًا بمبررات مضحكة وأنها لا تصلح له من حيث الشكل والمضمون والثقافة، لكن «صابرين» صدمت جميع من انتقدوها وقدمت أداءً مذهلاً كان محل إشادة واسعة من النقاد، بل اعتبروه من أهم الأدوار التى جسدتها فى مشوارها الفنى وحتى الآن. الفيلم سيناريو أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وضم مجموعة من النجوم: منى زكى، محمد فراج، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف فى مقدمتهم : كريم عبدالعزيز، أحمد حلمى، آسر ياسين، نيللى كريم، أمينة خليل، سيد رجب، أحمد خالد صالح، على صبحى، طه دسوقى، تامر نبيل، أحمد أمين، صدقى صخر، محمد فراج، أمير المصرى، أحمد رضوان، المقرر عرضه رسميًا الجمعة القادمة، وقدمه مهرجان مراكش السينمائى الدولى بالمغرب فى دورته ال22 فى عرض استثنائى خاص وامتياز حصرى للمهرجان وهو «ضربة معلم» من إدارته ويعكس حب شعب المغرب ومبدعيه لكوكب الشرق فى صورة تصفيق الجمهور لأكثر من عشر دقائق متواصلة بعد انتهائه، وهذا التقدير لخصه ناقد مغربى كبير والذى اعتبره فى سياق الكتابة عنه بأنه أهم إنجاز سينمائى مصرى وعربى. الناقد السينمائى والكاتب الصحفى المغربى عبدالكريم واكريم، رئيس تحرير مجلة سنفيليا السينمائية المتخصصة، قال: «ما يمكن لى القول كانطباع أولى قبل الكتابة عن الفيلم بالتفصيل أن كل ما كتب عن الفيلم قبل مشاهدته كان محض هراء متسرع، وأن الفيلم بالنسبة لى من أهم ما أنجز سينمائيًا حول السير الذاتية للمشاهير مصريًا وعربيًا»، هذا التعليق سارع بنشره فى صفحته المخرج العملاق خيرى بشارة فى إشارة حاسمة ورد قاطع على كل ما تداوله نشطاء السوشيال. وأخيرًا يا معشر السوشيال ميديا ومع تقديرى للمخرج الكبير والناقد المغربى فإن الحكم النهائى على الفيلم سيكون بعد المشاهدة وقتها سيكون لنا مع «الست» وقفات أخرى