عشرات المعارك خاضها الجيش المصرى الباسل على أرض سيناء خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، كل معركة فيها بمثابة ملحمة قتالية فى حد ذاتها، ويجمعهم جميعًا قاسم مشترك تمثل فى بسالة المقاتل المصرى وإيمانه الراسخ بأنه لا بديل عن النصر أو الشهادة.. هذه المعارك شاهدة على عبقرية وشجاعة شعب، سبقها أكبر عملية خداع استراتيجى نجحت فى تضليل العدو الإسرائيلى، ونجح الجيش المصرى فى غضون ذلك فى استيفاء جميع شروط المفاجأة، ولكن المفاجأة الأكبر لم تكن فى الخداع الاستراتيجى فقط بل فى جاهزية المقاتل المصرى الذى سجل بدمائه أروع الملاحم على أرض الفيروز.. فى السطور التالية نستعرض بعضًا من هذه البطولات ممثلة فى أربع معارك بمثابة غيض من فيض، ونقطة من مخزون بطولات لن ينضب بل سيظل خالدًا على مدار التاريخ. المزرعة الصينية ملحمة كسر الغطرسة الإسرائيلية
فى 15 أكتوبر 1973، سطر أبطال الجيش المصرى فى الكتيبة 16 مشاة بقيادة المشير الراحل محمد حسين طنطاوى - ملحمة بطولية، بالتصدى لغارات العدو على المنطقة التى عرفت باسم المزرعة الصينية والتى حاول من خلالها إنشاء كوبرى لعبور قناة السويس من الغرب إلى الشرق لتطويق الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، حيث حشد جيش الاحتلال الإسرائيلى 780 دبابة ونحو 2000 جندى لاحتلال موقع المزرعة الصينية، التى كانت تدافع عنها الكتيبة 16 من الجيش المصرى وقوامها لا يتجاوز 500 جندى. بدأت المعركة وقت الظهيرة عندما تم رصد محاولات من الجيش الإسرائيلى لمحاولة التوغل فى منطقة المزرعة الصينية حيث بدأ الهجوم الإسرائيلى، الذى تصدى له أبطال الكتيبة 16 ليتمكنوا من تدمير 60 دبابة حتى منتصف الليل، وبعدها دفع الإسرائيليون بتعزيزات مدرعة بشكل أكبر، ثم بدأ الهجوم الإسرائيلى الثانى وتوغل الإسرائيليون عشر دقائق كاملة دون أن يعترضهم أحد ثم أطلق قائد الكتيبة 16 المصرية آئنذاك المقدم محمد حسين طنطاوى، الإشارة الحمراء ليتحول الصمت المصرى إلى معركة شرسة استمرت لساعتين ونصف. وقال المشير الراحل محمد حسين طنطاوى - قائد كتيبة 16 مشاة خلال حرب أكتوبر 1973 - إنه لم يكن قد نام منذ 48 ساعة وعندما شعر بالهدء دخل لينام فى حوالى الساعة 1 صباحا، وفى حوالى 1.5 صباحا فوجئ بمن يوقظه، ويبلغه بأنهم يسمعون أزيزًا لطائرات هليكوبتر إلا أنه ظن أن الموضوع بسيط، وطلب منهم المتابعة وزيادة المراقبة وإبلاغ القيادة الأعلى، واستمر فى محاولة النوم. وتابع المشير طنطاوى شهادته التى بثتها القناة الأولى فى التليفزيون المصرى قائلا: « فى حوالى الساعة 2.5 صباحا تم إيقاظه وإبلاغه بأنهم يرون عبر أجهزة الرؤية الليلية عناصر من الجيش الإسرائيلى تحاول عبور حقول الألغام الموجودة فى المواجهة وعلى الفور استيقظت مسرعا نحو جهاز الرؤية الليلية فى مركز القيادة وأيقنت أن هذه العناصر التى تمثل عددا كبيرا من المشاة تحاول عبور الثغرة فى اتجاه مواقع الكتيبة». وأوضح قائد الكتيبة 16 مشاة فى الجيش المصرى - وقت حرب أكتوبر - أنه أعطى أوامره لقادة الوحدات الفرعية قادة السرايا توجيه جميع أنواع الأسلحة الخاصة بالكتيبة من المدفعية ومدافع الهاون والرشاشات والأسلحة المضادة للطائرات بتوجيهها فى اتجاه الثغرة وأصدر أوامره بعدم فتح النيران إلا بطلقة إشارة حمراء منه شخصيا. وبين المشير الراحل محمد حسين طنطاوى فى شهادته عن معركة المزرعة الصينية، أنه قام بإطلاق طلقة الإشارة لتفتح جميع أسلحة الكتيبة النيران على العدو، وأصبح غير قادر على الانسحاب أو الهجوم واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة، إلى أن بدأ النهار. وتابع: « وتسبب الضباب فى الصباح فى أن يصبح تركيز النيران من القوات المصرية على قوات العدو ليس بالكفاءة الكافية، ليتمكنوا من سحب خسائرهم وبعض من تبقى على قيد الحياة». ولم ينقذ جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى وقتها سوى الضباب الذى ساعدهم فى سحب جثث 70 قتيلا تاركين خلفهم 70 دبابة محطمة تماما. كسرت هذه المعركة أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر ووصف جنوده هذه المعركة بأنها جحيم حقيقى.
معركة المنصورة الجوية نسور مصر يسقطون خفافيش إسرائيل
فى 14 أكتوبر 1973 لقن نسور الجو المصريون، خفافيش الظلام من الجيش الإسرائيلى درسًا قاسيًا فى فنون القتال فى السماء، بعد أن تصدت 80 طائرة مصرية من طراز ميج - 21 لهجوم 120 طائرة من أنواع الفانتوم وسكاى هوك وميراج 2000 التابعة لسلاح جو جيش الاحتلال الإسرائيلى، على قاعدة المنصورة الجوية. اعتمد الطيارون المصريون خلال المعركة التى تعد أطول وأشرس وأقوى معركة جوية امتدت لنحو 53 دقيقة، بشكل كبير على السرعة والمرونة التى تميز طائرات «ميج-21»، مقارنة بالطائرات الإسرائيلية الثقيلة. تمكن الطيارون المصريون من إسقاط 17 طائرة من طائرات العدو وإحباط الهجوم وتكبيد العدو خسائر فادحة، فى مقابل خسارة مصر طائرتين فقط. الدكتور سمير فرج -المفكر الاستراتيجى ومدير الشئون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع المصرية- اعتبر فى مقال نشره على موقعه الشخصى، هذه المعركة ثان أغلى الانتصارات التى حققتها القوات الجوية المصرية فى العصر الحديث، بعد الضربة الجوية التى وجهتها مصر للعدو الإسرائيلى فى 6 أكتوبر 1973. وتابع: «بالنسبة لى، فلتلك المعركة قصة خاصة، عاصرتها أثناء فترة دراستى فى كلية كمبرلى الملكية بإنجلترا، عام 1975، والتى كان من ضمن برنامجها الدراسى، زيارة كلية أركان حرب الجوية فى براكنل لمدة أسبوع، أذكر جيدًا، أنه فى أول أيام تلك الزيارة، تجمع فى القاعة أكثر من 250 ضابطًا، من أكثر من 60 دولة، من كل أنحاء العالم، لمناقشة فنون القتال، وسبل التعاون بين القوات البرية والقوات الجوية». وأوضح «فرج» فى مقاله أنه «لما حان موعد المحاضرة الثانية، كانت المفاجأة أن تم عرض أحدث معركة جوية فى التاريخ الحديث، فإذا بى أمام عرض، على شاشة المحاضرة، لمعركة المنصورة الجوية بين القوات الجوية المصرية، والقوات الجوية الإسرائيلية، استعرض خلالها المحاضر تفاصيل القتال الذى دار فى هذه المعركة لمدة 53 دقيقة، وتابع عمليات إقلاع الطائرات الإسرائيلية والمصرية من المطارات المختلفة، خاصة أن طرفى هذه المعركة الجوية استخدما، لأول مرة، أسلحة الحرب الإلكترونية الحديثة، من حيث التشويش على طائرات الخصم لكل طرف، والإجراءات المضادة لكل طرف للتغلب على عمليات التشويش، وهو ما لم يكن متعارف عليه قبل تلك المعركة». وأشار المفكر الاستراتيجى إلى أن المحاضر قال: إن ما حدث فى معركة المنصورة الجوية يؤكد لنا، كضباط طيارين، أن التدريب فى وقت السلم، سواء على فن قيادة الطائرات الحربية، أو التخطيط، أو إدارة العملية، هو ما حقق النصر لمصر، ومكّن طيارى قواتها من التغلب على الضعف النسبى لإمكانات الطائرة الميج، أمام الفانتوم وسكاى هوك. وأوضح اللواء سمير فرج أن المُحاضر أشاد بمستوى تدريب إدارة العملية، خاصة فى التنسيق والمزامنة بين الطائرات المصرية ووسائل الدفاع الجوى المصرى، فلم تسقط طائرة مصرية بنيران صديقة، رغم حائط الصواريخ التابع للدفاع الجوى المصرى، الذى كان سببًا فى إرباك القوات الجوية للعدو الإسرائيلى منذ اندلاع حرب أكتوبر 73. وبين «فرج» أن المحاضر أكد مرارًا على أن كفاءة تدريب الطيارين المصريين، كان أحد الأسباب الرئيسية المساعدة على تخطى عقبة التراجع النسبى لكفاءة الطائرات الميج 21 والسوخوى، أمام نظائرها من الفانتوم وسكاى هوك، لافتًا النظر إلى أن الطيارين الإسرائيليين دخلوا هذه المعركة، مرتكزين على شهرتهم فى حرب 67، بما أشاعوه عن أنفسهم بأنهم «اليد الطولى» للجيش الإسرائيلى، بينما خاضها المقاتل المصرى، معتمدًا على تدريبه، ويقينه، وروحه المعنوية المرتفعة، فتحقق له النصر فى هذه المعركة الجوية.
القنطرة شرق رأس الحربة فى نصر أكتوبر
جسدت معركة القنطرة شرق الروح القتالية للجندى المصرى، وأبرزت دقته في التخطيط وشجاعته فى تنفيذ أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة فى تلك الحرب.. تقع القنطرة شرق على الضفة الشرقية لقناة السويس وتمثل موقعا استراتيجيا مهما يربط شمال سيناء بوسطها وجنوبها، كما كانت مركزا حصينا للقيادة الإسرائيلية حيث اعتبر تحريرها ضربة قوية لإسرائيل وكسرًا لهيبتها العسكرية. ففي يوم السادس من أكتوبر عبرت قوات الفرقة المشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، قناة السويس، للهجوم على قوات العدو في مدينة القنطرة شرق وما حولها وبمواجهة 18 كيلومترا ومهاجمة النقاط الحصينة التي تحمي المدينة. سقطت أول نقطة حصينة، وهي النقطة (1) في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني، ليرتفع عليها العلم المصري، وبعدها استمر تنفيذ الخطة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقاط الحصينة الثلاث الأخرى، ثم سقطت النقطة الرابعة وحاصر المدينة من الخلف شرق المدينة لمواجهة أية قوات إسرائيلية قادمة من عمق سيناء، ليوقف تقدمها ويمنعها من التقدم إلى المدينة. حرص الفريق فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية تتعامل مع القوات الإسرائيلية داخل المدينة وخارجها وفي النقاط الحصينة والقوات الاحتياطية التي كانت مخصصة لنجدة القوات الإسرائيلية، وتم حصار المدينة بعد 35 دقيقة فقط أى قبل الساعة الرابعة ظهرا، واستمرت القوات المصرية في التمسك بالمدينة حتى آخر ضوء عند غروب شمس يوم 6 أكتوبر 1973 حيث أحكمت سيطرتها على المدينة من جميع الجهات. خاض أبطال الفرقة 18 مشاة معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية التي حاولت استعادة المدينة بعد سقوط الحصون الثلاثة وحصار الحصن الرابع، ثم استولت القوات المصرية على جزء من الحصن وتمسكت به حتى سقط الحصن مع أول ضوء صباح يوم 7 أكتوبر 1973. وتقدمت القوات المصرية إلى جنوب الحصن بمسافة 3 كيلومترات، بعد أن خسرت القوات الإسرائيلية 37 دبابة ولم يتبق لها سوى 4 دبابات، وحاولت القوات الإسرائيلية أن تستخدمها كرأس حربة لفتح ثغرة لاقتحام الحصن، ولكن أبطال الجيش المصري دمروا الدبابات الأربع الإسرائيلية، ليتم تحرير القنطرة شرق تماما. واقتحم أبطال الجيش المصري المدينة، لتدور معركة ضارية يومي السابع والثامن من أكتوبر حيث تحصن الجنود الإسرائيليون في المباني والشوارع، فخاض أبطال الجيش المصري قتال شوارع بالأسلحة البيضاء لمطاردة قوات العدو. رغم محاولات العدو للتمسك بمواقعه إلا أن قوة ضربات أبطال الجيش المصري،تسببت في انهيار جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعودة المدينة بالكامل في أيدي الجيش المصري، وتكبيد قوات العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأسر 30 جنديا، هم آخر ما تبقى في المدينة بعد إعلان إسرائيل استسلام قواتها. تميزت المعركة بالتنسيق الدقيق بين المشاة والدبابات والمدفعية والمظلات، وقدمت القوات الجوية دعما فعالا بضربات مركزة على التعزيزات الإسرائيلية القادمة من العمق. وأكد المشير الراحل محمد عبد الغني الجمسي - رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر - أنها كانت نقطة تحول في المعركة وأفقدت العدو أهم نقاطه المحصنة. مثلت المعركة شهادة حية على أن الإرادة القوية والروح القتالية للمصريين قادرة على كسر أي تحصينات، وأن مصر قادرة دائما على استعادة أرضها وعزتها مهما طال الزمن.
تبة الشجرة ملحمة ال 25 دقيقة
25 دقيقة فقط هى الزمن الذى احتاجه أبطال الجيش المصرى خلال رحلة العبور لاسترداد أرض الفيروز من أيدى جيش الاحتلال الإسرائيلى، للسيطرة على أقوى مواقع قيادة جيش الاحتلال الحصينة فى شرق القناة وهو موقع «تبة الشجرة». فور صدور الأوامر لأبطال الكتيبة 12 مشاة المدعمة بالدبابات بركوب أفراد الدبابات بأسلحتهم الخفيفة - عبارة عن الآر بى جى والرشاش الخفيف وطقم مدفع ميكنة - خاض الأبطال معركة شرسة حولوا خلالها الموقع لكتلة من النيران، ليتمكنوا من من أسر50 % من قوة سرية المشاة الإسرائيلية التى كان قوامها 150 فردا، وإصابة دبابيتن إسرائيليتين خلال المعركة وإجبار العدو على سحب باقى دباباته تحت وابل من نيران مدفعيته، وتكبيد العدو خسائر فادحة فى قواته عندما فكر فى استعادة الموقع. أطلق جنود الجيش الإسرائيلى على الموقع وقتها «رأس الأفعى»، إلا أن الجنود المصريين تمكنوا من قطع هذه الرأس وتحرير الموقع بعد يوم ونصف من الهجوم المكثف على قوات جيش الاحتلال الاسرائيلى، ليتم تحريره فى العاشر من أكتوبر 1973. يعود سبب أهمية معركة تبة الشجرة لأهمية الموقع الذى كان بمثابة مركز القيادة الخاصة للعدو الإسرائيلى، الذى يبعد مسافة 10 كم شرق قناة السويس، ويرتفع عن سطح قناة السويس بواقع 74 متراً، وكانت ممراته ترى على شكل شجرة ذات 15 أو 19 فرعا، حيث حول العدو الموقع إلى مركز قيادة حفر حوله الخنادق وأنشأ غرف معيشة وغرف قيادة وأخرى للتحكم فى المعركة، ساعده فى ذلك مميزات الموقع الاستراتيجية. واعتبر العدو هذا الموقع أحد أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلى وقتها، لتحكمه فيه 8 نقاط حصينة من 18 نقطة حصينة لخط بارليف، ويضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق. أخذ موقع التبة تسميته من اسم شجرة الجزورينا التى كانت تعلو التبة منذ القدم، والتى كانت تشتهر بها بين بدو سيناء، وسجلت بهذا الاسم بالخرائط المساحية والسجلات العسكرية قبل الاحتلال، ذلك وفقا لكتاب «أبطال تبة الشجرة» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب. يحتوى الموقع على خندقين كبيرين، استطاعت إسرائيل تشييد هذا الحصن بطريقة هندسية يصعب تدميرها، عن طريق 5 طوابق مبنية بصخور ذات أحجام كبيرة، مترابطة بمجموعة من الأسلاك. يحتوى الخندق الأول من الداخل على مجموعة من الغرف، لضباط الأمن، وغرفة لضابط مخابرات، وغرف استقبال الاتصالات والإشارات الواردة من النقط الحصينة على خط بارليف أو استقبال الإشارات من «تل أبيب»، تحتوى الجدران على مجموعة من الصور لعدد من القادة الإسرائيليين فى ذلك التوقيت، كان أبرزهم رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وموشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى وقت حرب السادس من أكتوبر، وحاييم بارليف، صاحب فكرة بناء خط بارليف. ويشتمل الخندق الثانى، على 6 غرف «مبيت» للضباط، ومطبخ لتحضير الطعام، وغرفة لتناول الطعام، وعيادة طبية، كما يوجد وحدة تكييف مركزية داخل الحصن، فيما وضعت إسرائيل حواجز إسفنجية بين الجدران، حتى يكون هناك عزل للصوت بين الغرف. كانت إسرائيل تضع أعلى سطح التبة، سلاحًا من المدفعية، تستطيع من خلاله إطلاق الذخائر على مدينة الإسماعيلية، وإصابة مواقع الجيش المصرى على الضفة الغربية، وفى منتصف الموقع، يوجد نصب تذكارى مكتوب عليه «لوحة شرف أبطال معركة تبة الشجرة»، ولوحة أخرى عليها أسماء الشهداء الذين سقطوا أثناء هذه المعركة، من أجل الانتصار واسترجاع الأرض.