بينما تكثر محاولات التشويه التى تقودها جماعة الإخوان ومن سار فى ركابهم من الهاربين بالخارج، يظل المصريون فى الخارج الوجه الحقيقى لمصر، وصوتها الصادق فى العالم؛ لم يكتفوا بحب الوطن من بعيد، بل جعلوا من أنفسهم سفراء له، يحمون صورته، ويدافعون عن قضاياه فى كل محفل. لقد كان مشهدهم فى انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة رسالة بليغة لكل العالم ومن كل القارات، بإصرار على المشاركة، وإيمان عميق بأن صوتهم أمانة وواجب، فى مشهد كشف أن الانتماء لا تحده المسافات، وأن المواطن المصرى، أينما كان، «شريك أصيل» فى صياغة حاضر بلاده ومستقبلها. المصريون فى الخارج ليسوا مجرد جاليات، بل قوة ناعمة تحطم الصور النمطية التى يحاول المتربصون تصديرها، وشهود على حقيقة ما يجرى فى مصر، ينقلون تجربتها التنموية، ويواجهون حملات التشويه الممنهجة. وفوق هذا الدور الوطنى، يسهمون عمليا فى دعم الاقتصاد الوطنى عبر تحويلاتهم التى تمثل أحد أهم مصادر العملة الصعبة، تدعم استقرار السوق، وتعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات، أرقام تترجم الولاء إلى فعل. ولأن القيادة السياسية تدرك قيمة المصريين فى الخارج وأهمية حضور الدولة بجانب كل مغترب؛ تأتى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى المستمرة لتوفير كل الخدمات والمبادرات لهم، من تسهيل الإجراءات القنصلية، إلى دعم الاستثمار، وتعزيز التواصل الثقافى والاجتماعى مع الوطن، لتؤكد رسائل واضحة بأن مصر لا تنسى أبناءها، وتضعهم فى قلب اهتمامها. إن معركة الوعى اليوم لا تقل خطورة عن أى معركة أخرى. وفى قلب هذه المعركة، يثبت المصريون فى الخارج أنهم قوة الوطن الناعمة، وحصنه فى مواجهة الأكاذيب بالحقائق. أمام من يسعى لزرع الفوضى واليأس؛ يختار المصريون فى الخارج أن يكونوا صوت القاهرة فى عواصم العالم، وصورة مصر «الحقيقية» التى يجب أن يعرفها العالم.