اتفاق الرياض بين روسيا وأوكرانيا على هدنة بحرية وضمان سلامة الملاحة فى البحر الأسود موسكو تتعهد بملاحة آمنة وكييف تؤكد التزامها الاتفاق.. وزيلينسكى يرفض أى تخفيف للعقوبات

اختتمت، مساء الثلاثاء الماضى فى العاصمة السعودية الرياض جولة المباحثات بين مندوبين أوكرانيين وأمريكيين غداة لقاء أمريكى - روسى بالاتفاق على ضمان سلامة الملاحة، والتخلى عن استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية فى البحر الأسود.
وثمّنت الولايات المتحدة وأوكرانيا، الثلاثاء، دور ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى تسهيل محادثات الأزمة الأوكرانية التى استضافتها الرياض الأسبوع الماضى، مما يعكس الثقة المتزايدة فى قدرته على جمع الأطراف المعنية لتقريب وجهات النظر بينهم والتوصل لحلول سلمية.

وجاءت الجولات التفاوضية فى الرياض بين الوفدَين الأمريكى - الروسى من جهة، والوفدَين الأمريكى - الأوكرانى من جهة أخرى بوساطة الأمير محمد بن سلمان، استمرارًا لحرصه منذ الأيام الأولى للأزمة الأوكرانية على بذل جميع المساعى الحميدة لتسهيل الحوار وإيجاد حل سلمى لها، وضمن جهود السعودية الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار العالمى.
وأعربت الولايات المتحدة فى بيان، الثلاثاء، عقب المحادثات مع روسيا وأوكرانيا، عن امتنانها للأمير محمد بن سلمان على «قيادته وحُسن ضيافته فى تسهيل هذه المناقشات المهمة مجددًا فى السعودية»، وذلك فى إطار تقدير القيادة الأمريكية له ولمكانة المملكة وثقلها السياسى والاقتصادى، ودورها المحورى على المستوى الدولى.
وأعلن البيت الأبيض أن روسيا وأوكرانيا تعهدتا بوقف الأعمال العدائية بالبحر الأسود، موضحًا أن كييف تعهدت بوقف الهجمات فى البحر الأسود.
وأكد وزير الدفاع الأوكرانى، رئيس الوفد الأوكرانى فى محادثات الرياض، رستم عمروف، أنه تم التوصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة لضمان سلامة الملاحة فى البحر الأسود، وتنفيذ حظر كامل على مهاجمة منشآت البنية التحتية للطاقة.
وقال عمروف: «اتفقت جميع الأطراف على ضمان سلامة الملاحة، ووقف استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية فى البحر الأسود. واتفقت جميع الأطراف على تنفيذ اتفاقيات الرؤساء بشأن فرض حظر كامل على ضرب البنية التحتية للطاقة فى أوكرانيا وروسيا».
وطلبت أوكرانيا، الثلاثاء، مشاورات إضافية لتسوية «تفاصيل» الاتفاقيات التى أعلنتها الولايات المتحدة وقالت إن كلا من كييف وموسكو تعهدتا بتجنب الضربات فى البحر الأسود بعد محادثات منفصلة فى السعودية.
وصرح وزير الدفاع الأوكرانى، عمروف، على مواقع التواصل الاجتماعى، بأنه من المهم إجراء مشاورات فنية إضافية فى أقرب وقت ممكن للاتفاق على جميع التفاصيل والجوانب الفنية لتنفيذ الترتيبات ومراقبتها وضبطها.
وحذرت أوكرانيا، الثلاثاء، من أن تحركات السفن الحربية الروسية خارج الجزء الشرقى من البحر الأسود ستشكل خرقًا لاتفاقية توسطت فيها الولايات المتحدة بين البلدين لوقف «استخدام القوة» فى المنطقة.
وأوضح وزير الدفاع الأوكرانى، عمروف، بأنه فى حال تحركت السفن الحربية الروسية من الجزء الشرقى من البحر الأسود فإن أوكرانيا سيكون لها الحق الكامل فى ممارسة حق الدفاع عن النفس.
وقال البيت الأبيض فى بيانه إن أمريكا وأوكرانيا اتفقتا على التزام واشنطن بالمساعدة لإنجاز تبادل أسرى الحرب، وذكر أنه سيواصل تسهيل المفاوضات بين كييف وموسكو فى الرياض. وذكر بيان مكتوب صادر عن البيت الأبيض، عقب اجتماع فريقى الخبراء لروسيا والولايات المتحدة فى الرياض، أن واشنطن وموسكو ستواصلان العمل على تحقيق سلام دائم فى أوكرانيا.
وجاء فى البيان: ستواصل الولايات المتحدة وروسيا العمل معا لتحقيق سلام متين ودائم، أكدت الولايات المتحدة الموقف المبدئى للرئيس دونالد ترامب بشأن الحاجة إلى وقف إراقة الدماء من جانبى الصراع الروسى - الأوكرانى كشرط أساسى لتحقيق تسوية سلمية مستدامة.
ولبلوغ هذه الغاية، ستواصل الولايات المتحدة تسهيل المفاوضات بين الطرفين من أجل حل سلمى للصراع وفقا للاتفاقيات التى تم التوصل إليها فى الرياض.
واتفقت روسيا والولايات المتحدة على ضمان الملاحة ومنع استخدام القوة فى البحر الأسود، حسبما جاء فى بيان مكتوب أصدره البيت الأبيض عقب اجتماع مجموعتى الخبراء الروسية والأمريكية فى الرياض.
وجاء فى الوثيقة المخصصة لنتائج عمل مجموعتى الخبراء الأمريكية والروسية المعنيتين بالبحر الأسود فى الرياض، للفترة من 23 إلى 25 مارس 2025: اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على ضمان سلامة الملاحة، وتجنب استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية فى البحر الأسود».
وإلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، إنها ستدعم صادرات الأسمدة الروسية، بعد إعلانها أنها ستبدأ رفع العقوبات الزراعية عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.
وأفاد بيان للبيت الأبيض عقب محادثات بشأن الحرب فى السعودية: ستساعد الولايات المتحدة روسيا على استعادة قدرتها على الوصول إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة، وخفض تكاليف التأمين البحرى، وتعزيز الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لهذه المعاملات المماثلة.
من جانبها وصفت روسيا الحوار مع أمريكا بأنه مفيد رغم أنه «ليس سهلاً، ودعت إلى صيغة أوسع للمناقشات، تشمل إشراك الأمم المتحدة ودول أخرى. وذكرت وكالة «ريا نوفوستى» الرسمية أن الوفد الروسى غادر السعودية.
وقال الكرملين إنه ما زال بصدد تحليل نتائج اجتماع، الاثنين، لكنه أكد أنه لن يبادر إلى نشرها، مع مطالبة موسكو مجددًا بإحياء اتفاق البحر الأسود وتخفيف القيود على صادراتها الزراعية التى تعبره.
وكانت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب فى أوكرانيا، قد تواصلت، فى العاصمة السعودية الرياض، بلقاء وفدين رفيعى المستوى من أوكرانيا والولايات المتحدة لمتابعة المفاوضات الروسية - الأمريكية، لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.
وجاءت هذه المحادثات بعد أن بحثت الجولة الثالثة من المفاوضات الأمريكية - الروسية والأمريكية - الأوكرانية، فى الرياض، فى لقاءين منفصلين، جوانب فنية، شملت حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، ومصير الأطفال الأوكرانيين المختطفين، ووقفًا جزئيًا لإطلاق النار.