الحب الليّ كان

يوجّه الناس رسائل لبعضهم سواء مباشرة أمْ مرسلة.. المغنيين والفنانين بيعملوا نفس الشىء بَس بكلماتهم وألحانهم وأحيانًا غنائهم.
«الحب الليّ كان».. أغنية خالدة غنتها ميادة الحناوى من توزيع عمار الشريعى وتلحين وتأليف بليغ حمدى.
الأغنية تتجاوز كونها موسيقى وكلمات حلوة.. هى رسالة من بليغ لحب حياته يوثق فيها حبه وعَناءه بعد الفراق، وبيوصف فيها مشاعره الإنسانية الليّ شعَر بها خلال تجربته فى الانفصال عن حبيبته.
المؤلف والملحن هو بليغ حمدى الليّ خدنا معاه فى رحلته مع الحب والخسارة بعلاقته مع الجميلة وردة الجزائرية ذات الصوت الرهيب فى جماله.
تضاربت الأقاويل حول هذه الأغنية؛ فالبعض قال إن بليغ يحكى تجربة شخصية، وآخرون قالوا إنها رسالة من الشاعر لمَن تركه وهجره.
مش عارفة أيهما فى الرأى هو الحقيقة، ولكن كمستمعة أقدر بكل ثقة أقول إن هذه الأغنية تتحدث عن الفقد بكل ما فيه من معانى- الفقد بمعناه الشامل الليّ فى طرف مشى من علاقة والطرف التانى لسّة فيها ولم يتجاوزها.
حكاية هذه الأغنية الليّ ترددت كتير أن بعد طلاق وردة وبليغ كان فى حوار معها وسألها المحاور عن بليغ فقالت له مَن هو بليغ؟ وكأنها متعرفش حد بالاسم ده، وهذا الموقف ألهم بليغ ليكتب الجُمَل المثيرة للشجن والذكريات: أنا الحب الليّ كان.. الليّ نسيته أوَام من قبل الأوان..
نسيت اسمى كمان.. نسيت.. يا سلام على غدر الإنسان!.
بعد هذا التصريح من وردة انعكس ما قالته على بليغ ليكتب كلمات الأغنية المليئة بالاضطراب العاطفى الليّ قدمته ميادة الحناوى بصورة مُغناة فيها تجسيد لآلام بليغ العميقة والليّ حسّ بيها كل من سمع الأغنية وعرف الحكاية الليّ وراها.
الأغنية فيها مثال واضح لطرف لسّة مش قادر يستوعب أن الحب خلص والتانى مشى وقلب الصفحة وفى مرحلة ال move on.
صوت ميادة الحناوى أدى صدى وثقل للكلمات الرائعة وأدائها الليّ كله صدق يكاد يجعل الدموع تفرّ من عنينا واحنا بنسمعها، فنرأف لحال المحبوب والمحب ونقول معاهم: والله زمان يا هوى زمان.
يقال كمان إن كلمات الأغنية المُغناة من ميادة فيها حاجات مختلفة عن الليّ كتبها بليغ. فى الأغنية يأسف بليغ على الحب الضائع ويراه كدبة ويرجع فى لحظة مؤكدًا أنها أحلى كدبة وأنه عسل ومُرّ ووفاء وغدر وكل المتناقضات ولكنه يعود ليؤكد أنه حب العمر: عسل ومُر أنت.. وفاء وغدر أنت.. وحب العمر أنت
كدبة.. كدبة.. أنت كدبة لكن أحلى كدبة
بعتها لى الزمان.
كتير من الكتب والروايات بتحكى حكاية صاحبها ومن هم قريبين من الكاتب بيعرفوا إنها حكايته.. بَس بليغ حكى حكايته بكل علانية وخاطب حبيبته أمام الملايين.
شجاعة بالغة من قلب جريح مَسّت قلوبنا وقلنا معاه: والله زمان يا هوى زمان