لما عزيزة جلال شَدَت وقالت: بتخاصمنى حبة وتصالحنى حبة، كل شوية تغضب كده من غير مناسبة اعتقدنا جميعًا أنها تتكلم عن حبيب كل شوية يخاصمها ويرجع يصالحها، ولكن أعتقد أنها كانت وربما عن دون قصد تتكلم عن العلاقات المرهقة الليّ فيها طرف كل شوية ياخد موقف ويقفش من الطرف التانى.. من غير مناسبة ولا منطق ولا سبب عارفة الشخص. طلبت عزيزة من الحبيب أنه «يهدى» شوية لأن الحب مش لعبة وكل شوية خصام ورجوع ما يضعف العلاقة وتشعِر الحبيب أن سهل الحياة من غيره. الأغنية دى تجسد بشكل كبير العلاقات المرهقة بشكل مبسط وغنائى - ودى العلاقات الليّ فيها إرهاق لطرف من الطرفين أو الإتنين وبتتطلب مجهودا وفيها مشاحنات وصراعات ومفيهاش لغة حوار ناضجة، علاقات مفيهاش مساحة للتواصل وبالتالى فجوات وطبعًا كلها استهلاك للوقت والطاقة ونقص فى جودة الحياة ونقص الإشباع من النواحى العقلية والعاطفية والروحانية والجسدية أحيانًا مجتمعين أو متفرقين ما يجعل العلاقة ناقصة وأحد الأطراف فيها أو الطرفين يشعر بعدم الاكتفاء.
ثم أكملت عزيزة جلال وقالت: لما حبينا وحسينا بوجودنا، قولتلى يومها النهاردة إحنا اتولدنا، والسنة الجاية دى أول عيد ميلادنا، لسة يا دوبك ما كملناش سنة، واتخاصمنا وأنت الغلطان مش أنا، وهنا نرى أن الحبيب وعدها بالحب والسلام والمحبة وبداية الرحلة معًا بس ملتزمش بوعده وشعرت بعدم الأمان بسرعة، وأن بدايتهم لم تكون كما وعدها فتخبطت وبدأت تشعر بأن الحب الموعود هيضيع منهم وطغت القسوة على المحبة لما قالت: خايفة بكرة الحب يهرب مننا والأسية صعبة تهرب من عذابنا، ويضيع من قلوبنا والأسية صعبة، اهدى يا حبيبى اهدى اهدى يا حبيبى هو الحب لعبة؟ ولا الحبة لعبة؟ بتخاصمنى حبة وتصالحنى حبة.
لم تقف الحكاية عند هذا الحد، بل كانت المحبوبة تعانى من التعلق الكبير نحو الحبيب القاسى عليها الليّ كل شوية يخاصمها فقالت له مستجدية:لما بتخاصمنى روحى بتخاصمنى وألقى نفسى تايهة والدنيا تايهة منيّ وتيجى تانى تصالحنى تاخدنى لدنيتى الحلوة تهنينى تفرحنى تريحنى من القسوة من هنا تصالح وتغضب من هنا وتخاصمنى وأنت الغلطان مش أنا. على قد ما الأغنية دى جميلة وموسيقاها تخطف السمع وتلتصق بالعقل وبنرددها بسرعة من سلاسة جملها الموسيقية على قد ما هى أغنية بتوصف علاقة مرهقة بشكل رهييييب - علاقة مرهقة فيها طرف بياخد وطرف بيدى والطرف الليّ بياخد سايق فيها جامد ومعندوش ثقافة هات وخد. العلاقات فى الحياة تبادلية وكل من لم يصل إلى هذه الحقيقة سيصل إليها يومًا ما.. أما عنيّ أنا شخصيًا فأنا مش عايزة حد يخاصمنى حبة ويصالحنى حبة.. أنا عايزة حد ميخاصمنيش أصلًا أو لو حصل وخاصمنى يفضل ثابت على موقفه!.