مين ميعرفش الأغنية دى لملك الأغنية الشعبية الجميل أحمد عدوية، وراء كلماتها فى قصة حلوة ومتميزة زى الأغنية بالضبط. كركشنجى هو اسم رجل فقير بيسرح فى الشوارع ببخور ويدخل المحلات يصّبح ويبّخر ويدعى لهم بالرزق والصحة والناس كانت بتديله من مال الله، وكان على فقره عزيز النفس ولما يجى العيد ميقبلش عطف الناس فى السوق عليه لما يدوله من لحمة العيد الليّ طالعة لله. عم كركشنجى كان محبوبًا، فكان تجار السوق بيفكروا إزاى يسعدوه فى العيد مع احتفاظهم بعزة نفسه فجابوه وكل واحد يقوله لك عندى ربع جنيه وحد يقوله ليك عندى نص جنيه وهوب جمعوا سبعة جنيه وده كان تمن الخروف الصغير ساعتها وقالوله كده أنت ياعم كركشنجى تقدر تجيب خروف العيد بتاعك وكمان تدبحه بنفسك. فرح عم كركشنجى جدًا وجاء العيد وجاب كبشه وصُورت الأغنية التجربة كلها وهو الناس بتغنيله: كركشنجى دبح كبشه يا محلى مرقة لحم كبشه. بس عم كركشنجى عاش مغامرة فى ذبح هذا الكبش وثّقتها الأغنية وهو مش عارف يذبح الخروف بتاعه: عَكشه يعنى مسك الكبش وحضنه عشان يعرف يسيطر عليه بس الخروف فَركِش يعنى ملص منه قام عم كركشندى نكشه يعنى اتنزفز منه وقرصه فى قرونه فالخروف طَنِّش هزار عم كركشنجى. وحاول يقلش ويعدى السكينة من تحت رقبته بس قلشت منه والخروف هرب فى الشارع وعم كركشنجى والناس جريوا هم كمان وراه. وبدأ عم كركشنجى يندب حظه على السلاطين الليّ جابهم علشان يحط فيهم اللحمة وقال سبع سلاطين استسلطناهم من عند المستسلطنين، تقدر يا مسلطن يا مستسلطن تستسلطلنا سبع سلاطين زى ما استسلطناهم من عند المستسلطنين. ودى معناها تقدر ياللى بتتريق علشان الخروف هرب تمسكه علشان أذبحه وأحط اللحمة فى السلاطين. وكمل عم كركشندى وقال: سبع دبابيس استدبسناهم من عند المستدبسين ودول دبابيس يدبس بيهم الفروة علشان يدبغها ثم ختم الأغنية بسبع لحاليح استلحلحناهم من عند المستلحلحين، وهنا بيتكلم على السبعة جنيه أو لحلوح زى ما كان اسمه زمان مشيرًا للفلوس الليّ جمعها التجار لشراء كبشه. ثم أكمل: تقدر يا ملحلح يا مستلحلح تستلحلحلنا سبع لحاليلح زى ما استلحلحلناهم من عند المستلحلحين وهنا يقصد ياللى بتتريق عليا تقدر تجيب ليا سبعة جنيه تانين علشان أشترى بيهم خروف تانى غير الليّ هرب. أغنية خطيرة لعدوية تكاد تكون فيلمًا نراه أمامنا من دقة تفاصيل الحدوتة، تخيلنا القصة كلها ورسمنا لعم كركشنجى صورة فى خيالنا وصاحبنا خروفه الهارب وكنا شايفينه وهو بيجرى وإحنا كمان جرينا وراه. الأغنية جعلها مأمون الشناوى رائعة بكلماتها الصعبة النطق السهلة المنطوق ومع موسيقى حسن أبوالسعود كانت تتسلطن أذننا سلطنة مختلفة عن سلاطين عم كركشنجى الليّ متملاش فيها أى لحمة!.