إسرائيل تتجمل فى ذكرى السابع من أكتوبر باقة أفلام لكسب التعاطف وفيلم وحيد يلفت أنظار العالم «فساد بيبى»

لم تعد الأكاذيب الإسرائيلية تنطلى على أحد، ولا تكفى مساحيق التجميل ولا أقنعة العالم لتجميل وجهها القبيح قاتلة الأطفال هادمة بيوت الأبرياء والأوطان.
تحيى دور السينما الإسرائيلية فى تل أبيب، من 6 إلى 10 أكتوبر ذكرى هجمات السابع من أكتوبر بعرض العديد من الأفلام الروائية والوثائقية الحديثة، بالإضافة إلى أفلام عن الصراعات السابقة التى يمكن أن تلقى الضوء على الحرب الحالية.
عروض خاصة تضم أفلامًا وثائقية ودرامية وأفلامًا تعرض وجهة نظرهم عن أحداث العام الماضى تستكشف موضوعات الخسارة والبطولة والصمود وتحاول إيجاد الطريق للمضى إلى الأمام.

فيلم سنرقص مجددا
أحد الأفلام التى ستعرضها سيكون فيلم We Will Dance Again للمخرج ياريف موزر، وهو فيلم وثائقى عن المذبحة فى مهرجان سوبر نوفا الموسيقى، والذى يجمع بين مقاطع الفيديو والصوت للحدث (بما فى ذلك بعض المقاطع التى صورها الإرهابيون أنفسهم)، بالإضافة إلى مقابلات مع الناجين وعائلاتهم.
يعرض الفيلم ومدته 52 دقيقة، وحرص المخرج على إضفاء البعد الإنسانى لمجموعة من الشباب لا يحملون ضغينة لأحد تحول حفلهم إلى كارثة.
وقعت الأحداث يوم السابع من أكتوبر الماضى عندما شنت حركة حماس هجمات على مواقع عدة من بين هذه المواقع حفل موسيقى أقيم فى صحراء النقب على بعد 5 كم من غزة باسم مهرجان رعيم الموسيقى حضره حوالى 3500 شخص للرقص فى الهواء الطلق، إلى أن هاجمهم مسلحون من حماس.
فى محاولة لسرد الأحداث عمل المخرج على جمع شهادات الناجين و212 مقطع فيديو فى محاولة لتوثيق ما جرى، بدأ الفيلم بتحضيرات الحفل واستعداد رواده للحضور بكل سعادة وبدايات المرح والموسيقى إلى أن ينتهى كل شىء مع الهجوم قتلى ودماء.
أظهر الفيلم حالات الرعب بين رواد الحفل ومحاولات الهروب ومساعدة الجرحى والصلاة وسط غياب تام للشرطة الإسرائيلية التى جاءت فى النهاية لحمل الجثث والتركيز على قسوة منفذى العملية ووحشيتهم.
سوبر نوفا
لم يكن فيلم «سنرقص مجددا» هو الفيلم الوحيد عن كارثة المهرجان الموسيقى فقد صدر فيلم آخر تناول المأساة من زاوية مختلفة بعنوان سوبر نوفا «مذبحة المهرجان الموسيقى» للمخرج دوكى درور عن الآثار النفسية لستة من الشباب الناجين واثنين من الرجال أب تم خطف ابنه وابنته وشرطى حرر 150 شخصًا.
يوم فى أكتوبر
مسلسل One Day in October من تأليف دانييل فينكلمان وعوديد دافيدوف، عبارة عن حلقات مصورة بأسلوب سينمائي بأكثر من كاميرا يعرض على التلفزيون، إضافة لعروض خاصة فى السينما الفيلم يحكى عن الهجوم الذى شنته مجموعة من حماس على عدد من المنازل، من قطاع غزة فى 7 أكتوبر الماضى على كيبوتس كفر عزة.
الزهرة الحمراء
سيُعرض فيلم «الزهرة الحمراء» للمخرج حاييم بوزجلو، وهو أحد أول الأفلام الروائية الطويلة التى تم تصويرها عن هجوم أكتوبر وقد وصفه بوزجلو بأنه فيلم وثائقى درامى، يستكمل ما انتهى إليه فيلمه السابق «بوابة الورود». والذى يدور حول زوجين مسنين يلعب دورهما ألبرت إيلوز وأنيت كوهين، ويعيشان أمام مركز الشرطة فى سديروت بعد أحداث أكتوبر.
تبدأ أحداث فيلم الزهرة الحمراء بعد الهجوم على مركز الشرطة فى السابع من أكتوبروالزوجان لمدة 25 ساعة محاصران فيها فى المنزل بسبب القتال. يراقبان الأحداث التى تتكشف فى مركز الشرطة وينتظران كلمة عن ابنهما، الذى يحضر مهرجان سوبر نوفا الموسيقى، وابنة أختهم، شرطية الحدود فى الجنوب تتشابك أحداث الحرب مع الدراما الشخصية.
راشيل عوفاكيم
«راشيل من عوفاكيم» هو فيلم وثائقى يروى قصة راشيل إدرى، إحدى أشهر الشخصيات فى الأيام الأولى للحرب، والتى نجحت فى إطعام الإرهابيين الذين غزوا منزلها وإلهائهم بما يكفى حتى أنقذوا حياتها وحياة زوجها ديفيد، الذى توفى منذ ذلك الحين. أخرج هذا الفيلم الوثائقى زوهار فاغنر، الذى أخرج الفيلم الوثائقى الدرامى الشهير سافوى، والذى يدور حول هجوم إرهابى مختلف تمامًا منذ عقود من الزمان.
صرخات قبل السكون
إخراج شيريل ساندبرج يتضمن شهادات بعض الناجين من هجمات 7 أكتوبر وآراء الأطباء النفسيين الذين تولوا علاج عديد من الحالات من المخطوفين وعائلات القتلى.
فى نفس القارب
يحكى الفيلم الوثائقى «فى نفس القارب» للمخرجين مايكل فيكسل وألكسندرا بتروفا قصة حياة مجموعة من عرب إسرائيليين سائق وممرضة وعامل فى محطة وقود ومسعف، أنقذوا ببسالة حياة العشرات من الناس خلال هجوم أكتوبر.
الصبى
The Boy للمخرج ياهف وينر، والذى فاز مؤخرًا بجائزة أوفير لأفضل فيلم قصير. قُتل وينر فى منزله فى كيبوتس كفر عزة فى 7 أكتوبرالماضى، مما أدى إلى تشتيت انتباه الإرهابيين حتى تتمكن زوجته من الفرار مع طفلهما.
كل هذا الكم من المراثى والصعبانيات لم يعد يؤثر فى أغلب البلدان التى كانت قديما تصدق فكرة الضحية الإسرائيلية اليوم أعداد القتلى ووحشية آلة القتل وجنون الدم وقتل الأبرياء والأطفال حتى الجرحى فى المستشفيات والتجويع هدم البيوت والمذابح التى ترتكب كل يوم.
رغم هذا الكم من الأفلام الدرامية لاستدرار الدموع والتعاطف تتركز أنظار العالم نحو فيلم حقيقى وحيد داخله مفتاح السر سر الخراب والدمار والذى حاربت إسرائيل بقوة متمثلة فى رئيس وزرائها وعائلته والمقربين لمنع عرضه حتى ظهر بمهرجان تورنتو السنيمائى بكندا.
ملفات بيبى!
ويحتوى الفيلم على المعلومات الرئيسية المتعلقة بالتحقيق فى قضايا فساد كبرى تخص رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين «بيبي» نتنياهو فى هذا الفيلم الوثائقى المهم من إخراج أليكسيس بلوم وإنتاج الحائز على جائزة الأوسكار أليكس جيبنى تقدمه شركة روجرز على مدى السنوات الثمانى الماضية، كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين «بيبي» نتنياهو قيد التحقيق من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة الفساد.
تجنب المحاكمات هو الدافع الأصلى للتضحية بكل هذا الدماء والقتلى من الجانبين مركزًا جهوده لتجنب المحاسبة القانونية بالتضحية باستقرار بلاده وأرواح الجميع وزعزعة الشئون العالمية.
ملفات بيبى هى كشف صحفى عاجل وهام، استنادًا إلى لقطات مسربة لم يسبق لها مثيل ومقابلات جديدة مع شخصيات إسرائيلية رئيسية، بمن فى ذلك رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، والمتحدث السابق باسم نتنياهو نير هيفيتز، ورئيس جهاز الأمن الداخلى السابق عامى أيالون، والصحفى الاستقصائى رافيف دراكر.
يتناول الفيلم تفاصيل قضايا الفساد التى أدت إلى توجيه اتهامات لنتنياهو بانتهاك الثقة والرشوة والاحتيال فى عام 2019. كما تورطت فى القضايا زوجته سارة وابنه يائير. وقد استمرت هذه القضايا فى النظام القضائى دون حل.
فى الماضى، استقال القادة الإسرائيليون المتهمون بالفساد، لكن نتنياهو احتفظ بالسلطة من خلال تشكيل تحالفات مع اليمينيين المتشددين الذين يشغلون الآن منصب وزراء فى مجلس الوزراء. حاول نتنياهو السيطرة بشكل أكبر على المحكمة العليا فى إسرائيل، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق فى الشوارع من يناير إلى أكتوبر 2023.
الحقيقة
اعتقد العديد من الإسرائيليين أن محاولات نتنياهو لتأخير محاكمته هى المفتاح لفهم الأحداث الأخيرة: موافقته الضمنية على توسيع المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية، وتعامله المثير للجدل مع مفاوضات الرهائن، والقرارات العسكرية التى خلقت وضعًا وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه «وصمة أخلاقية علينا جميعًا». سبق للمخرجة أليكسيس بلوم أن خاضت مجالًا سياسيًا معقدًا كمخرجة لفيلم Divide and Conquer: The Story of Roger Ailes ومنتجة فيلم We Steal Secrets on WikiLeaks. ولديها خبرة فى إعداد التقارير فى كل من الضفة الغربية وإسرائيل.
ويعمل أليكس جيبنى كمنتج، حيث يجلب خبرته التحقيقية من مسيرة مهنية فاز فيها بجائزة الأوسكار وجائزة إيمى للإنجاز مدى الحياة. وبعد أشهر من التحرير، وحتى قبل أيام من المهرجان، أحضرا الفيلم إلى مهرجان تورنتو السينمائى الدولى كعمل قيد التنفيذ فى بحث عن التوزيع. وحتى مع وجود عناصر ما بعد الإنتاج التى لا تزال فى انتظارنا، فإنها تجربة مشاهدة لا تُنسى.
2