بعد إعلان «ياسر جلال» عن تقديمه لها: «ألف ليلة وليلة».. كنز الدراما على مر العصور

تعد أسطورة (ألف ليلة وليلة) الأدبية كنزًا دراميًا وحدثًا تراثيًا لا ينضب الإبداع منه فى العالم بأكمله على مر الأعوام والأجيال وبمختلف اللهجات التى قدمت بها، حين تسمع «بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد» تعلم جيدًا أنك أمام واحدة من أشهر العبارات فى تاريخ الإذاعة والتليفزيون.
فى الوقت الذى أعلن فيه «ياسر جلال» عن تقديمه لعمل درامى مقتبس عن (ألف ليلة وليلة) سيُشارك به فى موسم دراما رمضان 2024 وهو من سيناريو وحوار «أنور عبدالمغيث» وإخراج «إسلام خيرى».. هذا العمل يطرح تساؤلًا محيرًا عن سبب تكرار هذه التيمة الدرامية لأكثر من مرة على مدار السنوات الماضية -منذ الخمسينيات وحتى الآن- لنكشف فى هذا التحقيق كواليس العمل الجديد بالإضافة إلى تاريخ (ألف ليلة وليلة) التليفزيونى والإذاعى، كما نتطرق إلى رأى عدد من النقاد الذين أكدوا أن هذه النوعية من الأعمال تخلق مناخًا صحيًا وزخمًا دراميًا كبيرًا.. وإليكم التفاصيل.
شهريار.. 2024
كشف المخرج « إسلام خيرى» أنه مازال يواصل اختيار باقى فريق عمل مسلسله الجديد (ألف ليلة وليلة) مع «ياسر جلال» مشيرًا إلى أن فريق العمل لم يكتمل بعد وخاصة أن أحداث المسلسل كثيرة وستعتمد بشكل كبير على نخبة كبيرة من النجوم هذا بخلاف المجاميع.
وعن سؤاله: ما الذى سيكون مختلفًا فى هذا العمل عما تم تقديمه فى السابق قال: «أريد أن أوضح فى البداية أن تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، بل يحتاج إلى جهد كبير من التصوير وبناء الديكورات الضخمة التى تتناسب مع أحداث المسلسل هذا بخلاف الأزياء والاستعراضات ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هناك أساليب أخرى من المؤثرات البصرية وأيضًا استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التصوير».
كما صرح «إسلام خيرى» أنه يواصل التحضيرات الأولية الخاصة ببناء الديكور الخاص بالعمل وخاصة أن المسلسل سيعتمد على أكثر من ديكور وهذا الأمر مكلف للغاية وأيضًا يحتاج إلى وقت كبير، وهذا ما دفع فريق العمل إلى الاستعداد للتصوير خلال الشهر المقبل.
وعن تعاونه مع «ياسر جلال» كشف أنه من الشخصيات التى تهتم بالتفاصيل وحريص كل الحرص أن يتم إخراج العمل بالشكل الذى يليق به وهذا ما جعل هناك وجهات نظر متقاربة بينهما خاصة أن «ياسر جلال» سيعيد تقديم نفسه بشكل مختلف بهذا العمل وكذلك «ياسمين رئيس» التى تلعب دور «شهرزاد» ومعهما «نور وشيرى عادل».
وعن تواجد حس الفكاهة فى العمل كشف «خيرى» أنه لا يريد أن يفصح عن أى أحداث تخص العمل الآن ولكنه يعد بعمل درامى يفوق كل التوقعات.
كنز.. منذ الستينيات
فى البدء جاءت (ألف ليلة وليلة) إلى الوسائط المختلفة من راديو وتليفزيون فى مصر بواسطة الشاعر الراحل «طاهر أبو فاشا» الذى قدم مسلسل (ألف ليلة وليلة) بإذاعة البرنامج العام حيث تم تقديم 800 حلقة على مدار 26 عامًا ليكون اسم «شهرزاد» مرتبطًا بالفنانة الراحلة «زوزو نبيل» أما عن دور «شهريار» فكان صوته مرتبطًا بالفنان «عبدالرحيم الزرقانى» ليأتى الكاتب الكبير «أحمد بهجت قمر» وينقل هذا الحدث الأسطورى من صوت إذاعى إلى عمل تليفزيونى يظهر لأول مرة على الشاشة بمسلسل يحمل نفس الاسم بطولة كل من «نجلاء فتحى وحسين فهمى».
ثم قرر المخرج «فهمى عبدالحميد» فى الثمانينيات بالتعاون مع المؤلف «طاهر أبو فاشا» تقديم حكايات (ألف ليلة وليلة) مع صور متحركة لصوت «زوزو نبيل» و«عبدالرحيم الزرقانى» اللذين يلعبان دورى شهريار وشهرزاد لتتوالى الحكايات، ثم يتم تحويلها لحلقات من بطولة «شريهان» تعرض قبل أو بعد الفوازير التى اعتادت تقديمها فى شهر رمضان.. وبعد «شريهان» يستمر تقديم حلقات (ألف ليلة وليلة) بفنانين مختلفين فى كل عام ففى عام 1988 تقدمها «رغدة» و«مدحت صالح» وفى العام التالى «ليلى علوى» فى حكاية (الأشكيف) ثم قصة (ست الحسن) بطولة «إيمان الطوخى» ثم حكاية (على بابا والأربعين حرامى) بطولة «يحيى الفخرانى ودلال عبدالعزيز» وتختتم الحكايات بقصة (فضل الله ووردانة) بطولة «أحمد عبدالعزيز».
لتختفى هذه النوعية من الأعمال لمدة لا تقل عن 19 عامًا تقريبًا ويتم إعادة تقديمها عام 2015 برؤية حديثة ومختلفة للمؤلف «محمد ناير» والمخرج «روؤف عبدالعزيز» والبطولة تذهب ل «شريف منير» الذى أدى دور «شهريار» فى حين قدمت دور «شهرزاد» اللبنانية «نيكول سابا».
ورغم الغياب الكبير إلا أن المسلسل وقتها استطاع أن يلفت الانتباه بشكل كبير لما استخدمه من تقنيات حديثة بالجرافيك ومستحدثات الإبهار البصرى سواء داخل قصر «شهريار» أو من خلال الحكايات التى كانت تروى عن (السندباد البحرى) أو (علاء الدين والمصباح السحرى) على سبيل المثال وهذا كان بمساعدة خبراء من صناع سلسلة الأفلام الأجنبية الشهيرة (هارى بوتر)

رؤية نقدية
كشفت لنا الناقدة «حنان أبو الضياء» أن (ألف ليلة وليلة) هى تراث، والمعروف عن التراث أنه يقدم على مر العصور ولكن الفيصل هنا هو طريقة التقديم ومع دخولنا ل 2023 فهناك سبل تكنولوجية حديثة يتم استخدامها فى التصوير وهذا ما يجذب الانتباه أكثر عما سبق.
وقالت: إن (ألف ليلة وليلة) تم تقديمها بأشكال وأنماط مختلفة لما تحتويه من قصص وحكايات عديدة متسائلة: هل سيتم تقديمها بشكل سرد قصة أم يكون لها بعد فلسفى أو تاريخى أو سياسى كما قدمها الكاتب الراحل «أحمد بهجت قمر» فى المسلسل الذى قام ببطولته «حسين فهمى» و«نجلاء فتحى» على عكس ما قدمها «على الكسار» والتى كانت تحمل وقتها حس الفكاهة والكوميديا وكان الفيلم وقتها يميل إلى الحس الترفيهى فقط وحين تم تقديمها فى سوريا وتركيا أيضًا كان لها بعد سياسى صريح.
وتؤكد «أبو الضياء» أن تقديم (ألف ليلة..) بنجم كبير بحجم «ياسر جلال» من شأنه أن يحقق لها بعدًا اجتماعيًا أو سياسيًا مع استبعاد الحس الفكاهى.
ووافقت الكاتبة والناقدة «ماجدة موريس» على إعادة تقديم (ألف ليلة وليلة) مشيرة إلى أنها لم تكن حكاية واحدة فقط بل هى نوع من القصص يدور حول المغامرات والإثارة والتشويق لشخصيات كانت تعيش فى الخيال.
كما أن أغلب القصص مسلية للغاية وتحمل العديد من القيم التى من الممكن طرحها من خلال هذه الأعمال إلى جانب الاستعراضات والأزياء والغناء وغيرها من العناصر المبهرة.
وترى أن قصص (ألف ليلة وليلة) تعتبر ملجأ لكثير من الكتّاب لتقديم فكرة ما لا يمكن تقديمها بشكل واقعى، فيتم اللجوء للخيال بالإضافة إلى جذب قطاع كبير من الجمهور بمختلف الأعمار.
ويرى الناقد «رامى المتولى» أن هذه النوعية من الأعمال ثرية للغاية من ناحية الخيال وهذا يعنى أنه يمكن استخدامها بمختلف الأشكال والصور بما تحمله من تفاصيل تناسب هذا العصر.
والدليل على ذلك أنها كانت مصدرًا رئيسيًا للسينما منذ بدايتها حين كانت سينما صامتة فى أوائل القرن العشرين بالإضافة إلى استغلالها أيضًا فى التليفزيون مع بدايته.
مشيرًا إلى أن الفيصل فى الأمر هو كيفية استغلال هذا التراث وتقديمه مع وسائل التكنولوجيا الحديثة من الإبهار البصرى والجرافيك والمونتاج، هذا بخلاف السيناريو الذى سيكون هو العنصر الرئيسى فى هذا الحدث الكبير والذى سيساعد المخرج بشكل كبير لتحول هذا النص المكتوب لعالم آخر مرئى.
2
3
4
5
6