تجرى فى هذه الأيام مراسم التتويج الرسمية للملك تشارلز الثالث فى كنيسة وستمنستر، بعد اعتلائه العرش عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية فى سبتمبر 2022. وقد أوضحت اللجنة المسئولة عن التخطيط لحفل التتويج أن تكلفة الحدث قد تصل إلى نحو 100 مليون جنيه إسترلينى، على الرّغم من أن تشارلز لديه قائمة زوار أصغر تضم نحو 2000 شخص.
وأوضحت أنه فى عام 1953، كانت بريطانيا تتعافى من سداد تكاليف الحرب العالمية الثانية، مع استمرار توزيع الأغذية، وأنفقت حكومة ونستون تشرشل 1،5 مليون جنيه إسترلينى على تتويج الملكة. وقالت صحيفة بريطانية: لأنه حدث خاص بالدولة؛ فإن الحكومة سوف تدفع ثمَن تتويج تشارلز؛ باستخدام أموال دافعى الضرائب. وقال أوليفر داودن، الوزير المسئول فى الحكومة: إن الملك والحكومة يقدران ضمان أن هناك قيمة لدافع الضرائب، ومن الصحيح أن نحتفل بهذه اللحظة فى حياة أمّتنا ونفعل ذلك بطريقة مناسبة، وهذه لحظات فى حياة أمّتنا فهى تجلب الفرح لملايين الناس، كما أنها تميزنا كأمّة فى جميع أنحاء العالم، وإنها لحظة رائعة فى تاريخنا. عملية أمنية تُخطط الشرطة البريطانية لتنفيذ استراتيچية أمنية أطلق عليها اسم «عملية الجرم السماوى الذهبى» قبل أكبر حدث رسمى فى بريطانيا منذ جنازة الملكة إليزابيث الثانية، خلال حفل تتويج الملك تشارلز الثالث. وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية؛ فإن مئات الضباط من جميع أنحاء المملكة المتحدة سيصطفون أمام الطريق من قصر باكنجهام باتجاه وستمنستر آبى، جنبًا إلى جنب مع القناصين على أسطح المنازل. وأفادت الصحيفة: إن رجال شرطة بملابس مدنية سيمشون وسط الحشود، وستمنع الحواجز السيارات من الاقتراب من المتفرجين وستتم إقامة حواجز على الرصيف تمتد لأميال. وتابعت: إنه سيتم إجراء فحص على غرار المطارات جنبًا إلى جنب مع الدوريات المسلحة ومنطقة حظر الطيران فوق وسط لندن وفرق الكلاب وعملية أمنية للحماية المباشرة؛ حيث أمضت الشرطة أسابيع فى عملية وقائية تبحث فى التهديدات المحتملة التى يشكلها المهووسون بالملكية وتبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن معلومات استخباراتية. وأضافت: إنه من المقرر أن يقوم ضباط شرطة العاصمة بزيارة الإرهابيين المدانين سابقًا، قبل اليوم الكبير ويطلبون منهم تجنب الاحتفالات، كما أن هناك أيضًا مخاوف بشأن ما يمكن أن تفعله مجموعات الاحتجاج البيئى مثل Just Stop Oil لتعطيل المَسيرة. ويُقال إن المحققين يستخدمون معلومات استخباراتية عن المتظاهرين الأكثر نشاطًا والتى ستساعد فى منع الاضطراب. وأكدت الصحيفة، أنه تم فرض قيود على الطرُق المحلية منذ 3 أبريل، بدأ نفاذها الأسبوع الماضى يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه الشرطة تضاعف عدد المتعصبين الذين يشكلون خطرًا على أفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات منذ عام 2014، مع مراقبة الضباط لأكثر من 200 شخص. زى المَلك يرتدى المَلك تشارلز فى حفل تتويجه جلبابًا ذهبيًا يشبه أزياء الكهنة فى تقليد يعود إلى قرون مضت، كما يرتدى الملك طبقات من الأثواب المتلألئة المستوحاة من الملابس الكهنوتية القديمة خلال مراسم التتويج فى القاعات المقدسة بوستمنستر آبى. أثناء التنصيب يرتدى الملك تشارلز Supertunica وهو معطف طويل بأكمام ذهبية صنع لجده الأكبر الملك چورچ الخامس فى عام 1911، وتم ارتداء هذا الثوب فى كل تتويج متتالى، بما فى ذلك الملكة إليزابيث الثانية. الرداء مصنوع من القماش الذهبى ويزن نحو 2 كجم ومطرز بالأرابيسك والزخارف الزهرية، وأكدت كارولين دى جيتوت نائبة مساح أعمال الملك الفنية فى Royal Collection Trustوفقًا لموقع ذا ناشونال على الأهمية التاريخية لهذه الملابس، مشيرة إلى دورها المقدس خلال جزء التنصيب من التتويج، وقالت: «جلالة الملك يتبع هذا التقليد المتمثل فى إعادة ارتداء هذه الملابس القديمة والتاريخية». فوق Supertunica سيرتدى الملك تشارلز عباءة بطول الأرضية تسمى Imperial Mantle والتى صُنعت من أجل چورچ الرابع فى عام 1821؛ حيث يرمز هذا الوشاح الذى يبلغ وزنه من 3 كجم إلى 4 كجم إلى الطبيعة الإلهية للمَلكية ومزين بزخارف ملونة. سيلعب أمير ويلز دورًا فى حفل التتويج من خلال مساعدته فى وضع العباءة على والده، بعد التتويج سيضاف تاج سانت إدوارد 2.23 كيلوجرام إلى ملابس الملك، ويذكر أنه عادة ما يتم تخزين الثياب التاريخية فى برج لندن وتشكل جزءًا من شعارات التتويج. فى حين أن الملوك المعاصرين أعادوا استخدام هذه الملابس تقليديًا، إلا أنهم يتلقون عادةً أحزمة سيف تتويج جديدة وقفازات التتويج للحفل، وفى خطوة نحو الاستدامة والكفاءة اختار تشارلز إعادة استخدام الحزام والقفاز الذى كان يرتديه جده چورچ السادس. ويختتم الحفل بخلع تشارلز للجلباب الكهنوتى والتحول إلى رداء الملك چورچ السادس الأرجوانى ليغادر كنيسة وستمنستر. وقال قصر بكنجهام، إن العديد من الأشياء التى ستستخدم فى الحفل، مثل التيجان والصولجانات، يعود تاريخها إلى قرون مضت.. مضيفًا إن تشارلز سيرتدى أيضًا بعض الملابس التى ظهرت فى مراسم التتويج منذ عام 1821 «من أجل الاستدامة والجودة». من بين القطع التى ستظهر مرّة أخرى، قفاز التتويج الذى صُنع لجده چورچ السادس. مسلمون ويهود وكشفت تقارير بريطانية عن أن حفل تتويج الملك تشارلز الثالث سيخالف تقليدًا استمر أكثر من ألف عام فى تتويج ملوك بريطانيا؛ حيث سيشهد الحفل حضور المسلمين واليهود والأديان الأخرى وذلك خلافًا للتقاليد الراسخة التى كانت تحظر مثل هذا الأمر. وأوضح موقع «npr» الأمريكى أن الملك تشارلز الثالث كان حريصًا على إظهار أنه يمكن أن يكون شخصية موحدة للجميع فى المملكة المتحدة؛ حيث سيتم تتويجه فى احتفال سيشمل لأول مرّة مشاركة نشطة للأديان الأخرى بخلاف كنيسة إنجلترا التى كانت تحضر هى فقط حفل التتويج. وقال رئيس أساقفة كانتربرى إن قادة بوذيين وهندوسيين ويهودًا ومسلمين وسيخًا سيشاركون فى مختلف جوانب التتويج. وسيشمل الحفل أيضًا ترانيم وصلوات تُغنى باللغات الويلزية والغيلية الأسكتلندية والأيرلندية الغيلية، فضلًا عن اللغة الإنجليزية. فيما أوضح رئيس الأساقفة جوستين ويلبى، الزعيم الروحى لكنيسة إنجلترا، فى بيان، أن الخدمة الكنسية وعملية التتويج ستضم عناصر جديدة تعكس تنوع مجتمعنا المعاصر وستضم المؤمنين وغير المؤمنين. وبحسب التقرير يعكس حفل التتويج جهود تشارلز لإظهار أن النظام الملكى البالغ من العمر 1000 عام لا يزال ذا صلة فى بلد أكثر تنوعًا مما كان عليه عندما توجت والدته قبل 70 عامًا، فى حين أن الملك هو الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، أظهر آخر تعداد سكانى أن أقل من نصف السكان يصفون أنفسهم الآن بأنهم مسيحيون. وتبدأ خدمة التتويج بأصغر أعضاء المصلين سنًا- أحد أعضاء الكنيسة الملكية- لتحية الملك، ثم سيرد تشارلز بقوله: «باسمه؛ لا آتى لأُخُدَم بل لأخدم». وتشمل الخدمة الكنسية لعملية التتويج أيضًا العديد من العناصر التاريخية التى تؤكد التقاليد القديمة التى تم من خلالها نقل السُّلطة إلى الملوك والملكات الجُدد على مَر القرون. وفى الجزء الأكثر قداسة من الخدمة، سيقوم رئيس أساقفة كانتربرى بمسح الملك بالزيت، بعيدًا عن الرعايا ولن يتم نقل هذه اللحظة على شاشات التليفزيون كذلك لن يراها معظم الناس فى الكنيسة، باستثناء عدد قليل من كبار رجال الدين. ويتبع ذلك تقديم شعارات التتويج، والأشياء المقدسة مثل الصولجان الذى يرمز إلى سُلطة الملك ومسئولياته. وفى ابتكار آخر يعكس المشهد الدينى المتغير فى بريطانيا، يقدم أعضاء مجلس اللوردات من التقاليد الهندوسية واليهودية والمسلمة والسيخية للملك أشياء دون رمزية مسيحية صريحة. ثم يتم تتويج الملك الجديد وتردد عبارة «حفظ الله الملك» من خلال الكنيسة. آمال اقتصادية قالت صحيفة «إلباييس» الإسبانية، إن المسئولين فى بريطانيا يعلقون آمالًا كبيرة على حفل تتويج الملك تشارلز بالرّغم من تكلفته الضخمة، لما يمثله من دفعة قوية لصناعة السياحة فى البلاد والاقتصاد المترنح نتيجة التضخم وارتفاع تكلفة المعيشة. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى تعليق المسئولين فى المملكة المتحدة آمالًا كبيرة على أن التتويج سيوفر دفعة حيوية لصناعة السياحة فى البلاد، والتى لا تزال تعانى منذ عامين من إغلاق كورونا؛ حيث استقبلت المملكة المتحدة نحو 29.7 مليون زيارة العام الماضى وهو ثلث الأرقام فى عام 2019. ولفت إلى تدشين شركات الجولات السياحية والمتاجر والمطاعم السجادة الحمراء، سواء كانت جولة بالحافلة على سطح السفينة لأهم المعالم السياحية فى لندن أو البضائع. ونوّه بأن احتفالات اليوبيل البلاتينى للملكة إليزابيث الثانية العام الماضى جلبت 2.6 مليون زائر إضافى إلى لندن، ومن المتوقع أن يكون لتتويج تشارلز تأثير مماثل. ويجذب التتويج المتحمسين للملك الذين يسحرهم المشهد الاحتفالى والدراما، للنwظام الملكى والزائرين النائين المتحمسين لتجربة جزء من التاريخ البريطانى. وستجلب عطلة نهاية الأسبوع ضخًا نقديًا للشركات المركزية فى لندن؛ خصوصًا الفنادق والمطاعم، ولكنها لن تفعل الكثير لسكان المملكة المتحدة الذين يعانون من اقتصاد على حافة الركود وتكلفة المعيشة، الأزمة التى أثارت أشهُرَ من الإضرابات التخريبية من قبل العمال الذين يسعون إلى زيادة الأجور. وقال لوكا فيرجيليو، مدير أحد الفنادق الكبرى فى المملكة، إن العديد من الزوار الدوليين تجذبهم فكرة «القصص الخيالية الجميلة عن أفراد العائلة المالكة وكل ما يحيط بهم». وتنتشر البضائع غير الرسمية أيضًا فى المحلات التجارية فى المناطق السياحية؛ حيث تم تزيين صورة تشارلز بشكل كبير على حقائب اليد والواقيات وحاملات أكياس الشاى أو الأقلام التى تحمل علامات التتويج وعلب الحلوى وأوراق اللعب. قائمة المشاهير يتمتّع بعض المشاهير بعلاقات ملكية؛ حيث تمّت دعوتهم فى الماضى لحفلات الزفاف والجنازات وجمع التبرعات الملكية، ليس بيكهام غريبًا عن الأحداث الملكية، احتل لاعب مانشستر يونايتد السابق ديفيد 47 عامًا وزوجته مصممة الأزياء 49 عامًا، مكانة كبيرة فى حضور مناسبات عديدة للعائلة المالكة، بما فى ذلك حفل زفاف الأمير وليام وكيت ميدلتون، والأمير هارى وميجان ماركل. كما تصدر نجم كرة القدم عناوين الصحف عندما اصطف فى طابور لمدة 13 ساعة لرؤية نعش الملكة ملقى على حاله بعد وفاتها. ولم يكن مفاجئًا أن تحضر زارا تيندال البالغة من العمر 41 عامًا ابنة الأميرة آن وابنة أخت الملك حفل التتويج، كما أنها قد لا تكون من الناحية الفنية مشهورة لكن زوجها مايك تيندال عزز مكانته كأحد المشاهير بعد ظهوره فى أحد الأفلام العام الماضى. كما تمّت دعوة النجمة الكندية 51 عامًا إلى جنازة الملكة وكان لها دور رسمى فى الحفل كعضو فى وسام كندا وهو تكريم مدنى أنشأته الملكة إليزابيث فى عام 1967، ومن المؤكد دعوتها هذا العام من أجل التتويج. وترفع كاتى بيرى عَلم الولاياتالمتحدة فى حفل التتويج.. إنها جزءٌ من مجموعة رائعة مع الاحتفال الموسيقى الذى سيقام فى أرض قلعة وندسور أمام حشد من 20 ألف فرد من الجمهور وضيوف مدعوين سيتم بثه عبر محطات تليفزيون وإذاعة بى. بى. سى. لكن من غير المعروف إذا كانت ستشارك فى الحدث الرئيسى أمْ لا، لكن معروف أنها تحب أفراد العائلة المالكة. 2 3