هو شخصية من فيلم (الناظر) من بطولة علاء ولى الدين- الله يرحمه- وهو من ألطف الشخصيات الليّ ظهرت فى الفيلم الخالد ده وإفيهاته لا نزال بنقولها لحد دلوقتى حتى بعد مرور 23 سنة من نزوله. وقف الأستاذ زكريا الدرديرى- وهو كان مبيعرفش ينطق حرف الرّاء كويس- فى اجتماع للهيئة التدريسية فى مدرسة عاشور الثانوية مع مالك المدرسة وعرّف نفسه قائلًا: زكريا الدرديرى- مدرس رياضيات وفرنساوى لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوى. ومنذ هذه اللحظة بقت عبارته سالفة الذكر مستخدمة لما نحب نوصف تداخُل الأشياء والتعدى على التخصُّصات. ففى حين لا يحبذ الكثيرون التداخل ده وشايفينه عك وسمك لبن تمر هندى.. يرى آخرون أن الشخص متعدد الأدوار جوكر ومتميز وmulti- tasker والجن أبو عين إزاز. لا أستطيع أن أحدد أنا مع أو ضد - بس الأكيد أنه نعمة أو نقمة حسب الدور الليّ الشخص بيعمله. تداخُل الأدوار لو بنتكلم مثلًا على حد فى حياتنا زى إنه يكون زميل عمل وصديق مع بعض أو يكون اتنين أصدقاء وأحبة أو يكونوا شركاء وأصدقاء أو أم وأب وكذلك أصحاب لولادهم؛ مما لا شك دى حاجات التداخل الصحى فيها محمود وبيضيف للعلاقة بالإيجاب. بَس كمان فى حاجات بنشوف التداخل فيها ولعب كذا دور بيولع الدنيا زى لو اتنين بيشتغلوا مع بعض وأصحاب أو حد مدير التانى أو اتنين متجوزين فى نفس المهنة أو المكان ممكن تعدد الأدوار وتداخلها فى الأمثلة دى يَعقد الأمور. الأستاذ زكريا الدرديرى كان بيعمل حاجتين ليس لهما علاقة ببعض وطريقهما لن تلتقى.. ده صحيح؛ بس هل هو بارع فى الاتنين بنفس القدر؟ معرفش بس معتقدش.. مش علشان صاحب بالين كداب ولكن أكتر لأنه أصلًا مدرس رياضيات وبقى مدرس فرنساوى علشان مفيش مدرس فرنساوى- إذن هو هنا بينقذ موقف ويحل مشكلة أكتر منه بيقوم بشىء هو ينفع يعمله بجدارة. أمثلة الأستاذ زكريا الدرديرى فى الحياة كتيرة، سواء علاقات شخصية أو مهنية أو حتى وظيفية.. فيصبح المهندس/ة والطبيب/ة وغيرهما من المهن مدرسين ومدرسات وممكن عادى تلاقى محامى بيشتغل فى البيع أو التسويق وشفنا كتير أدباء أصلهم علمى ولا يمُت للأدب بِصِلة. إذا كان الأستاذ زكريا الدرديرى علمنا حاجة هى أن دور المُنقذ المفروض يكون دور مؤقت ومحدد المدة وله أول وآخر.. هو ليس دور دائم ولا يجب أن يكون كذلك. تعدد الأدوار واختلاطها يكسب الإنسان مهارات كتيرة وبيصقل شخصيته لو هو عرف يعمله كويس ولو معرفش بيبقى لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن؛ لأن الأصل فى الأمور إن مش كل الناس تصلح أن تكون زكريا الدرديرى، وها نحن لا نزال ننتظر أنهم يجيبوا مدرس فرنساوى.