منتدى مصر للإعلام بيت كبير لكل الإعلاميين

انطلق منتدَى مصر للإعلام فى نسخته الأولى تحت عنوان «الجمهور الجديد.. جائحة التغيير» يوم الأحد الموافق 27 نوفمبر الماضى، وذلك فى فندق الريتز كارلتون فى القاهرة. والذى استمر على مدار يومين بمشاركة أكثر من 1200 من الصحفيين والإعلاميين المصريين والعرب والدوليين. ومشاركة أكثر من 150 خبيرًا ومدربًا عبْر عدة فعاليات وجلسات وعروض ابتكارية. بالإضافة إلى أبرز وسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية.

ورش تدريبية تدعم مهارات الصحفى فى العصر الرقمى
بحث المؤتمر على مدار يومين السمات الرئيسة للجمهور الجديد، وذلك من خلال بعض الورش التدريبية القصيرة التى تطرّقت لمهارات الصحفى فى العصر الرقمى. وتنوعت جلسات المؤتمر ما بين حلقات نقاشية حول الجمهور وطبيعته، وندوات تناولت المعايير المهنية للعمل الإعلامى، وعلى رأسها الموضوعية والحياد. علاوة على مناقشات حول كيفية التعامل مع التسريبات وسُبُل التحقق من المعلومات فى عصر انتشار الأخبار الزائفة والتزييف العميق، إلى جانب مجموعة من ورش العمل حول صحافة الفيديو، والبودكاست وتحدى وصول الأخبار إلى الجمهور الجديد، وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى كشف الصور الزائفة والصحافة الاستقصائية والتعصب الرياضى، وغيرها من النقاشات والتدريبات.
محاضرون مميزون من جميع أنحاء العالم
حاضر فى الورش التدريبية على مدار اليومين مجموعة من أساتذة الصحافة والإعلام والصحفيين والإعلاميين البارزين فى المجال. كان من بينهم أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار فى شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ومحمد بصل مدير تحرير الشروق، وعمرو العراقى محاضر بالجامعة الأمريكية، وشريف أسعد المدير التنفيذى لراديو إكسترا، وإبراهيم عيسى الكاتب الصحفى، وياسر الزيات الصحفى، وأبانوب عماد صحفى فى سكاى نيوز، وخالد البرماول وعمرو مصطفى خبيرا الإعلام الرقمى، وأسامة الديب مدرب صحافة الموبايل، ونورا يونس رئيسة تحرير المنصة، ورشا الديب خبير البودكاست، وصانع المحتوى إسلام فوزى، وغيرهم من الإعلاميين والصحفيين المميزين.
جدار الاستحقاق
وفى لفتة طيبة قامت إدارة المنتدى بتكريم رموز الصحافة والإعلام المصريين بتخصيص ركن لتكريم الشخصيات الإعلامية البارزة تحت مسمى «جِدار الاستحقاق»؛ حيث يعرض من خلال شاشة كبيرة أسماء صحفية لامعة مع ذكر السيرة الشخصية والمهنية لكل منهم. وكان من أبرز من تواجَد على الجدار الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل صاحب الاسم اللامع فى تاريخ الصحافة العربية، الذى ظل مؤثرًا فى المشهد الإعلامى حتى وفاته عام 2016. وضم الجدار أيضًا اسم الكاتب الكبير محمد التابعى أحد رواد الصحافة المصرية الذى كان من بين مؤسّسى «روزاليوسف»، ثم أصدر بعد ذلك مجلة «آخر ساعة». وكان من بين شخصيات الجدار الإعلامى طارق حبيب واحد من أشهر وجوه ماسبيرو وصاحب برنامج «أوتوجراف» الذى استضاف من خلاله نجوم الفن والأدب والسياسة، كما انضم للجدار فنان الكاريكاتير المصرى مصطفى حسين الشهير برسومه المميزة. وتقديرًا لدور المرأة البارز فى تشكيل تاريخ الصحافة تواجَد على الجدار الكاتبة فاطمة اليوسف مؤسّس مجلة «روزاليوسف»، وهى تجربة جمعت بين الجدية والجذب للقراء من فئات عمرية مختلفة وخلفيات ثقافية مختلفة.
الجمهور المتمرد والإعلام الرقمى
بدأت جلسات اليوم الأول بالحديث عن الجمهور واستراتيچيات التعامل معه فى العصر الرقمى مع انتشار وسائل الاتصال وكيفية التعامل مع الجمهور المتمرد.. وفى هذا السياق أعلنت آية شعيب صحفية وصانعة محتوى مصرية خلال جلسة بعنوان «الجمهور المتمرد لماذا يصعب على وسائل الإعلام فهمه؟»، قائلة: «الجمهور لا يتمرد وعلى الإعلام بكل صوره أن يواكب طلبات ومتطلبات الجمهور، ومش مطلوب من وسائل الإعلام أن تبحث عن الترند كى تتحدث عنه».. فيما أوضح جعفر عبدالكريم أن مواقع التواصُل هى أفضل وسيلة لكى يُعبر كل شخص عن رأيه، ونستطيع أن نتحدث فى كل الموضوعات بحُرية ودون قيود. وأوضح أن القيود الحقيقية تتمثل عندما تخضع لجهة إعلامية تفرض عليك رأيها وتقيّد حريتك فى التعبير. وأوضح أيضًا أن جمهور الشباب يتفاعل مع كل الأحداث ويتابع كل شىء، والمحتوى الصحفى المميز يفرض نفسه سواء تم تصويره بتقنيات حديثة أو حتى بجودة أقل. فيما قال الإعلامى إبراهيم عيسى خلال جلسة بعنوان «جدار الاستحقاق: 194 سنة صحافة مصرية»: «نحن الآن فى توقيت بدت فيه المهنة كأنها تغرب، لكن ما زالت المهنة حيّة وحيوية ومازالت مقاتلة ومناضلة وستظل تستمر وتنمو وتواجه».
حضور بارز لطلبة كلية الإعلام
وفى السياق شهد اليوم الثانى حضورًا بارزًا لطلاب كليات الإعلام ومحبى الصحافة، وذلك بعد أن فتحت إدارة المنتدى باب التسجيل مرّة أخرى؛ حيث ذكرت فى منشور لها عبر صفحتها على موقع التواصل فيس بوك «تمّت إعادة فتح التسجيل للصحفيين وطلبة الجامعات من جديد، بناءً على الطلبات المتزايدة للحضور، إذ يفتح باب التسجيل بدءًا من الساعة 8:30 صباحًا بفندق ريتز كارلتون بالقاهرة لإتمام إجراءات التسجيل».
توصيات الختام وتوزيع الجوائز
اختتم منتدى مصر للإعلام فعالياته من ورش عمل وجلسات يوم الاثنين 28 نوفمبر بالتأكيد على أهمية «دمج الشباب والأجيال الجديدة» فى العملية الإعلامية، مشددًا على أن المحتوى «الجيد» هو السبيل للوصول للجمهور، مع اعتماد وسائل التكنولوچيا الحديثة، وإعمال العقلية النقدية فى التعامل مع المعلومات. ومن ثم بدأ الحفل الختامى والإعلان عن الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجائزة مالية قدرها 100 ألف جنيه مصرى مقسّمة على فرعى المسابقة خلال الجلسة الختامية. وتوزيع جوائز مسابقة الإبداع الصحفى على شباب الصحفيين وتكريم كلّ من الصحفى الاستقصائى محمد أبوالغيط والصحفى جعفر عبد الكريم.
المنتدى لا يزال مستمرًا
من الجدير بالذكر أن منتدى مصر للإعلام هو منتدى إعلامى مملوك لشركة «30N» الرائدة فى الإعلام والاتصال الاستراتيچى، وهو منتدى سنوى يُعقَد بالقاهرة، ومنصة دولية للتنمية والتطوير الإعلامى، ويهدف إلى التواصُل مع جميع الخبرات المهنية والتجارب الجادة لتقديم خريطة جديدة لإعلام المستقبل، عبر دعم المعرفة المتطورة فى مجال الإعلام وسياساته وبناء القدرات والكوادر لخَلق جيل جديد من الإعلاميين ذوى الكفاءة المدعمين بقيم ومبادئ المهنة. ويبقى المنتدى قائمًا بعد نهاية فعالياته ممثلاً فى منتجاته المستدامة التى تستهدف تطوير الأدوات الإعلامية، كقبلة مهنية ومَرجع لجميع أبناء المهنة فى كل جديد من تقنيات وقضايا الإعلام.
1