القضاء الأمريكى يُسدل الستار على قضية «جونى ديب وآمبر هيرد» هل الحكم «نكسة للنساء» أم إثبات أن الرجال أيضا يتعرضون للقهر؟

أنهت محكمة أمريكية الجدل الدائر حول قضية «جونى ديب وآمبر هيرد» والتى تصدرت مؤشرات البحث عبر المحركات العالمية والسوشيال ميديا، عندما قضت ب15 مليون دولار لصالح جونى ديب فى قضية التشهير ضد آمبر هيرد، حيث تمّ منح جونى 10 ملايين دولار كتعويضات، وآمبر عليها دفع تعويضات عقابية قدرها 5 ملايين دولار، بإجمالى مبلغ 15 مليون دولار، الحكم الذى وصفته آمبر نكسة للنساء اعتبره البعض بمثابة تسليط الضوء ولفت للانتباه أن الرجال أيضًا قد يتعرضون للقهر والظلم وأن طبيعة المرأة الضعيفة ظاهريًا قد تحوى عقلًا يسبب أضراراً أشد قسوة وإيلامًا من لكمات الرجل مفتول العضلات.
صدر الحكم بناءً على قرار هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة وتضمنت ورقة الحكم الإجابة عن 42 سؤالًا وردت فى الوثيقة التى قدمتها المحكمة قبل إصدار الحكم، إذ أن كل سؤال بمثابة قرار وحكم بحد ذاته، مما أدى إلى تأخر الحكم. وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فال42 سؤالًا تنقسم بين 24 سؤالًا بخصوص ادعاءات ديب، و18 سؤالًا بخصوص دعوى هيرد المضادة، فيما تمتد هذه الوثيقة على ثمانى صفحات. وبدأت القصة عندما اتهمت هيرد البالغة 36 عامًا محاميًا سابقًا لديب بأنه شهّر بها من خلال قوله للصحافة فى أبريل 2020: إن ما كتبته عن تعرضها للعنف الأسرى عبارة عن أكاذيب، مشيرة إلى أنه ضربها أثناء رحلة جوية فى عام 2014 لافتراضه أن لها علاقة غرامية مع الممثل جيمس فرانكو.. مما دفع جونى ديب نجم «قراصنة الكاريبى» لرفع دعوى على زوجته السابقة لنشرها مقالًا فى صحيفة «واشنطن بوست» سنة 2018 وصفت نفسها بأنها «شخصية عامة تشكّل نموذجًا على العنف الأسرى». وطالب جونى بتعويض 50 مليون دولار من آمبر هيرد بسبب المقال الذى وصفت فيه نفسها خلاله بأنها ضحية للعنف الأسرى، نافيًا ارتكابه أى سوء معاملة، وردت آمبر هيرد بطلب تعويض 100 مليون دولار عن العنف المنزلى التى كانت تتعرض له من قبل جونى ديب. وشهدت المحاكمة عرضًا على الملأ لخبايا حياة النجمين الخاصة أمام ملايين المشاهدين الذين تابعوا وقائع جلساتها عبر محطات التليفزيون فى مختلف أنحاء العالم. واستمعت هيئة المحلفين منذ 11 أبريل الماضى إلى عشرات الساعات من الشهادات والتسجيلات الصوتية أو المرئية التى كشفت تفاصيل مروعة من حياة الزوجين بين 2011 و2016 تشكّل نقيضًا لسحر هوليوود، وأصبح الطلاق بين الزوجين نافذًا عام 2017. وأدانت هيئة المحلفين الأمريكية الممثلة الأمريكية آمبر هيرد بتهمة التشهير بالنجم جونى ديب، وقضت له بتعويض قدره 15 مليون دولار، وكان الأعضاء السبعة فى الهيئة فى محكمة «فيرفاكس»، بالقرب من واشنطن قد توصلوا للقرار بعد مداولات استغرقت نحو 13 ساعة بدأتها يوم الجمعة واستكملتها يوم الثلاثاء. سعادة «ديب» بالحكم وعقب الحكم وصف الممثل الأمريكى جونى ديب على حسابه على إنستجرام الحكم الصادر بتغريم آمبر هيرد فى قضية التشهير بأنه «أعاد لى الحياة»، حيث إن جونى وبعد غياب عن مشاركة أى بوست له على إنستجرام، نشر بيانًا الخميس بعد الحكم عبّر من خلاله عن امتنانه لقرار هيئة المحلّفين الذى أعاد له الحياة بعد 6 أعوام من الظلم والكراهية التى تعرّض لهما وأثّرا على حياته الشخصية والمهنية. وكتب: «لقد أصررت على متابعة هذه القضية وأنا أعلم جيدًا كمية العقوبات القانونية التى سأواجهها إلا أننى آمنت بأن الحقيقة ستظهر أمام أولادى وكل من دعمنى». كما توجه بالشكر لكل من سانده ووقف بجانبه من جميع أنحاء العالم، وأخيرًا أعرب عن تقديره للجهد الذى قام به القاضى وهيئة المحلفين وموظفو المحكمة وفريقه القانونى الذين ضحوا بوقتهم للوصول إلى الحقيقة. فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن تكلفة قضية جونى ديب وآمبر هيرد تخطت ال 11 مليون دولار، كأتعاب محاماة لفريقى جونى ديب وآمبر هيرد.. ويذكر أن أتعاب المحامية فاسكيز تتجاوز 700 دولار فى الساعة الواحدة. فيما كشفت إحصائيات تويتر أن التغريدات العربية عن جونى ديب وآمبر هيرد وقضيتهما بلغت 424 ألف تغريدة عربية. ووفقًا لما ذكره موقع «ديلى ميل»، شهدت جلسة المحكمة، دفاع جونى ديب عن نفسه، ومثلّ ما كان يتعرض له خلال المحاكمة: «شُهر بى، وقالوا إنى شخص خطر وأتعاطى الخمر والكوكايين وأضرب النساء، فقدت كل شىء وانتهيت بسبب تلك الادعاءات، لكن الحقيقة عندما كانت تشعر هيرد بالإحباط والغضب كانت تلجأ إلى ضربى». شهادات حسمت القضية كما كشفت الصحافة العالمية أن جونى ديب وآمبر هيرد، كانا يذهبان إلى معالجة نفسية لمحاولة حل الخلاف القائم بينهما، وهو ما كشفت عنه المعالجة النفسية، موضحة أن الثنائى كانا يتبادلان الإساءة خلال الأشهر الأخيرة من زواجهما، وعُرِضت شهادة الطبيبة لوريل أندرسون عبر الفيديو أمام القضاة فى اليوم الثالث من المحاكمة فى قضية التشهير الخاصة بجونى ديب. وصرحت لوريل أندرسون أن آمبر هيرد تحدثت فى الجلسات التى كانت تحضرها بمفردها عن تعرضها للاعتداء الجسدى على يد جونى ديب، إذ أنها فى إحدى الجلسات ظهر على وجهها عدة كدمات صغيرة، فضلاً عن موقف آخر متكرر عن ردل فعل «هيرد» العنيف لمنع زوجها حينها من مغادرة الجلسات، بالإضافة لمقاطعته كثيرًا خلال الجلسات، وأن نبرة كلامها كانت مرتفعة جدًا معه: «لقد تعودا على التعامل بإساءة مع بعضهما».
بينما كانت أبرز الشهادات التى جاءت فى صالح جونى ديب ما قاله حارس أمن جونى ديب، ترافيس ماكغيفرن، عن تفاصيل بعض المشادات التى كانت تحدث بين الممثل الأمريكى وزوجته آنذاك آمبر هيرد.
وقال ماكغيفرن فى بداية حديثه للمحكمة: «أتذكر مشاداة وقعت بينهما، كانت هيرد تستعد للمغادرة ثم لمحتها عائدة مع أختها ويتنى.. شعرت آنذاك أن الوقت قد حان لإخراج ديب».
وأضاف: «بعدها، سمعت ورأيت آثار لكمة على الخد الأيسر لوجه ديب.. كانت هذه لكمة هيرد.. حينها قمت بعملى، أخرجته من هناك، وكانت آثار اللكمة منتفخة وحمراء.. لم تكن سوداء ولا زرقاء».
وأشار ماكغيفرن إلى أنه خلال هذه المشادات: «لم يرد جونى جسديًا على هيرد ولم يرم عليها أى شىء».
ردود فعل
وعقب انتهاء القضية لصالح جونى ديب ظهرت ردود فعل كثيرة من قبل عدد من نجوم العالم العربى والعالم بعد فوزه، فكتب محمد هنيدى وبعفويته المعهودة على تويتر: «مبروك للصديق جونى ديب وخلى نصايح خلف الدهشورى دايما فى دماغك».
تيم حسن شارك صورة قديمة له مع جونى سبق أن التقطها برفقته على تويتر، معلقًا: «مبروك للرائع جونى ديب، من حسن حظى تعرفت عليه من خلال عدة لقاءات مثال حقيقى للطف والتواضع، فوز مستحق وواضح».
هيفاء وهبى شاركت صورة لجونى عبر ستورى حسابها بإنستجرام، من خلال وضع رمز لقلب ومع هاشتاج: (JusticeForJohhnyDepp).
3