كان أصحاب الهمم على موعد جديد وواحدة من الملاحم الإنسانية وجبر الخواطر خلال احتفالية «قادرون باختلاف» فى نسختها الثالثة التى حضرها الرئيس عبدالقتاح السيسى يوم الأحد الماضى، تلك الفاعلية التى استمرت لأكثر من 5 ساعات لم تخلُ دقيقة منها من مشاعر الحب والمودة والعشق المتبادل بين رئيس الدولة وأبنائه من ذوى القدرات الخاصة. الرئيس السيسى كعادته أصدر حزمة قرارات جديدة خلال حفل «قادرون باختلاف 3» من شأنها إزالة أية إعاقات أمام «ذوى الهمم»، حيث وجه الجهات المعنية بالدولة للعمل على وضع المزيد من البرامج والخطط للعمل واتخاذ ما يلزم من إجراءات تنفيذية تستهدف تمكين ذوى الهمم ودمجهم فى جميع المبادرات التى تقوم الدولة بتنفيذها، ولتكن جهود التمكين جزءًا لا يتجزأ من الأولويات التى تستهدف الارتقاء بحياة المواطنين بوجه عام.
إجراءت تنفيذية لدعم ذوى الهمم وشملت حزمة الإجراءات التنفيذية الموجهة من الرئيس عدة مجالات تضمين المشروعات المنفذة ضمن مبادرة «حياة كريمة» فى جميع المحافظات، بجميع المتطلبات المجتمعية والثقافية والتنموية الخاصة بذوى الهمم، وكذلك التوسع فى تدريب وتأهيل المعلمين بآليات ومهارات وأسس الطريق الحديثة فى التواصل مع ذوى الهمم لتحقيق التوفيق فى مختلف المجالات الدراسية والعملية. وطالب الرئيس قطاعات الإنتاج الفنى والثقافى القيام بإنتاج الأعمال الدرامية والثقافية التى تستهدف إبراز قدرات وإبداعات ذوى الهمم والإسهامات فى إبراز الجمهورية الجديدة، وقيام جميع الهيئات الشبابية والرياضية بتوفير برامج وأنشطة مخصصة لذوى الهمم تستهدف رفع اللياقة البدنية وثقل مهاراتهم الرياضية، وكذلك التنسيق بين أجهزة الدولة المعنية لتدريب وتشغيل الشباب من ذوى الهمم فى مختلف قطاعات التشغيل يفتح لهم آفاق المستقبل.
الإصرار والإرادة لبناء الدولة وقد أكد الرئيس أن قصة الكفاح والإصرار والإرادة، من أجل بناء دولتنا الحديثة، قابلها العديد من التشابكات والتحديات واجهناها معًا خلال السنوات الماضية، وما زلنا نقف معًا كتفًا بكتف، ونعمل يدًا بيد، من أجل تخطى كل الصعاب سعيًا إلى تغيير الواقع وتعديل المسار وكلنا إيمان راسخ بتوفيق الله «عز وجل» لمن يُتقن عمله، وبأن أعلى مراتب الإتقان مرهونة بمقدار ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا وبناتنا، من ذوى القدرات والهمم وهو ما حرصنا عليه، ووجهنا به مختلف الجهات المعنية بالدولة للعمل على تذليل الصعاب، وتوفير المناخ المناسب والبيئة الصالحة، لتمكينهم من المشاركة الفعالة فى شتى المجالات والاستفادة من إسهاماتهم وقدراتهم المتفردة، فى مسارات العمل الوطنى. وقال الرئيس السيسى: «نرى فى أبنائنا من ذوى الهمم ما يجعلنا نفتخر ونعتز بما وصلوا إليه، وما حققوه من إنجازات غير مسبوقة فى مختلف المحافل والمناسبات مما يعكس القدرات الاستثنائية التى يتمتعون بها وإمكانياتهم غير المحدودة، على مجابهة التحديات وتجاوزها، وهو ما يعزز فى ذات الوقت من طموحاتنا وتطلعاتنا تجاههم، ويدفعنا إلى بذل الغالى والنفيس فى سبيل تمكينهم وتنمية مهاراتهم، وإتاحة الخدمات التدريبية والتأهيلية لهم واكتشاف مواهبهم وصقل إبداعاتهم الكامنة». مشاهد إنسانية إنسانيًا.. شهدت احتفالية «قادرون باختلاف» ملحمة مشاعر حقيقية وحوارات من القلب بدون أى حواجز بين الرئيس والأبطال وأصحاب المواهب من ذوى الهمم .. ففى بداية الحفل وتنفيذًا لوعد الرئيس حضر الاحتفالية الطفل أحمد تامر والملقب بالطفل المعجزة، وافتتحها بقراءة القرآن الكريم. وعندما طالبت مريم، فتاة من ذوى الهمم، من الرئيس عبدالفتاح السيسى إتاحة بطاقة الرقم القومى بطريقة «برايل للمكفوفين»، قائلة: «أنا أعرف منين إن البطاقة دى بتاعتى.. عندى أحلام أكبر وأكبر ونفسى مصر تتطور أكثر». وتابعت «مريم»: بحلم إن كل الوثائق الرسمية مثل جوازات السفر وبطاقة الرقم القومى وبطاقة الخدمات المتكاملة إنها تكون بطريقة «برايل» الملموسة، ورد الرئيس عبد الفتاح السيسى عليها: حالاً يا مريم. محمد صلاح والعمل الإعلامى وقال أحد الشباب من ذوى الهمم، إن أسعد لحظة فى حياته بالنسبة له، يوم فوز مصر على الكونغو فى كأس العالم عام 2018، وصاحب الفضل فى الفوز محمد صلاح. وأضاف شاب من ذوى الهمم، خلال فاعليات، «قادرون باختلاف»، أمام الرئيس السيسى، إنه يتمنى مقابلة «أبو مكة»، لاعب الكرة الشهير محمد صلاح، وعلق الرئيس ضاحكًا: «نجيبه». وقال عبدالرحمن، أحد أصحاب الهمم، خلال احتفالية قادرون باختلاف، إنه يحلم بتقديم برنامج «توك شو» يطرح فيه جميع مشاكل ذوى الهمم والقدرات الخاصة. وطلب عبدالرحمن، أن تكون أول مداخلة فى برنامجه من الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه، وعلق الرئيس: «احنا ممكن نعمل المداخلة دلوقتى.. اتفضل». وأكد أن حلمه تحقق العام الماضى برؤية الرئيس، واليوم تحقق بمداخلة الرئيس، قائلا: «أنا بحلم بتوصيل صوت إخواتى وإننا قادرون باختلاف». واستكمل الرئيس السيسى قائلًا: «أنا شايف إننا كسبنا إعلامى رائع، وفرصة إننا نقدمه لكل مصر والدنيا كلها».
حوار من القلب أما الحوار المفتوح الذى كان بين الرئيس وبين أبطال الاحتفالية، فقد شهد العديد من الرسائل كشف فيها الرئيس عن جوانب عديدة من حياته، ولبى طلبات الأطفال بصدر رحب وابتسامة لم تغب، ويمكن الإشارة إلى بعض منها لما تحمله من معانٍ كثيرة. وقال على هانى بطل جمهورية ولاعب فى مركز شباب الجزيرة وحاصل على 49 ميدالية، سأل الرئيس قائلًا: إيه أكبر أسعد وأصعب لحظة مرت عليك فى حياتك؟ وأجاب الرئيس: «أصعب لحظة هى اللى حسيت فيها إن بلدنا ممكن تروح، أحيانا يكون الفهم الكبير يعذبك لأنك هتشوف حاجات محدش هيشوفها غيرك وتفهم حاجات كتيرة، خوفت على ناسى وأهلى وكل المصريين، عددنا كبير ومشاكلنا كتيرة وظروفنا صعبة، لو البلد راحت الناس دى هتروح فين؟، إنما أسعد لحظة لسة ماجاتش، هو الحلم اللى أنا بحلمه لبلدى بيكم وبكل المصريين». حلم الرئيس وعشقه للعمل كما سألت نورهان عثمان طالبة إعدادية وأول بطلة تزحلق على الجليد من القادرين باختلاف ولاعبة كرة سلة، قائلة: إيه أكتر أمنية شخصية بتتمناها؟ وأكتر أمنية لمصر نفسك تتحقق؟ وأجاب الرئيس: «أكتر أمنية شخصية إن ربنا يرضى عنى، أمنيتى لمصر تحقيق هدفنا بيكو وبكل ولاد مصر، مشينا خطوة وفاضل ألف خطوة». وسألت بسملة محمد فى الصف الرابع الابتدائى ومحبة للرسم، قائلة: حضرتك بتشتغل كام ساعة فى اليوم؟ وأجاب الرئيس: «أنا معرفش أقعد من غير شغل، لأنى بحلم وعايز كل الناس تحلم ولما تحلم تجرى على حلمها ولازم ربنا يساعدها، نقول يا رب وربنا يساعدنا واللى بيشتغلوا معايا زهقوا منى، بس هنعمل إيه نفسنا نشوف بلدنا أحسن بلد فى الدنيا». وأكملت بسملة: حضرتك بتعرف تسوق طيارة؟ وأجاب الرئيس بابتسامة: «إنتى غاوية موضوع الطيارات ده جدًا، وأنا هطلب من وزير الدفاع إنك تركبى طيارة ثنائى مع أحد الطيارين». سماحة الدين الإسلامي وأيضًا سألت آية شلتوت 19 سنة، بطلة ألعاب قوى وتنس طاولة، قائلة: مين أكتر شخصية تاريخية حضرتك بتحبها؟ وأجاب الرئيس: «النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، لأنهم كانوا مثل جميل للإسلام والمسلمين، وإحنا من خلال اللى حصل السنين اللى فاتت مكوناش مثل جميل للإسلام من خلال الإرهاب والتطرف والتشدد، هما كانوا رحماء وفاهمين، لكن الناس المؤذيين مش كده لأنهم بيأذوا الناس ويؤلموهم، أنا بينى وبين التطرف والتشدد عداوة، عمرى ما كنت عدو لحد ودائمًا بحب كل الناس، لكنى بكره التطرف والتشدد كفكرة، لأنها بتدى قبح شديد لإنسانيتنا». وسأل أحمد جميل 25 عامًا، بطل سباحة وألعاب قوى، قائلًا: إيه أكتر رياضة بتحبها وبتمارسها؟ وأجاب الرئيس: «الرياضة اللى بحبها ومارستها من أكتر من 50 سنة كانت لعبة الكاراتيه، لأنها شديدة الانضباط والأدب والخلق الحسن، وبتخلى صاحبها يكون نموذج فريد فى السلوك والقدرة والتعاون والاحترام، لكن مش بمارسها حاليًا لكن حافظها وفاكرها وقعدت عمر كبير ألعبها». وأكمل أحمد: مبسوط إنك رئيس للجمهورية؟ «ده سؤال صعب وأنا بقول يا رب لأنه هو اللى بيُهيئ الأمر يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، بقول يا رب زى ما حملتنى المسئولية دى ساعدنى وقدرنى أسعد الناس كلها، لو قدرت أعمل كدة هبقى راضى عن الوظيفة دى». مكاسب ذوى الهمم على مدار 7 سنوات ولنا هنا تعليق.. الاحتفالية فى نسختها الثالثة هى استمرار للتطبيق العملى لمطالب ذوى الهمم التى كانت واحدة من أولويات الرئيس السيسى منذ توليه مقاليد الحكم، ومن ضمن ما تم تقديمه إطلاق المبادرة الرئاسية «دمج.. تمكين.. مشاركة» عام 2016 لتوفير الخدمات التعليمية والصحية وفرص العمل لذوى الإعاقة، وفى عام 2017 تم اختيار مصر ضمن ال 10 دول الأكثر ابتكارًا فى توظيف ذوى الإعاقة، وفى عام 2018 تم تأسيس المركز التقنى لخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة، الأول من نوعه فى المنطقة العربية وإفريقيا. وفى عام 2019 تم إصدار قانون المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، وفى عام 2020 تم إطلاق تطبيق «واصل» للرد على الاستفسارات حول فيروس كورونا، للصم وضعاف السمع، بجانب إطلاق بطاقات الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوى الإعاقة. 1
