فى عام 1840عرف العالم طوابع البريد لأول مرة على يد المدرس الإنجليزى «رولاند هيل» كوسيلة تضمن للحكومة تحصيل رسوم إرسال البريد مقدمًا، أما مصر فكانت أولى دول العالم فى استخدام وسائل البريد المختلفة وبدأت فى استخدام الطوابع فى عهد الخديو إسماعيل عام 1866 وهو تقريبًا نفس التوقيت الذى تحولت فيه الطوابع من مجرد وسيلة دفع إلى هواية أقبل عليها فى البداية مجرد عشرات قليلة من الألوف كان معظمهم - إن لم يكن جميعهم - فى أوروبا الغربية وأمريكا، إلى هواية عالمية يعشقها ويندمج فيها عشرات الملايين على مستوى العالم كله، وهو الأمر الذى تلقفته كثير من حكومات الدول الكبرى ممثلة فى هيئات البريد التابعة لها لتجعل من طوابعها واحدة من أهم وسائل الإعلام والإعلان والدعاية السياسية والاقتصادية المختلفة، وهو الأمر الذى لا نكون مغالين إذا أكدنا أن هيئة البريد المصرية قد نجحت فيه بشكل مذهل منذ أن عرفت مصر الإصدارات التذكارية عام 1925، حيث حصدت مصر منذ هذا التاريخ عشرات الجوائز والميداليات وشهادات التقدير الدولية وبخاصة فى مجال تصميم الطوابع والمجموعات المختلفة، وقد نجح البريد المصرى عبر قرابة قرن من الزمان أن يرصد ويوثق ويخلد التاريخ السياسى والإنسانى لمصر فوق إصداراته المتنوعة سواء كانت من البريد العادى أو الحربى والجوى والتذكارى وكذلك البطاقات. كانت المؤسسة العسكرية المصرية وأحداثها المتتالية وحروبها المتنوعة ورجالاتها وأسلحتها المختلفة، كانت واحدة من أهم وأبرز الموضوعات التى تناولتها طوابع مصر إن لم تكن أهمها وأبرزها على الإطلاق، فمن مجموع حوالى 3500 طابع مختلف على مدار أكثر من قرن ونصف القرن نجد أكثر من 300 طابع مختلف عن جيش مصر بنسبة تقارب 10 % من مجموع الإصدارات خاصة إذا علمنا أن الطوابع المصرية قد تعرضت - بنسب متفاوتة - لأكثر من 50 موضوعًا وعنوانًا مختلفًا.