«يلا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حاله.. وكل واحد مننا يركب حصان خياله» كلمات سيد حجاب التى طالما رددناها وراء محمود عبدالعزيز فى فيلم الكيت كات.. لكن هذه المرة قررنا ألا يقتصر الأمر على ترديد الكلمات فقط.. ويمتطى كل منا «حصان خياله» لنذهب فى رحلة قصيرة إلى المستقبل.. نتخيل فيها انتهاء أزمة فيروس كورونا.. وأن كل شىء عاد إلى طبيعته.. وباتت الشوارع تنبض بالحياة.. وأصبح الوباء مجرد ذكرى.. لم يعد هناك حظر ولا إجراءات وقائية.. «نهرب من النهاردة» ونجيب عن سؤال واحد: ماذا سنفعل بعد انتهاء الوباء؟ تلخصت أمنيات البعض بعد انتهاء الأزمة فى مقابلة الأهل والأصدقاء، ورؤية البحر، والعودة للصلاة فى المساجد، وزيارة الكعبة، وعبّر آخرون عن اشتياقهم للسينما والمسرح وتناول الوجبات السريعة فى المطاعم، وهناك من يرغب فى العودة للعمل مرة أخرى، ومن يريدون استكمال رحلتهم فى طلب العلم.
«سلوى»: هشترى لابنى هدية عيد ميلاده
لحظات استثنائية كان يقضيها الأبوان مع أبنائهما، تمضى بين الذهاب للنادى وإجراء التمارين الرياضية، والاحتفال بأعياد ميلادهم، وزيارة الأقارب، والذهاب للمولات والحدائق، إلى أن تحولت تلك اللحظات إلى أمنيات شبه مستحيلة بالتزامن مع بدء أزمة فيروس كورونا المستجد، وباتت الحياة روتينية تمضى بين أربعة جدران داخل المنزل دون جديد.
قضت «سارة أشرف» لحظاتٍ فريدة مع بناتها، حيث اعتادت على الذهاب بهن إلى الكورسات وقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى التنزه وزيارة الأماكن الجديدة، تقول: «نفسى آخد بناتى ونروح النادى ونواصل التمارين وترجع الحياة الرياضية تانى».
أما «سلوى عماد» فتتمنى أن تشترى هدية بمناسبة عيد مولد طفلها الأول: «هشترى هدية لعيد ميلاد ابنى مالك، وهطلب وجبة من ماك ووجبة من كنتاكى ووجبة من نايف وأيس كريم من ماك وسينابون وهنشوى وناكل على البحر.. وهزور ناس قرايبنا واحتمال أنزل مصر أسلم على أهلى لأنى عايشة فى الكويت».
لم تقتصر أمنيات الآباء على الخروج والتنزه فقط، وإنما تمنى البعض أن يصطحب أولاده إلى المسجد من جديد، تقول«هيام عزت»: «نفسى أدخل الجامع أوى أنا وابنى، أنا مكنتش ملتزمة أوى بس حقيقى نفسى أروح»، فيما تمنت «دعاء لاشين» أن تزور قبر والدها: «قبره فى محافظة غير اللى أنا ساكنة فيها ومتعودة أزوره كل شهرين ودلوقت مش عارفة ووحشنى أوى».
أما والدة «مصطفى نوفل» أول موديل متلازمة داون فى مصر، تقول: «وحشتنى مشاويرى مع مصطفى وتصوير السيشنات، أكتر حاجة بتوجع قلبى لما يسألنى مش بنروح القاهرة ليه ياماما، أقوله علشان الكورونا وأقوله أدعى ربنا يخلصنا منها يا مصطفى يقولى يارب يا ماما».
ظل «حمدى سعيد» يخطط منذ عامين لقضاء عطلة الصيف برفقة زوجته وأولاده لكن خطته كانت تفسد دائمًا، وحينما عزم على تنفيذها بدأت أزمة كورونا فى التفشى، يقول: «نفسى أهتم ببيتى زى ما أنا مهتم دلوقت ومتأخرش برا تانى لأن ليهم حق عليا، ونفسى أفصل شوية».
«الكورسات» و«اللغات»...أمنيات طلبة العلم بعد انتهاء كورونا
تتمنى «سارة ياسر» الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التمريض أن تعود للدورات التدريبية من جديد، وأن تزاول عملها فى المستشفى وتذهب إلى العديد من الرحلات: «حاليًا بأخد كورسات أونلاين بس الأوفلاين أحلى بكتير زى كورسات الإدارة والجودة والعدوى، وكمان التفاعل مع الناس مختلف، ونفسى أسافر شرم والأقصر وأسوان ودهب كمان».
ترى «صفا صلاح» أن التعليم من أكثر الأشياء الهامة فى الحياة، لذا فقد اختارت أن تتجه لتعلم التكنولوجيا وإتقان اللغة الإنجليزية: «هسافر مدينة النور فى فرنسا، واتمنى أن العاهات والتقاليد تنتهى مع كورونا عشان نرجع كلنا لدرجة إنسان»، بينما اختارت «ريم اللحام» أن تشترى أدوات جديدة للرسم، لتقوم بتنفيذ لوحات جديدة.
زيارة الكعبة هى حلم «شيماء عبدالعزيز» الأول بعد انتهاء أزمة كورونا وأيضًا مساعدة المحتاجين والعودة للصلاة بالمسجد: «نفسى أخد كورس تمريض أو أدرس حاجة فيها تمريض وأكون موجودة فى أى وقت يحتاجونى فيه».
بحر وشوبينج
لم يعد هناك شىء فى مخيلة «إسراء سعد» سوى رؤية البحر والجلوس أمامه والإنصات إلى هدير الأمواج والاستمتاع بالهواء النقي: «نفسى أسافر وأشوف بحر وهوا». مضى شهران على مكوث «رغدة علاء الدين» فى المنزل دون أن تغادره حيث فضّلت الالتزام التام بالحظر وتطبيق طرق الوقاية الاحترازية: «نفسى أشوف بحر وهوا، عاوزة أروح أى مكان أغير جو لأنى تعبت من قاعدة البيت».
تتخيل «مريم صبحى» اليوم الذى تنتهى فيه أزمة كورونا لتبدأ رحلتها بالسفر داخل مصر، ثم فى الخارج: «عاوزة أعمل أفلام عن السفر زى ما كنت مخططة وأقضى فترة طويلة فى الجنوب، عاوزة أروح سيوة أسافر تونس»، أما «سارة الشيخ» فتتمنى أن تزور قبر جدها، وتحلم «جيلان الغندور» بأن تقوم بعمل عمرة.
افتقدت «حبيبة أشرف» الأيام التى كانت تذهب فيها للتسوق وشراء الملابس، تقول: «هنزل أشترى كمية هدوم رهيبة ويكون ربنا كرمنى وقتها وقبضت؛ وهخرج كتير وهاكل من كل المطاعم اللى هقابلها فى وشى.
بدت أمنيات «فادى هانى» فكاهية بعض الشىء حيث قرر أن يذهب إلى الجيم بعد انتهاء أزمة كورونا رغم أنه لا يميل إلى الرياضة: «بعد اللى حصل ده لازم أنزل الجيم، وهنزل كل يوم وارجع البيت الفجر، هروح عند أصحابى واحد واحد ومش بعيد أى حد فى الشارع كمان أسلم عليه وأحضنه وأبوسه رغم إنى مكنتش بعمل ده قبل كورونا بس الحرمان وحش، ومش هغسل إيدى ل 7 سنين قدام».
«مازن»: هعمل أول كامب لذوى الهمم
قضى «مصطفى عبده»، ممرض بالحجر الصحى بمستشفى العجمى،42 يومًا متواصلة بعيدًا عن أسرته، ثم عاد ليقضى 14 يومًا معهم، وذهب مجددًا إلى الحجر ليستكمل مهمته، يقول: «دى المدة الرابعة ليا فى الحجر الصحى، وبتمنى كل ده ينتهى وأرجع البيت تانى».
بدت أحلام المغامر «مازن حمزة» مختلفة، إذ ينوى لصطحاب عدد كبير من ذوى الهمم بمصر ليقوم بتنظيم أول كامب لهم بأحد المحميات: «يكون كامب دامج ليهم واعملهم أنشطه كتير بإذن الله، الفكرة كانت قائمة قبل كورونا وطبعًا وقفت بسبب الوباء، لو ربنا ادانا العمر هنفذها وهبهر العالم بيها».
اشتاقت «روجينا سيد» كثيرًا إلى طلابها وفصولها، حيث تعمل معلمة لغة فرنسية، تقول: «نفسى أشوف طلابى وأعرف منهم عاشوا الفترة دى إزاى، واتناقش معاهم وجهًا لوجه ويسألونى عن حاجات محتاجين يفهمومها، مهما وفروا وسائل تواصل إحنا بشر محتاجين للوشوش تتقابل وجهًا لوجه، محتاجة أحس بدور المُدرسة فى حياة الطالب، صحيح التعلم عن بُعد موجود بس الأحلى العلم عن قرب».
«لميس»: وحشتنى لمة العيلة كل جمعة
انتظرت «أسماء محمود» عامًا بأكمله لعقد قرانها على الرجل الذى أحبته، وبالتزامن مع اقتراب موعد زفافها بدأت أزمة فيروس كورونا المستجد فى التفشى، تقول: «نفسى أتجوز بفرح، هو مسافر السعودية وبابا مسافر، مخطوبين من سنة، الدنيا قفلت فى وشى وفى قمة الإحباط، مهو مش منطقى الطيران يفتح والقاعات لأ، نفسى أفرح وربنا يكرمنى أنا وهو».
لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة ل«منار إبراهيم» حيث تتمنى أن تشترى الأشياء المتبقية من جهاز عرسها: «نفسى أشترى كل حاجة وأنا فرحانة عشان فرحى اللى مصيره بقى مجهول بسبب كورونا وكمان هفسح ماما عشان نفسيتها تعبانة».
العزل المنزلى جعل «مصطفى حجازى» يشعر بالتقصير تجاه المقربين إليه، حيث عزم على زيارتهم جميعًا فور انتهاء الأزمة، أما «أمانى كمال»، فقد قررت القيام بحفل للأيتام بسبب إلغاء الاحتفال بيومهم فى ظل أزمة كورونا، وتضيف «لميس الخطيب»: «نفسى أتجمع مع عيلتى كل جمعة زى ما كنا متعودين قبل الكورونا وأروح البحر».