أمهات منسية فى الدراما المصرية!

لا يخلو أى عمل درامى من دور الأم، الذى يكون مؤثرًا وقويّا أحيانًا، أو هادئًا يمر مرور الكرام غالبًا، ومع اختلاف أنماط الأم فى العائلات المصرية، استطاع عدد من الفنانات أن يقدمن دور الأم بمختلف هذه الأنماط. فمنهن مَن تميزت بدور الأم المنكسرة والمضحية، ومنهن مَن اشتهرت بدور الأم العزباء المتصابية، ومنهن من قدمت دور الأم الكوميدية وغيرها من الأدوار. ولأن نجمات الماضى اللائى قدّمن دور الأم نعرفهن جميعًا ونحفظ أسماءهن عن ظهر قلب، مثل «فردوس محمد، آمال زايد، عزيزة حلمى» وصولا إلى «شادية، هدى سلطان، تحية كاريوكا، كريمة مختار» وحتى بعض الفنانات فى الأجيال الحديثة مثل «نيللى كريم، غادة عادل وهند صبرى». فقد قررت «روزاليوسف» احتفالا بعيد الأم أن تسلط الضوء وتقدّم تحية خاصة لخمس فنانات من أشهَر مَن قدّمن دور الأم المصرية من جيل الوسط لمنحهن جزءًا من تقدير يتسحققنه عن مشوار طويل جعلهن جزءًا من الدراما المصرية وجعلت وجوههن مألوفة لنا جميعًا كما لو أنها القريبة التى تزورنا دائمًا أو الجارة التى تسكن بجوارنا..

عواطف حلمى.. صاحبة العينين الطيبتين
من أهم الخصائص التى يتم بها اختيار فنانة لتقديم دور الأم أن تحمل ملامح هادئة وبريئة وقبولًا لدى الجمهور. وهو ما تمتعت به الفنانة القديرة «عواطف حلمى» بوجهها الملائكى وعينيها الصافيتين بما بهما من نظرة حنان الأم وصوتها وأدائها الدافئين. بدأت «عواطف حلمى» مشوارها الفنى على خشبة المسرح؛ حيث قدمت عددًا كبيرًا من المسرحيات بداية من عام 1962م عندما التحقت بمسرح التليفزيون ثم فرقة مسرح الحكيم ثم فرقة المسرح الحديث. وقد حصلت على لقب «فنان قدير» من وزارة الثقافة عام 1998م بما يعادل منصب «مدير عام». ورُغم أنها لم تقدّم بطولات تليفزيونية أو سينمائية طوال تاريخها؛ فإنها حفرت اسمها بالذهب فى دور الأم الحنون الذى قدّمته فى عدد كبير من الأعمال الفنية ما بين السينما والإذاعة والتليفزيون والمسرح، وصلت حتى الآن إلى 159 عملًا أشهَرُها مسلسلات (لن أعيش فى جلباب أبى، أهالينا، أميرة فى عابدين، كلبش، الأب الروحى، قانون عمر والرحلة). وأفلام مثل: (قشر البندق، عمر 2000 وكدبة بيضا).




جليلة محمود.. الأم المزواجة
قدّمت الفنانة القديرة «جليلة محمود» عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية الذى تعدّى ال240 عملا ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، ورُغم أنها فى بداياتها تم حصرها فى أدوار المرأة «اللعوب» التى غالبًا ما تحاول أن تتصيد البطل كفريسة لها، وقد ساعدتها ملامحها الشكلية من شعر ذهبى وجمال الملامح والقوام الممشوق بالإضافة لنبرة صوتها وضحكتها المميزتين إلى تقديمها لتلك الأدوار. التى بدأت مع شخصية «سَنية» فى مسلسل (الشهد والدموع)؛ فإن «جليلة» استطاعت أن تقدم مختلف أنماط الأم المصرية بعد ذلك.. رُغم حفاظها على مسحة من المميزات السابقة التى تجعلها قوية الشخصية، ومتسلطة أحيانًا ولكنها كانت دائمًا قسوة ممزوجة بالحنان الذى يظهر أحيانًا فى الوقت المناسب وأحيانًا بعد فوات الأوان. من أشهَر أدوار «جليلة محمود»، مسلسلات (الحرباية، المواطن إكس) وأفلام (النمس واتفرج يا سلام).



أمل إبراهيم.. الأم «المشاغبة»
تحمل الفنانة «أمل ابراهيم» ملامح مصرية أصيلة، فهى تعكس صورة للسيدة التى تشقى وتجتهد فى الحارة المصرية، وباستخدام أدواتها من دلال وضحكة عالية تتحول إلى دور المرأة التى تبحث عن المتعة وسط كم هائل من الشقاء.. ورُغم أن أغلب أدوار الأم التى قدمتها كانت تدور فى الإطار السابق نفسه؛ فإنه كان من الصعب أن تدفع المُشاهد لكراهيتها؛ نظرًا لخفة ظلها المعهودة التى تخرج بتلقائية من حركاتها وأدائها الفريد.

وصل رصيد «أمل» الفنى حتى الآن إلى ما يزيد على 270 عملًا فنيّا. وقدمت دور الأم منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضى. وكان أشهَرُها دور الأم «اللعوب» فى فيلم (الكيت كات) للمخرج الكبير «داوود عبدالسيد» عام 1991م؛ حيث ظهرت بدور «أم روايح» التى فضحها «الشيخ حسنى» وأذاع بعلاقته غير الشرعية معها. ومن أشهَر أعمالها أيضًا (البخيل وأنا، عبده مواسم، البحار مندى، ريا وسكينة، وزيزينيا).




لمياء الأمير.. الأم العطوف
ربما تتميز الفنانة «لمياء الأمير» بنظرات القلق والحنان التى تجعلها تقترب بتعابير وجهها النحيف لقلب المُشاهد، فهى استطاعت أن تقدم نماذج مختلفة للأم المصرية بين الأم القوية والسلبية والأم الفقيرة التى تخاف على أبنائها من مرارة الحياة والأم الثرية التى تتسبب فى إفساد أبنائها. فهى تستطيع أن تجمع بملامح وجهها ما بين المرأة الكادحة والمرأة الأرستقراطية فى آن واحد.

من أبرز أدوار الأم التى قدّمتها «لمياء» فى الفترة الأخيرة دورها فى أفلام (أوقات فراغ، المعدية) ومسلسلات (طرف ثالث، أفراح إبليس، لمعى القط، نيران صديقة، وكاريوكا).




ألفت سكر.. أم من الطبقات الراقية
تميزت الفنانة القديرة «ألفت سكر» بخفة الظل والأداء الهادئ، فلا يمكن لأحد أن ينسى طلتها المميزة بشعرها القصير وضحكتها البسيطة التى تبعث على الطمأنينة. ولم تكتف «سكر» بتقديم دور الأم الطيبة فقط بل ساعدتها ملامحها وأداؤها على تقديم دور الأم الشريرة والكوميدية والمتسلطة والداعمة. ولكن أغلب أدوارها انحصرت فى الأم ذات المستوى الاجتماعى العالى، فهى أم «هيثم دبور» فى (تامر وشوقية) وأيضًا هى الأم فى أفلام (رامى الاعتصامى، راندفو، عبود على الحدود، وضحك ولعب وجد وحب) ومسلسلات (العراف، فرقة ناجى عطا الله، أحزان مريم، رجل الأقدار، وحياة الجوهرى).. بدأت الفنانة «ألفت سكر» مشوارها من سبعينيات القرن الماضى، وهى فنانة سورية الأصل، تزوجت من الفنان الراحل «وحيد سيف» وأنجبت منه ابنها الوحيد الفنان المعتزل «أشرف سيف». وقد قدمت أكثر من 260 عملًا ما بين السينما والدراما، كان آخرها عام 2013م من خلال مسلسل (أهل الهوى)؛ حيث قدمت دور والدة «بديع خيرى».