من عجائب الحياة الزوجية أن نرى بعض الأزواج يعيشون معا تحت سقف واحد، بينما يختصم بعضهم بعضا فى المحاكم ويقومون بعمل المحاضر الكيدية فى أقسام الشرطة وكل منهم يلقى بالاتهامات على الآخر ويفتعل الحكايات الكاذبة أحيانا من أجل أن يدين الآخر ويحصل على حكم ضده. قضية نفقة كانت تصغره بست سنوات حين تزوجته.. رشحتها له إحدى أقاربه، حيث كانت زميلتها فى العمل.. كان محاسبا شابا فى التاسعة والعشرين من العمر، بينما هى فى الخامسة والثلاثين مهندسة فى إحدى الشركات الكبرى.. لديها شقة ووظيفة.. ورغم أنها رفضت الكثير من الذين تقدموا لها من قبل.. إلا أنها وافقت على الزواج منه، رغم ضعف إَمكانياته حتى إنه أقام معها فى شقتها.. فى البداية شعرت بطمعه فيها واستغلاله لها لكنها كانت قد اتخذت قرار الزواج تحت ضغط الأسرة والمجتمع والعمر والخوف من الزمن والوحدة ورغبتها فى الأمومة.. وكانت على استعداد أن تقف بجواره وتسانده وتساعده.. لكنه كان يبدى طمعه فيها واستغلاله لها يوما بعد يوم.. كانت تكتشف أنه شديد البخل فى كل موقف تعيشه معه.. فتزداد ضيقا به وندما على زواجها منه وخضوعها لضغوط المجتمع والأهل.. فهو لا ينفق على البيت بل يقوم بتحويل راتبه بالكامل على حسابه فى البنك.. بينما تنفق هى كل راتبها على البيت من مأكل وملبس وفواتير مياه وكهرباء وغاز وغيرها.. ولم يكتف بذلك بل أحيانا كان يطلب منها مالا، وكثيرا ما أخذ منها بعد أن قام بتأليف حكايات وهمية استطاع بها أن يبتزها ويحصل على بعض المبالغ المالية منها.. وتنجب ولدين توأمين ورغم ذلك ما زال كما هو لا ينفق عليهما ولا على البيت.. ولكن المصاريف تزداد ولم يعد راتبها وحدها يكفى ولا بد أن يشارك فى الإنفاق على البيت.. لكنه يدعى دائما الفلس وبأنه لايملك شئ.. حتى ملابس العيد يرفض أن يحضرها لطفليه.. ولم يكتف بذلك بل يتهمها بالتبذير كلما اشترت شيئا أو استقبلت أحدا من أهلها وضايفته.. كما أن طلباته لا تنتهى ويحشر نفسه فى كل أمور البيت من غسيل وطبيخ وتنظيف.. ويتشاجر معها دائما بسبب المهام المنزلية ويريدها لا تكف عن التنظيف والتلميع والمسح والكنس. منذ عودتها من العمل إلى أن تنام.. لكنها بدأت تضيق به وبطلباته وببخله وتدخله فيما لا يعنيه.. لم يشعرها يوما أنه شريك حياة.. بل صار عبئا ثقيلا عليها، خاصة بعدما أنجبت وثقلت عليها المسئولية التى يرفض أن يشارك فيها.. وتقرر أن ترفع عليه قضية نفقة.. واتهمته بأنه يرفض الإنفاق على أبنائه بعد أن قدمت للمحكمة ما يثبت دخله الشهرى الكبير.. وأنه يستطيع أن ينفق على البيت.. ولكنه يمتنع عن ذلك بمحض إرادته.. ويدخر راتبه ويرفض أن يشترى منه أى شىء لطفليه.. وأنه بذلك يحملها فوق طاقتها.. ولم تعد تستطيع أن تفى باحتياجات البيت والأبناء. وتحكم لها المحكمة بنفقة شهرية مناسبة.. وما زالت تعيش معه من أجل أبنائهما فى بيت واحد ولم تتنازل عن قضية النفقة رغم إلحاحه عليها.. وتحصل على راتب شهرى منه بموجب حكم المحكمة. قائمة منقولات حين تقدم للزواج من ابنتها لم تصدق الأم نفسها لقد تمنته كثيرا لابنتها لكنها لم تتوقع أبدا أن يتحقق هذا الحلم.. فهو شاب متفوق دراسيا ودائما من الأوائل حتى عين معيدا بإحدى الكليات وينتمى لعائلة محترمة معروفة فى القرية وكل عائلات البلدة تتمناه عريسا لبناتهن.. أما ابنتها فحاصلة على مؤهل متوسط.. فكانت تشعر بالفرحة والزهو أنه شرفهم باختيار ابنتهم.. بينما كان أهالى القرية وشبابها يندهشون من اختياره.. وقد أراد أبوها الثرى أن يتباهى أمام عريس ابنته المعيد وعائلته الكبيرة.. فاشترى له أفخر أنواع الأثاث والمفروشات حتى أدوات المطبخ حرص أن تكون أغلى ما فى السوق من أطقم وأوانٍ مستوردة.. هذا بخلاف الحلى الذهب الذى كان قد أحضرها لابنته من قبل.. وكعادات الأهالى فى الصعيد وفى أنحاء مصر أصر الأب أن يكتب على الزوج قائمة المفروشات.. وقيد فيها كل صغيرة وكبيرة فى بيت الزوجية حتى بلغت قيمتها ثلاثمائة ألف جنيه مما جعل العريس يعترض ويرفض فى البداية.. فهدده الأب بفسخ الخطبة وإلغاء الزواج مما جعل العريس يوافق على التوقيع على القائمة تحت ضغط كبار العائلتين. ولم يمض عام على الزواج ودبت الخلافات بين الزوجين، خاصة بعد وفاة حماتها والدة الزوج.. حتى إنه صارحها بوقاحة أنه قد تزوجها من أجل خدمة والدته المريضة ورعايتها وأن شقيقته هى من رشحتها له لما عرف عن أسرتها من طيبة وتدين وأنه اختارها كممرضة لأمه وليس كزوجة.. وقد ماتت أمه ولم تعد تلزمه كزوجة. فصار يفتعل المشاكل والمشاجرات معها حتى أنها كانت تصل للضرب ويأتى الجيران على صراخها واستغاثتها بهم.. ولم تكن تحكى لوالدها ما يفعله زوجها بها، خاصة أنها حامل ولا تريد أن تخرب بيتها.. وعلم الأب من أحد جيران لبنته بالأمر وأن زوجها يتطاول عليها ويهينها ويضربها أمام الناس. فقرر أن يذهب إلى بيت زوجها ويصطحب ابنته معه حتى يتأدب زوجها ويعرف كيف يعامل بنات الناس.. ولكن الزوج المستهتر لم يبال بموقف حماه وغضبه منه فلم يسأل عن زوجته طوال وجودها فى بيت أبيها.. والتى ظلت هناك إلى أن وضعت جنينها.. ورغم ذلك لم يهتم الزوج بغيابها عنه ولا ابنه الوليد حتى أنه لم يحضر سبوع مولوده.. فساءت حالة الزوجة وقرر الأب أن يطلق ابنته من الزوج المستهتر الذى لم يبال بمولد طفل له.. فرفع عليه قضية طلاق بعد موافقة ابنته دون علمه.. حتى إن الزوج كان قد باع أثاث البيت دون علم زوجته.. مما استفز حماه فرفع عليه قضية تبديد أثاث وطالبه بقيمة قائمة المنقولات.. وحكم القاضى لصالح الزوجة وألزم الزوج بدفع المبلغ.. ولكن الزوج لم يكن يمتلك ثلاثمائة ألف جنيه قيمة قائمة المنقولات التى بددها.. فحكمت عليه المحكمة بالسجن. والمدهش هو تدخل كبار عائلات القرية ليقوموا بإعادته لزوجته مرة أخرى رغم كل القضايا التي بينهما.