فى أعقاب نصر أكتوبر العظيم بشهرين، قرر الرئيس الراحل «أنور السادات» «بعد أن هدأت الأمور نسبيًا» أن يكرم أبطال الملحمة المصرية، داخل مبنى البرلمان المصرى.. وقتها.. صدرت تكليفات لمكتب نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت السيد «حسين الشافعى» بتولى أمر ترتيب هذا الاحتفال بالصورة التى تليق بمكانة مصر وأبطالها. وفقًا لوثيقة موقعة بتاريخ 26 ديسمبر 1973م، أمدنا بها الكاتب الصحفى «موفق بيومى» «فالشكر كل الشكر له»، أصدر نائب رئيس الجمهورية تعليماته لمعاونيه، ومنهم مدير مكتبه «أحمد الطنطاوى» بسرعة ترتيب الاحتفالية. وكان نص التكليف كالآتي: بناء على إنابة السيد الرئيس لنا بحضور حفل تكريم أبنائنا أبطال الحرب العائدين من الجبهة، يتم التالى : استلام ومراجعة الميداليات والشهادات من الأخ عبد الحافظ أو من ينوب عنه. التأكيد مع الإخوة السباعى والزيات وهيكل بالحضور وأن يكون التأكيد معهم شخصيًا. مصورو الرئاسة مكتب الإعلام المراجعة مع جميع أصحاب الدعوات الشخصية فردًا فردًا بالاسم والتأكد من عدم وجود أى اعتذارات وحال تواجدت تتم الاستعاضة فورًا من قائمة الاحتياطى طبقًا للترتيب الوارد بها. كلمتنا سوف أراجعها شخصيًا مع الأخ مهدى. أَفاد بالتنفيذ قبل الموعد بوقت كاف. عندما ترتب الأمر، وفقًا لما أراده الرئيس الراحل، طلب الرئيس السادات من الحضور الوقوف دقيقة تحية لشهداء حرب أكتوبر الأبطال، وقال الرئيس فى بداية خطابه إن العادة جرت بعد المعارك الكبرى أن يقدم القائد العام للقوات المسلحة تقريره لرئيس الدولة عن المعارك التى خاضتها القوات ليعرض فيه جهود القيادات ويسجل أعمال البطولة للجنود. فعرض بعدها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول «أحمد إسماعيل» إنجازات كل سلاح أمام رئيس الجمهورية وهى: - هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء محمد عبد الغنى الجمسى، التى أذهلت العدو بالمهارة والسرية. - القوات الجوية بقيادة اللواء محمد حسنى مبارك، التى كانت تؤدى سبع طلعات جوية فى اليوم الواحد، وقضت على أسطورة الطيران الإسرائيلى. - قوات الدفاع الجوى بقيادة اللواء محمد على فهمى، التى حمت سماء مصر قبل وأثناء الحرب. - القوات البحرية بقيادة الفريق فؤاد محمد ذكرى، التى أمنت مدخل قناة السويس ومدخل باب المندب. - القوات البرية بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الميدانى الثانى التى اقتحمت القناة وواجهت العدو وسيطرت فى خمس ساعات. - الجيش الثالث الميدانى بقيادة اللواء أحمد بدوى سيد أحمد ومواقف بطولية عظيمة شرق القناة. - القوات الخاصة رمز الانتحارية والفداء العميد نبيل شكرى مصطفى قائد قوات الصاعقة التى صمدت لمدة شهرين فى سيناء ولم ينل منها العدو. - قيادة الإبرار الجوى وهى المظلات والإسقاط بالهليكوبتر بقيادة أركان حرب محمود حسن عبد الله، وهم أشقاء الصاعقة الذين يهبطون خلف خطوط العدو. ثم أرسل الفريق أول أحمد إسماعيل التحية والتقدير للقوات المسلحة السورية، قبل أن يتم إعلان قرارات رئيس الجمهورية الآتية: أولًا: إنشاء ميدالية «6 أكتوبر» التذكارية ومنحها لجميع أفراد القوات المسلحة المتواجدين بالخدمة ما بين 6 أكتوبر 1973م و2 فبراير 1974م،كما تقرر منحها أيضًا للعاملين والمواطنين الذين أسهموا بدور ممتاز فى حرب أكتوبر 73 وتمنح لأفراد القوات المسلحة بالدول العربية الشقيقة الذين اشتركوا فى الحرب. ثانيًا: منح وسام الجمهورية العسكرى للتشكيلات والوحدات المصرية والسورية التى أبلت بلاءً حسنًا فى الحرب تقديرًا لما قامت به، كما يتم منح الوسام نفسه لجميع وحدات الدول العربية الشقيقة التى اشتركت فى الحرب. ثالثًا: منح وسام «نجمة الشرف» للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول أحمد إسماعيل. رابعًا: ترقية اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس أركان القوات المسلحة إلى رتبة الفريق. خامسًا: ترقية قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة إلى رتبة الفريق وهم : اللواء محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى. واللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية. سابعًا: منح السيد المقدم أبو بكر يونس رئيس أركان حرب القوات المسلحة الليبية «وسام نجمة الشرف» تقديرًا لجهوده فى تحقيق التعاون بين القوات المسلحة الليبية والمصرية. ثامنًا: منح عدد من القادة والضباط وضباط الصف والجنود أوسمة مختلفة تقديرًا لما قاموا به من أعمال استثنائية تدل على الشجاعة، على أن يكون وسام «نجمة سيناء» أعلى الأوسمة العسكرية.وقد صدرت القرارات الجمهورية بمنح الأوسمة ل 3334 ضابطًا و 6728 ضابط صف وجنديّا من الشهداء والأحياء، ويشتمل هذا العدد على منح «نجمة سيناء» ل 27 ضابطًا،منهم 13 شهيدًا و27 صف جندى، بينهم 12 شهيدًا. وغيرها من القرارات، التى كرمت أبطال المعركة «شهداءً، وأحياء».