أوشكت السماء على الابتسام، وتوزعت ألوان البهجة هنا وهناك، ضحكات متعالية تحلق فى الأجواء، شوارع المدينة أصبحت أكثر ازدحامًا، الكل يتسابق على شراء ملابس العيد واحتياجات المنزل، والأطفال تركض بكل زاوية مهللين، معلنين قدوم يومهم المنتظر بعد أيام من التسكع بين المحال والشوارع المختلفة، والمفاضلة بين الألوان والمقاسات المعروضة، للظهور بأبهى صورة ممكنة فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، شوادر الجزارة فى كل مكان استقبالًا للاحتفال بالعيد، ومع بزوغ شمس أول أيامه، تبدأ العائلات فى التحضير والمشاركة فى الاحتفالات. تعتبر أيام العيد هى أيام لم شمل أفراد الأسرة معًا، فتجمّع العائلة أثناء الأفطار بعد الانتهاء من الذبيحة يعتبر واحدًا من تقاليد وعرف المصريين أثناء عيد الأضحى. فى العيد لا نستقبل فقط أجواء السعادة والفرح، بل النقاشات العائلية الحادة و«الخناقات» تعتبر أيضًا مظهرًا من مظاهر كل عيد فى جميع البيوت المصرية. «هنخرج فين العيد ده؟» واحدة من أبرز «خناقات» العيد فى البيوت المصرية، نظرًا لاختلاف تفضيلات أفراد كل أسرة فى كيفية الاستمتاع بالإجازة، لكن تكلفة الخروجة تكون هى المحدد الأهم فى اختيار مكان الخروجة أو الفسحة.. فى السطور التالية تقدم «روزاليوسف» قائمة بالأماكن البسيطة التى قد يرى فيها الكثيرون فرصة لقضاء لحظات سعيدة مع أطفالهم، وقائمة بأشهر الأماكن المناسبة لمتوسطى الدخل وتلك الأماكن مرتفعة الأسعار التى يذهب إليها أبناء الأسر الميسورة. أشهر أماكن البسطاء ميدان عابدين هو معلم سياسى بامتياز كان شاهدًا على كثير من أحداث التاريخ، ليصبح رمزًا حيًا يجسد عراقة وسط القاهرة، يُعد الميدان كبيرًا، حيث تبلغ مساحته نحو تسعة أفدنة، وهو أحد أعرق الأماكن التى شهدت تحولات على مدار مئة وخمسين عامًا، فشهد على تحول الدولة من عثمانية لملكية، ومن الملكية إلى الجمهورية. بساحة واسعة تزين المساحات الخضراء جنباتها، وأرضية بيضاء اللون تسر الناظرين، مع غروب شمس كل يوم، تبدأ الأرض الزراعية حول قصر عابدين فى التزين بالجمهور الذى يقصدها منذ الغروب وحتى منتصف الليل، بين الافتراش وسماع الموسيقى والسهر رفقة الأصحاب على دلال صوت الست بكلماتها الشاجنة، وبين التجمع الأسرى الدافئ وتأجير الدراجات من مرآب الدراجات بالميدان المعروف باسم «سكتك خضراء» الداعم لثقافة قيادة الدراجة بدلًا من السيارات كنوع من أنواع الحفاظ على البيئة من التلوث وخفض معدلاته. دون إنفاق جنيه واحد، تحول ميدان عابدين الآن، لناد ترفيهى للبسطاء، يقبلون عليه بحثًا عن البهجة وطلبًا للاسترخاء على أرضيته الخضراء، وتحت ظلال أشجاره التى تم غرسها فى إطار عمليات التطوير المتنوعة التى شهدها مؤخرًا، يقول «محمد» عامل بأحد محال البيتزا بميدان عابدين إن الساحة تحولت لقطعة من البهجة بعد إقبال الأسر عليها بالأعياد والمناسبات، أو حتى دون مناسبة، فصرخات وتهليل الأطفال تشبه الدندنة المسلية لهم أثناء العمل، فلا تحدث مشاجرات تعكر الأجواء، للتأمين الجيد للمنطقة باعتبارها منطقة أثرية محصنة، إضافة إلى أن الوافدين دائمًا أسر بسيطة وشباب صغير يهدف للترفيه عن نفسه فى هواء نقى ومكان هادئ نسبيًا. ساحة التحرير عدد كبير من الأسر، اعتادوا التردد على ميدان التحرير، ليفترشوا الأرض متحدثين فى كل ما يشغل تفكيرهم، والأطفال يتسلقون درّاجاتهم ليطوفوا بها حوله، بداية من منطقة مجمع التحرير وحتى النصب التذكارى الذى بنى فى وسط الميدان. تحدث أحمد أمين أحد المتواجدين بميدان التحرير أنه اعتاد جلب أسرته كل أسبوع لقضاء ليلة بالميدان وسط الأرض الخضراء، لوجود مساحة واسعة يمكن للأطفال الاستمتاع بالركض فيها، وبالوقت نفسه موفر لا يكلفه عبئًا زائدًا، إضافة لتوافر بائعى البالونات والعصائر فى كل جهة مما يسهل سرعة الشراء وعدم إهدار يوم الإجازة فى اللا شيء.. تواجد النيل بالقرب من الميدان، كان أهم العوامل الجاذبة للأسر المصرية للتواجد بالمناسبات والإجازات فالمشهد مهيب، والتكلفة تكاد تكون معدومة، لتعتبر خروجة دون ميزانية مرهقة للنفس والجيب. قصر النيل وروض الفرج إجازة المحال التجارية فى العيد، كانت دافعًا لتصبح وسط البلد مقصدًا لمرتادى السينما من الأطفال والمراهقين والشباب، وبشكل خاص كوبرى قصر النيل وكورنيشه، الذى يمتلئ بالمعيدين من الأطفال والمراهقين فى الغالب، والأسر هربًا من حرارة الشمس، حيث ينتشر باعة الورود والمسليات من الترمس وحمص الشام، وكذلك بعض الشباب الذين يلتقطون الصور التذكارية للجمهور. أما عن كوبرى تحيا مصر المعلّق بمحور روض الفرج، فمقصد جديد لاحتفال مئات المواطنين بعيد الأضحى المبارك، حيث يتوافد عليه الشباب، والأسر بأطفالهم لالتقاط الصور التذكارية، والحرص على ارتياد الممشى الزجاجى على الكوبري، حيث يُعد أعرض كوبرى فى العالم وفق موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويُعد محور روض الفرج جزءًا من محورى الزعفرانة - مطروح والضبعة، وامتدادًا للمحور الرابط بين البحرين الأحمر والمتوسط. شارع المعز القبلة الأجمل للعائلات فى المناسبات والأعياد، شارع المعز لدين الله الفاطمي، أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، فضلًا عن كونه مزارًا أثريًا وسياحيًا، فهو يشمل سوقًا تجارية يتردد عليها كثير من الزائرين يوميًا، والعيد يوم خاص به. المنطقة ينقصها بعض الخدمات، حسبما ذكر حسام أحد بائعى العطور المترددين يوميًا للعمل، فعدم وجود مرشدين سياحيين، وعدم وجود أماكن مخصصة للأطفال، يؤدى لتراجع المكان أثريًا، لكن ما زال يحتفظ بهيبته وسط الأسر المصرية، فعند الكثيرين العيد لا يكتمل دون زيارة أرض المعز، طيبة الأحوار، ومبهجة الروح، يأتيه المصرى من المحافظات كافة لقضاء ولو ساعات قليلة بين حاراته وزواياه للاستمتاع بروحانياته النادرة. «حديقة الأسرة» على طريق القاهرة - السويس الصحراوي، مدخل الرحاب 2، تفتح حديقة الأسرة أبوابها أمام زائريها من كل الأعمار، تتميز الحديقة بوجود متحف وحديقة حيوانات وبحيرات صناعية بالإضافة إلى وجود أكثر من مطعم ومقاهى ومناطق لألعاب الأطفال، كما أن هناك بعض الأنشطة والعروض للاحتفالات ولكن قد فضلوا أن تكون مفاجأة لزائريهم. يبلغ سعر التذكرة 70 جنيهًا للفرد شاملة (الدخول وزيارة حديقة الحيوان والسفارى والمتحف وثلاث مناطق لألعاب الأطفال)، أما الأطفال الأقل من 4 سنوات فمجانًا، أيضًا وفروا ألعابًا لجميع الأعمار كان يبدأ سعرها من 15 جنيهًا إلى 50 جنيهًا، وتوفر الحديقة لزائريها قطارًا لمساعدتهم بالتنقل فى جولة حول البارك بالكامل، كما تسمح إدارة الحديقة باصطحاب طعام أو شراب من الخارج بشرط دفع رسوم 10 جنيهات على كل فرد. يسمح للتصوير باستخدام الهاتف، أما عن دخول الكاميرات العادية فيكون مقابل 50 جنيهًا، خلال مواعيد الحديقة من الساعة ال 9 صباحًا إلى 11 مساءً. محمية وادى دجلة يجد مفضلو حفلات الشواء فى زهراء المعادي، بمحمية وادى دجلة، فرصتهم فهى أكثر المحميات شهرة فى مصر، وتضم حيوانات نادرة مثل الغزلان والأرانب البرية والسلاحف والطيور وجميعها غير مؤذ، يسمح باستخدام الدراجات ودخول السيارات مقابل رسوم 10 جنيهات، أيضًا سمح بعمل رحلة تسلق للجبال والصعود لجبل الكانيون وصولًا لمبنى الزوار ودخول كهف الوطاويط أعلى الجبل فى الكيلو 6. يسمح للزائرين بالشوى وعمل حفلات الباربكيو وتواجد المأكولات فى المحمية، بالإضافة إلى السماح بالتخييم للرجال فقط، أو للسيدات فى حالة وجود الزوج مع قسيمة الزواج، سعر الدخول للمحمية 5 جنيهات للفرد، أما التخييم فيكون مقابل 50 جنيهًا للفرد كما يتوافر مطعم بالمحمية، والمواعيد تبدأ من الساعة 7 صباحًا، إلى الساعة 5 مساءً عدا فترة التخييم. «Campo Park» هي إحدى الحدائق بالجيزة المطلة على النيل، ولكن لها تصميم مختلف، فبها «القعدات العربي»، وأحد الأنشطة الأساسية بالحديقة يتمثل فى حفلات الشواء، فقد خصصوا شواية وفحمًا لكل أسرة، كما أن الشواء ليس النشاط الوحيد بالحديقة، فقد وفروا الزودياك «مركب ممتلئ بالهواء» لتأجيره، والكياك «مركب صغير بمجداف» أو بدّال لعمل أنشطة بالنيل، أيضًا الصيد واحد من الأنشطة المتوفرة فى الكامب، وتوفر الحديقة أطعُمًا للصيد والسنارة وتأجيرها أو أو إحضارها. تخصص الحديقة أماكن لألعاب الأطفال مجانًا، وشاشات كبيرة لكل أسرة «Bean bags» يبلغ سعر تذكرة الدخول فى أيام العيد 120 جنيهًا للفرد، والحديقة تفتح أبوابها للزائرين من الساعة 2 مساءً إلى 2 صباحًا، أيضًا فضّلوا الحجز قبل الحضور. شواطئ الأثرياء اكتملت معظم الحجوزات على موقع «بوكينج» فى منطقة الساحل الشمالى خلال فترة العيد، بأسعار تبدأ من 15 ألف جنيه إلى مليون جنيه أو أكثر، لفترة 6 أيام للشاليه الواحد.. ولأن بعض الشواطئ لا تسمح بوجود المحجبات فقد تم افتتاح شواطئ خاصة للسيدات فقط. بمجرد الدخول إلى الشاطئ، يجد الزائرون مقاعد تلونت باللون الزهرى والبرتقالي، ووضعت رسوم على الجدران والأبواب، أيضًا وضعت أرجوحة معلقة أمام الشاطئ مباشرة، العاملات بالشاطئ جميعهن سيدات، وسباح الإنقاذ كانت سيدة، لم يكن الشاطئ والبحر فقط هو متعتهن فقط، فى أيام العيد ستتم إقامة حفلات للسيدات، أيضًا ستتواجد أكثر من راقصة ومدربات للرقص بجميع أنواعه، أيضًا وفروا «كوافير» داخل الشاطئ وأكثر من بازار. يبلغ سعر تذكرة الدخول للشاطئ 350 جنيهًا للفرد فى أيام العيد، ويفضل الحجز قبل الحضور بيوم بالاسم ورقم الهاتف وعدد الأفراد الزائرين، يسُمح باصطحاب الأطفال، لكن ممنوع دخول الأطعمة بالإضافة إلى منع التصوير إلا فى أماكن محددة، أما مواعيد الشاطئ فتبدأ من الساعة 12 مساءً إلى الساعة 7 مساءً. «La Plage marina» توفر المدينة شاطئًا مخصصًا لمجموعات الشباب والمتزوجين فقط، وهناك منطقة محددة للعائلات، من الساعة 12 صباحًا إلى الساعة 7 مساءً، كما توجد فى الشاطئ ألعاب مائية والبراشوت والجيت سكي، أيضًا سيُقيم الشاطئ فى كل يوم من أيام عيد الأضحى حفلة ودى جي، ليستضيف الشاطئ 3 أيام راقصات و3 أيام فنانين، على أن يكون عصام كاريكا أحد فنانى الغناء المستضاف فى ثاني أيام عيد الأضحى.. سعر التذكرة للفرد من 300 إلى 400 جنيه، تشمل تذكرة حضور الحفل وفوم بارتى للكبار والصغار. «قرية الريف العربي» بمجرد الوصول للبوابة يبدأ العازفون على الأبواب استقبال زائريهم بالمزمار الصعيدى والرق فى قرية الريف العربى بالجيزة وهى مخصصة للعائلات، يبدأ اليوم بتقديم الإفطار للعائلة «فطير مشلتت، وعسل أبيض وأسود وجبن، أو فول وعيش ريفي» ثم يتم قضاء اليوم بأكمله فى حمامات السباحة، يوجد «حمام سباحة مشترك وحمام سباحة للسيدات فقط، وحماما سباحة للأطفال، وآخر للألعاب المائية والأكوا بارك»، ثم الغداء. أيضًا توفر الحديقة أنشطة أخرى «ملاهى للأطفال وستوديو تصوير بالملابس التاريخية وركوب الجمال والخيول وسينما وألعاب بالصلصال للأطفال وبازار ورسم حنة ووجه» بأسعار تبدأ من 5 إلى 10 جنيهات، أما عن سعر تذكرة الدخول مع الإفطار والغداء طوال أيام العيد 230 جنيهًا للفرد، وسعر الطفل 100 جنيه، مع الحجز مسبقًا قبل الحضور.