شهامة وجدعنة المصريين تظهر دائما فى وقت الشدة وهذا ما حدث بعد كارثة جرار محط مصر والانفجار الذى تسبب فيه سائق الجرار بإهماله وعدم إحساسه بالمسئولية والذى أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين. ورغم أنها حادثة موجعة لكل قلب شاهدها إلا أنها أظهرت الوجه الآخر للمواطن المصرى ابن البلد الشهم الذى لم يتردد لحظة أو يفكر فى إنقاذ نفسه بل سارع نحو الآخرين وعرض حياته للخطر لإنقاذهم. فقد رصدت كاميرات المراقبة العامل المصرى الأصيل هو وزميله وهما يخاطران بحياتهما محاولين إنقاذ الذين اشتعلت بهم النيران ويصرخون مستغيثين طلبا للمساعدة وسارعا لإنقاذهم بدون تفكير أو خوف من أن تمتد النيران إلى جسديهما وبكل ما أوتيا من قوة وحيلة واستطاع الاثنان أن ينقذا أكثر من عشرة أشخاص بالبطاطين الخاصة بالشركة التى يعملان بها ولم يشعرا بالإرهاق أو التعب إلا بعد إخماد الحريق بشكل كامل. نموذج مشرف للوطنية والنبل، تعاملا مع الحدث وفق قدراتهما والإمكانيات المتاحة. وظهرت شهامة المصريين أيضا بمجرد علمهم بوقوع الحادث وفى مشهد إنسانى بديع تسابق المئات من الشباب والنساء والرجال أمام المستشفيات التى نقل إليها المصابون للتبرع بالدم لإنقاذ مصابى الحادث تعبيرا منهم عن تضامنهم وتعاطفهم مع المصابون وامتلأت المستشفيات بأكياس دم المصريين الحقيقيين الذين دفعتهم إنسانيتهم لإنقاذ المصابين بل وزادت عن الكمية المطلوبة لعلاج الحالات. وظهرت أيضا الجدعنة عندما قامت صفحة أطباء مصر بنشر بعض أسماء المصابين الذين تحسنت حالتهم ولم يأت أحد من أقربائهم للسؤال عنهم ومعظمهم ليس لديه إثبات شخصية فى محاولة منهم لتعرف ذويهم على وجودهم بين المصابين. كما ظهر المعدن الأصلى للمصريين بعد الحادث عندما أعلن طبيب استشارى جراحة عامة وتجميل على صفحته بالفيسبوك أنه على استعداد أن يتكفل بحالات الحروق وكل ما يلزمها من ضمادات ومراهم وعلاج كامل على نفقته الخاصة. هى دى مصر.. وهو ده شعب مصر.. حب بدون مقابل شعب طيب يظهر معدنه الأصيل وقت الأزمات.. أجدع شعب. الله أكبر على أولادك يا مصر وتحيا مصر بشعبها الأصيل.