بناء على رغبة العديد من الأمهات اللاتى حرمتهن لعبة «بيجى» من أولادهن حيث انتشرت هذه اللعبة بصورة مخيفة واستحوذت على عقول ووقت شبابنا وأطفالنا على مختلف أعمارهم وأعمالهم.. أكتب هذا المقال: قالت لى أم وهى حزينة: افتقدت ابنى ونحن نعيش فى منزل واحد لم يعد يتحدث معى أو يجلس بجوارى يسألنى عن أحوالى كما كان يفعل، فهو لا يترك الموبايل من يده ليلًا ونهارًا بسبب هذه اللعبة التى يندمج معها وهو يلعبها بكل جوارحه، ولا أدرى ماذا أفعل لكى يعود إلى رشده مرة أخرى فهو لا يتقبل أى نصح أو إرشاد..؟! بينما قالت أخرى: أصبحت أخشى على نفسى من ابنى فقد جعلته لعبة «البيجى» عنيفًا لا يتحمل أحدًا، يجلس دائمًا فى غرفته بمفرده ممسكًا بالموبايل وأسمعه يصرخ وهو يلعب ويهذى بكلمات غريبة متحدثًا مع آخر يبدو أنه يلعب معه فى نفس التوقيت «هو وراءك اقتله». سوف أقذف القنبلة «حاربه ولا تتركه» ويظل هكذا ساعات طويلة لا يأكل ولا يذهب للتريض فى النادى كما كان يفعل ولا يهتم بالدراسة أو المذاكرة وأشعر أنه يضيع من يدى. وسألتنى أم ثالثة تكتوى هى الأخرى بنار تلك اللعبة التى ذهبت بعقول أبنائنا: لماذا لا تحاول الدولة إيجاد وسيلة لمنع مثل هذه الألعاب التى تضر بأولادنا وتجعلنا لا نستطيع السيطرة عليهم؟! وللتذكرة فإن هذه اللعبة تقوم على فكرة قيام طائرة حربية بقذف مائة شخص داخل جزيرة كبيرة وعليهم أن يجمعوا قنابل وأسلحة مختلفة ويبدأ كل منهم فى محاربة الآخر وقتله ليتبقى فى النهاية شخص واحد فقط هو المنتصر. وللأسف ورغم أن هذه اللعبة تدعو إلى العنف وتشكل خطورة كبيرة على الأطفال فإن وزارة الاتصالات استبعدت إمكانية حذفها لأنها لا تقع تحت سيطرتها فهى موجودة على متجر خاص بشركة «جوجل» ومتجر «آبل» ولا يوجد سلطة لحجب الألعاب الموجودة على مثل هذه المتاجر. لذلك أصبح الحل يكمن فى دور الأسرة والمجتمع بالمتابعة المستمرة والتوعية بمخاطر هذه الألعاب وشغل أوقات فراغ الأبناء وحثهم على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولًا ونجد وسيلة فعالة لحماية أبنائنا من مخاطر استخدام التكنولوجيا وحروب الجيل الرابع على المنطقة العربية بأكملها.