طارق رمضان حفيد حسن البنا المُرشد الأول لجماعة الإخوان اعترف مؤخرًا بعد مراوغات امتدت لعام أنه بالفعل مارس الجنس مع السيدات اللاتى اتهمنه بالاغتصاب، لكن البعض رجح أن الاعتراف ما هو إلا محاولة للهروب من تهمة الاغتصاب. اعتراف «رمضان» يعيد الدائرة حول السقطات الجنسية لرجال الدين وأعضاء تيارات الإسلام السياسى، إذ إنهم يحاولون دومًا أن يظهروا للناس فى ثياب الفضيلة، كما يحاولون أن يقنعوا الناس بأن حسابات الجنس ليست فى بالهم وفى الخفاء تجد غير ذلك، فبعضهم همه الشاغل هو الجنس فى الخفاء، سواء أكانت علاقة سوية بين رجل وامرأة أو علاقة شاذة كما فى حالة رجال الفاتيكان. بين هذا وذاك ترى بعضهم يُعانى من كبتٍ جنسى يظهر فى تعبيرات وجهه، وإيماءاته، وحديثه، وإشاراته وتلميحاته، حتى قد يصل الأمر بأحدهم للتغزل فى أنثى الكلب. تهرب –بعض- رجال الدين الإسلامى من غريزة الجنس، لم يحدث إلا فى الفترات التى صعدت فيها تيارات الإسلام السياسى، إذ كانت عصور الدولة الأموية والعباسية أيضًا حافلة فى آدابها بالحديث عن الجنس وخاصة ما يسميه الإسلاميون ب«اللواط»، بل كان الأمراء يقيسون جمال الفتاة بقرب جمالها من جمال الغلام، وفى أشعارهم التى تتغزل فى المرأة جرأة لم يطرق بابها شعراء ما قبل الإسلام. العقدة التى عانى منها بعض الإسلاميين جعلتهم يسهبون فى مرات الزواج، حتى إن أحدهم تزوج أكثر من 10 زيجات، لكنه يُحافظ على ألا يبقى على ذمته أكثر من 4 زوجات، وبعد فترة يستبدل واحدة بأخرى. عند رجال الدين المسيحى، لم تختلف الأمور كثيرًا، فبعد أزمات كثيرة عن اعتداءات جنسية لقساوسة على أطفال، كان الإنكار سيد الموقف، وكان الانتصار دائمًا لرجال الدين ضد الملائكة. بعد ضغوطٍ عدة، أُجبر بابا الفاتيكان «فرنسيس» على الاعتراف بأن الجرائم قد وقعت بالفعل، وطلب بابا الفاتيكان الصفح، معترفًا بأن ألم الضحايا «تم تجاهله لفترة طويلة، موضحًا أن فضائح الجرائم الجنسية ضد الأطفال أضعفت الكنيسة الكاثوليكية، وقال «فرنسيس» إن الجنس والجاذبية الجنسية (الحب) هبة من الرب، وليسا من المحرمات، على عكس الجنس خارج دائرة الحب، مضيفًا: «الجنس والجاذبية الجنسية هبة يمنحها الرب، وبهذه الصفة، لديه هدفان، هما التعبير عن المحبة ومنح الحياة، والحب بين الرجل والمرأة عندما يكون حبًا جامحًا يقود إلى حياة خالدة». اعتراف بابا الفاتيكان واعتذاره وطلبه الصفح جاء بعد سنوات وكانت المرة الأولى التى لا ينفى فيها البابا الواقعة، وفى المُقابل تيارات الإسلام السياسى ترفض دائمًا الاعتراف بل تصر على الإنكار فى كل الممارسات التى كان بها ضحايا. فى فترة حكم الإخوان، جاءوا بصلاح عبدالمقصود وزيرًا للإعلام وكان عبدالمقصود متحرشًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع كل جريمة يرتكبها على الهواء تخرج منابر الإخوان للدفاع عنه وتبرر أقواله وتفسرها على غير حقيقتها، وهم يدركون أنه أجرم، وكانت أولى وقائع وزير الجماعة حينما قال لمذيعة فى لقاء تليفزيونى على الهواء: «أتمنى أسئلتك متكونش سخنة زيك»، فردت عليه المذيعة بنبرة حادة وقالت أنا أسئلتى فقط سخنة معالى الوزير، ولم يكتف «عبدالمقصود» بذلك إذ كان يُدرك أنه مع كل جريمة يقترفها سيجد من يُدافع عنه كعادة الإسلاميين فى الدفاع عن كل من ينتمى لهم، يتهمون غيرهم بلا دلائل ويبرئون أنفسهم وذويهم بدون دلائل أيضًا، وكانت الواقعة الثانية ل«عبدالمقصود» حينما خرج فى مؤتمر صحفى يتحدث عن التغيير فى المضمون والمحتوى فى ماسبيرو، وقالت له الصحفية: «أين هو التغيير يا فندم»، فرد عليه قائلًا: «ابقى تعالى وأنا أقولك». خرج الإخوان يدافعون عن وزيرهم وبرروا فعلته بأن قالوا إن الوزير يقول لها تعالى للمكتب وسنقدم لك الدلائل بالوثائق على التغيير فى المضمون والمحتوى، وبعدها حذرت قيادات الجماعة عبدالمقصود من تصريحاته المستفزة، إلا أن جماح الكبت الجنسى كان أكبر من عبدالمقصود ومن الجماعة، ففى أحد مؤتمراته الصحفية سألته صحفية سؤالًا عن وزارته فرد قائلًا: «ابقى تعالى وأنا أقولك زى زميلتك وضحك عاليًا، ليتأكد الإخوان وقتها أن عُقدة «عبدالمقصود» الجنسية ليس لها حل». حزب النور كان أيضًا ممن ظهرت أزماتهم مع الجنس، ومنها ما حدث مع النائب على ونيس عضو حزب النور، الذى تم ضبطه فى 2012 من خلال دورية أمنية بإدارة الطرق والمنافذ بمديرية أمن القليوبية، بصحبة فتاة، فى وضع مخل بالآداب العامة داخل سيارته، على الطريق الزراعى بمدينة طوخ. وفى 2014 ظهرت الفضيحة الجنسية المعروفة ب«عنتيل حزب النور» لأمين اللجنة الإعلامية للحرب بمركز السنطة بالغربية، والذى نُشر له 12 مقطعًا جنسيًا مع عدد من السيدات، ونفى حزب النور -وقتها- علاقته به، وقال الحزب فى بيان إن هذا الشخص يقوم بأعمال الدعاية فقط. طارق رمضان حفيد مرشد جماعة الإخوان الأول حسن البنا، وُجهت له اتهامات فى فرنسا بالاغتصاب، إذ تقدمت 4 سيدات بدعاوى قضائية فى فرنسا وسويسرا ضده تتهمه بالاعتداء الجنسى، ووضعت السلطات الفرنسية رمضان قيد الاعتقال حتى لا يهرب أو يهدد ضحاياه اللائى يلاحقنه، إلا أنه نفى هذه الاتهامات عن نفسه قبل أن يعود ويقر معترفًا باعترافات متنوعة فى هذا الصدد. «روزاليوسف» كانت أول من فجر الاعتداءات الجنسية لحفيد المُرشد، وكشفت عن تفاصيل القضية وما اتبعها من إنكاره للتهم، إلا أنه عاد مؤخرًا ليعترف أمام القضاء الفرنسى بأنه أقام علاقات جنسية مع المدعيتين الرئيسيتين اللتين اتهمتاه بالاغتصاب، فى محاولة من للهروب من التهمة الرئيسية بالاغتصاب. معاودة «رمضان» للاعتراف تزيد إلصاق التهمة به إذ كان ينفى الأمر عن نفسه باستمرار ويرى أنها مؤامرة نسائية ضده بسبب مشاركته فى وقفات ضد منع الحجاب فى أوروبا، لكنه بعدما تأكد محاموه أنه فى طريقه لثبوت تهمة الاغتصاب عليه، حاول جعل القضية قائمة على أنها ممارسة جنسية بالتراضى بين الطرفين. منذ شهور، ضبطت الشرطة المغربية الداعية الإسلامى مولاى عم ربن محمد فى وضعٍ مخل مع سيدة تدعى فاطمة النجار والاثنان أعضاء ب«حركة الإصلاح والتوحيد» المغربية (الجناح الدعوية لحزب العدالة والتنمية) الإخوانى، واستفسرت الشرطة عن طبيعة العلاقة بينهما، فادعى الداعية أنها زوجته، ثم قال إنهما متزوجان عرفيًا، وفى الأخير قدم رشوى لرجال الشرطة للتكتم على الحادث. وأصدر المكتب التنفيذى لحركة الإصلاح والتوحيد بيانًا قال فيه إنه تقرر تعليق عضويتهما، وأكد رفضه التام للزواج العرفى وتمسكه بتطبيق المسطرة القانونية كاملة فى أى زواج، واعتبر ما قاما به خطأ، لكن ذلك «لا يمنع من تقدير المكتب لمكانتهما وفضلهما وعطاءاتهما الدعوية والتربوية». بعض رجال الدين كانت تأخذ الفتاوى الجنسية حيزًا كبيرًا من تفكيرهم، بل ذهب البعض للإفتاء بأنه يوجد فى الدين مضاجعة الوداع، أى أن الزوج يُمكنه أن يُضاجع زوجته بعد وفاتها، وهناك من أفتى بأن معاشرة البهائم أمر جائز، وفتوى أخرى بأن استخدام الأدوات الجنسية حلال ولا حرج فيه.