مقرها منطقة السيوف، الحكومة توافق على إنشاء جامعة البحر المتوسط بالإسكندرية    رحيل مداح النبي، لمحات من حياة الدكتور أحمد عمر هاشم بعد وفاته (بروفايل)    أمين عام التجمع يكشف حقيقة اجتماع المكتب السياسي لسحب الثقة من رئيس الحزب    محافظ بورسعيد للطلاب: عليكم بالتمسك بالأخلاق الحميدة التي يرسخها الأزهر الشريف    بعد عامين من الدراسة.. طالب يكتشف أنه «دخل الكلية بالخطأ» في بني سويف    ارتفاع سعر الجنيه الذهب بالصاغة مساء اليوم فى مصر    انخفاض 5 أنواع، أسعار الجبن اليوم الثلاثاء في الأسواق    سعر كيلو الأرز اليوم في الأسواق 2025.10.7    سقوط نيزك كبير قبالة سواحل إندونيسيا    الأمم المتحدة تخصص 9 ملايين دولار لتأمين الوقود اللازم للخدمات الأساسية في غزة    الكشف عن أفضل لاعب في الجولة 7 بالدوري الإنجليزي    الأهلي يحيل ملف ثلاثي الفريق إلى لجنة التخطيط لحسم مصيرهم    بطل المصارعة الأولمبي محمد كيشو يعلن تمثيل منتخب أمريكا «صور»    مانشستر سيتي يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    الحكومة توافق على مشروع قانون حماية المنافسة وإحالته لمجلس النواب    تفاصيل ضبط تشكيل عصابي متخصص في سرقة الدراجات البخارية بالدقهلية    طقس خريفي معتدل الحرارة بشمال سيناء    ضبط 16 طن دقيق مدعم بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    وزير التعليم يهنئ الدكتور خالد العناني لفوزه بمنصب مدير عام اليونيسكو    ليلى عز العرب ضيفة شريهان أبو الحسن في "ست الستات"    «طاعة الحرب» يحصد المركز الأول في ختام الدورة الثامنة ل«القاهرة للمونودراما»    غادة عادل تكشف عن شروط خوضها تجربة عاطفية: «يكون عنده عطاء ومفيش مصالح»    الدكتور أحمد عمر هاشم يتحدث عن حب آل البيت ومكانتهم في قلوب المصريين (فيديو)    حكم الرجوع في التبرعات الموجهة للمؤسسات الخيرية.. دار الإفتاء توضح    الصحة: جولة مفاجئة بمستشفى قطور المركزي بالغربية وإعفاء مديرة إدارة الصيدلة من منصبها    ب«نص كيلو لحمة».. طريقة عمل برجر اقتصادي في البيت بنفس طعم الجاهز    انطلاق مبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم بين تلاميذ المدارس بسوهاج    إزالة مخالفات بناء فى حملة للتنمية المحلية على 3 محافظات.. تفاصيل    وزير العمل: الخميس إجازة مدفوعة للعاملين بالقطاع الخاص بدلاً من 6 أكتوبر    السيسي يوجه ببدء صرف حافز التدريس بقيمة 1000 جنيه.. نوفمبر المقبل    موعد عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم فى الشرقية اليوم    معاكسة فتاة تنتهى بنشوب مشاجرة وإصابة شخصين فى أوسيم    ضبط بؤرة مخدرات فى السويس بحوزتها سموم ب180 مليون جنيه    ضبط 99 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    بعد قطعها ل 6 أجزاء.. حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بقرية ناهيا..الجيزة توضح..فيديو    اجتماع تنسيقى عربى روسى على مستوى السفراء تحضيرا للقمة المشتركة    كايسيدو نجم تشيلسى يتوج بجائزة لاعب الأسبوع فى الدوري الإنجليزي    رئيس الوزراء: السلام الحقيقى بالشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية    وزير الكهرباء: إقامة 27 محطة محولات في سيناء باستثمارات 15 مليار جنيه    كم شخص حصل على جائزة نوبل فى الفيزياء حتى الآن وماذا حدث فى آخر مرتين    لجنة مشتركة بين غرفتي الإسكندرية وباكستان لدراسة فرص استثمارية بين البلدين    وزير الاتصالات يفتتح مركز «فاوندإيفر» لخدمات التعهيد فى الأقصر    من عمر 6 سنوات.. فتح باب التقديم لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني    بورسعيد الدولية لحفظ القرآن:: الراحل أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة    7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم    توافد البعثات المشاركة في بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    جلسة استماع جديدة للزمالك فى شكوى زيزو الأسبوع المقبل    ترامب يلغى الجهود الدبلوماسية مع فنزويلا.. نيويورك تايمز: تصعيد عسكرى محتمل    التضامن الاجتماعي تشارك في فعاليات معرض "إكسبو أصحاب الهمم الدولي" بدبي    الزمالك ينتظر عودة فيريرا لعقد جلسة الحسم    مفاجآت فى واقعة اختفاء لوحة أثرية من مقبرة بسقارة.. فيديو    إسرائيل دخلت «العزل»    وزير الصحة لمجدى يعقوب :الحالات مرضية كانت تُرسل سابقًا للعلاج بالخارج واليوم تُعالج بمركز أسوان للقلب    وزير الصحة يوافق على شغل أعضاء هيئة التمريض العالى المؤهلين تخصصيًا لوظائف إشرافية    مواقيت الصلاة بأسوان الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    هل يمكن ل غادة عادل الدخول في قصة حب جديدة؟.. الفنانة ترد    اشتباكات عنيفة بين قوات «قسد» والجيش السوري في حلب    تعرف على فعاليات اليوم الرابع لمهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثامنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المُفتى ل«روزاليوسف»: المُتاجرة بشعار «الإسلام هو الحل» تسببت فى زيادة المُلحدين
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 15 - 09 - 2018

فشلت جماعة الإخوان فى الحكم، فظن البعض خطأ أن الإسلام السبب وليس الجماعة.. هكذا تحدث الدكتور شوقى علام مُفتى الديار المصرية ل «روزاليوسف»، مؤكدًا أن متاجرة الجماعة بشعار «الإسلام هو الحل» كان سببًا رئيسيًا لزيادة الإلحاد فى المجتمع.
وعن تجديد الخطاب الدينى وتنقيح التراث، قال «علام»: لا يجب الوقوف عند الموروث أو ضده، بل يجب احترامه وإعادة صياغة مناهجه، فلا خير فى أمة هدمت تراثها بأيديها.
وتابع: «2018 هو عام الريادة الدينية لمصر وأصدرت فيه الدار 600 ألف فتوى، ووقفت بالمرصاد للفتاوى الشاذة».
 كيف تتعاملون مع الأفكار المشوهة التى انتشرت فى المجتمع؟
- التشوهات الفكرية انتعشت خلال فترة حكم جماعة الإخوان، نظرًا لكمية الفتاوى المشوهة التى كان يصدرها قيادات «الإرهابية»، إذ رصدنا زيادة فى نسبة الإلحاد بمصر عقب العام الذى سيطرت فيه الجماعة على الحكم بالبلاد، نتيجة استخدامهم شعار «الإسلام هو الحل»، ودار الإفتاء عالجت الكثير من حالات الإلحاد خلال الفترة التالية لحكمهم لأن الشباب ظن بعد اعتراف الإخوان بفشلهم فى حكم البلاد أن الإسلام هو الذى فشل وليست الجماعة التى حكمت وأدخلت الشباب فى مرحلة تشويش فكرى.
 ماذا عن حكم الدين فى الأم والأب اللذين يقتلان أبناءهما بإرادتهما تلك الأيام؟
- هذا أمر يتنافى مع طبيعة الأبوة فهى قائمة على الحنان والشفقة على هذا الولد، فمن النادر أن يقتل الوالد ولده عمدًا، لكن قد يحدث القتل خطأ، وهنا لا يتلقى عقوبة الإعدام، لكن فى بعض القضايا نستشف فى بعض التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة أن هذا الوالد ارتقى بالفعل وقفز فوق الحنان والشفقة إلى دائرة العمد والقصد الذى يريد به قتل ولده، ومن ثم فإن القانون يقول إنه يقتص منه إذا ثبتت عليه التهمة عملًا بالمذهب المالكى. «يقتل أخذًا برأى المالكية».
 إلى أين وصلتم فى أمر تجديد الخطاب الدينى؟
- منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى، ودار الإفتاء تأخذ أمر التجديد على عاتقها، لأنها قضية محورية، ولدينا استراتيجية ننفذها على مسارات متنوعة فى الداخل والخارج، ففى الداخل عمدت الدار إلى تنفيذ أكبر عملية تطوير وتحديث فى أطر الخطاب وأدواته وتنقية ما لحق به من شوائب، واقتحام عوالم جديدة ومساحات حديثة، فكانت الدار سبّاقة فى عالم التواصل الاجتماعى، وأصبحت تتربع على عرش المؤسسات الإسلامية فى العالم من حيث عدد المتابعين والمهتمين، وكثفت الدار من جولات علمائها بالخارج، وقدمت العديد من أوجه الدعم والمساعدة العلمية والتأهيلية لدور الإفتاء فى مختلف الأقطار.
ونهدف من خلال دار الإفتاء إلى قيادة قاطرة تجديد الخطاب الدينى عبر تقديم النماذج الواقعية فى التجديد ومن ثم تخفيف ما لحق بالإسلام من عداء وتشويه تقوم به الجماعات المتطرفة، والتصدى لظاهرتى الفوضى والتطرف فى الفتوى.
 ما العقبات التى تقف فى طريق التجديد؟
- بعض الاتجاهات المعاصرة ترفض التجديد، انطلاقًا من أنه يرتبط فى أذهانهم بأنه مرادف ل«التغيير فى الدين»، وبالطبع نعانى من وجود تيارات تروج لمزاعم واهية حول قضية التجديد، فضلًا عن عدم اقتناع كثيرين بالتجديد وتصورهم أنها دعوة غربية لهدم الإسلام.
 ماذا عن دعوات تنقيح التراث؟
- لا خير فى أمة هدمت تراثها بأيديها، ولكن تعمل على الأخذ منه بما يتوافق مع مستجدات العصر، وهذا هو دأب العلماء الذين حفظوا التراث ونقحوه وطوروا فيه.
وليس معنى تجديد الخطاب الدينى هدم التراث بالكلية والاستغناء عنه، لأن التراث تركة قيِّمة تساعدنا فى البناء واستشراف آفاق المستقبل وعلاج القضايا العصرية التى تطرأ بين الحين والآخر.
والبعض يحاول تشويه التراث الإسلامى والفقهى ويدعو إلى إلغائه ونسفه، وهو أمر غير منطقى، فمن الخطأ رفض ما تركه لنا الفقهاء من ثروة فقهية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث جملة وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح.
 ما دور الدار فى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الدين بالخارج؟
- نسعى لاقتحام عوالم جديدة طوال الوقت، ولدينا دور بناء نسعى لترسيخه من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والتى تعد استجابة لمعطيات الواقع المعاصر ومشكلات المسلمين وأوضاع دولهم وجالياتهم، فالأزمات والمشكلات التى يمر بها المسلمون فى مختلف أرجاء المعمورة، تتطلب استجابات نوعية تواكب حجم المشكلات والتحديات الراهنة، وقد كانت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم أول مؤسسة إسلامية فى العالم تُعنى بتجميع المؤسسات والهيئات العاملة فى الإفتاء فى جميع أنحاء العالم لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابى فى حياة المجتمعات والشعوب، وتزيل عنها ما لحق بها جراء تصدر غير المتخصصين وأنصاف العلماء وأصحاب التوجهات المتطرفة، وتمثل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، المنهج الوسطى المعتدل وتم الإعلان عنها فى 15 من ديسمبر 2015، وعضوية الأمانة متاحة لكل الدول الإسلامية حول العالم طبقًا للائحة الأمانة.
ولدينا برنامج آخر للجولات الخارجية التى يقوم بها علماء الدار، فضلًا عن المحاضرات التى ألقيها بنفسى فى جامعات بالدول الأجنبية.
 ماذا عن التصدى للفتاوى الكاذبة على السوشيال ميديا وهل هناك وحدة مخصصة لذلك؟
- لدينا مراكز بحثية مهمتها التصدى للفتاوى الشاذة، وعلى رأسها «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة»، وهو أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى فى مجال الفتوى، إذ يقدم الدعم العملى والفنى والشرعى اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد للظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، بالإضافة إلى تقديم أنماط التشدد والمتشددين، ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمى والمتبنى لهذا الفكر، ويتابع المرصد كل آليات التكفير سواء الفتاوى أو الآراء فى جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى إيمانًا بأن امتلاكنا منظومة متكاملة للرصد والمتابعة يمكننا من التواصل والتفاعل والتعاطى مع الحدث بشكل أفضل وأسرع وأكثر إيجابية.
وبالطبع ننشر هذه الردود على صفحات التواصل الاجتماعى الرسمية الخاصة بالدار والتى وصل عدد روادها ب«فيسبوك» إلى 7 ملايين متابع.
 كيف تساعدون الشباب الذى يتأثر بما يُنشر حول الإسلام وهو ليس صحيحًا؟
- الشباب يعدون صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة التى تنفذ أچندات خبيثة تحاول استغلال طاقة الشباب فيها، لذا أطلقنا منصات إلكترونية لإيجاد آلية جديدة للتواصل مع الشباب، وأدعو جميع المؤسسات المعنية بالشباب وأفراد الشعب بضرورة زيادة الوعى ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار، كما أن على الأسرة المصرية مسئولية، وعلى المدرسة أن تحصن أبناءنا وتوعيهم ضد الأفكار المتطرفة، ولا بد أن تُبنى هذه التربية على غرس القيم والأخلاق، وكذلك الفضاء الإلكترونى يحتوى على الطيب والخبيث، والجماعات المتطرفة تحاول النفاذ من خلال هذا الخبيث إلى عقول الشباب ببث الأفكار الهدامة فى عقولهم.
ولدينا بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب لإعداد جيل من الشباب أكثر حفاظًا على تعاليم الإسلام الوسطية ويهدف إلى تفسير الفتاوى الخاطئة، فضلًا عن حرصنا على عقد المجالس الإفتائية فى مراكز الشباب بالمحافظات المختلفة، والمحاضرات التى ألقيها فى مختلف الجامعات.
 فى بعض الأوقات تكون هناك تساؤلات على صفحات دار الإفتاء ولا أحد يجيب عنها..لماذا؟
- يوجد مساران للرد على الأسئلة والفتاوى، الأول: خدمة الفتاوى الشفوية التى تعد أساس عمل دار الإفتاء، إذ يتوجه المستفتى بنفسه إلى مقر دار الإفتاء، ويجلس السائل مع أحد أمناء الفتوى فى مكتبه، ويسجل أمين الفتوى بيانات المستفتى وسؤاله، ثم يجيب السائل، ويُسجل السؤال والإجابة الخاصة بالسائل فى نظام مُعَدٍّ لحفظ الفتاوى للاستفادة منها فيما بعدُ من خلال قاعدة بيانات مُعَدَّة لذلك.
والإجابات لا تكون فتاوى فردية أو اجتهادات شخصية من الشيخ، لكنها فتاوى معتمدة فى المؤسسة لا يخرج عنها الإفتاء، وذلك تجنبًا لحدوث الاضطراب أو التضارب فى الفتاوى، فتوحيد الفتوى فى تلك المؤسسة يعالج ما يقع من تضارب للفتوى على الفضائيات ونحوها، وهذه غاية تسعى إليها دار الإفتاء المصرية منذ نشأتها.
أما المسار الثانى فهو خدمة الفتوى الإلكترونية، وهى خدمة تقدمها دار الإفتاء المصرية منذ عام 2000، إذ تستقبل إدارة الفتوى الإلكترونية أسئلة المستفتين عبر نافذة لها على موقع دار الإفتاء، فيضع المستفتى سؤاله عبر نافذة «طلب فتوى»، وبعد أن يكتب سؤاله ويضغط على زر «إرسال» يأخذ رقمًا كوديًّا سريًّا، ويستقبل الباحثون وأمناء الفتوى داخل الإدارة هذه الفتاوى ويجيبون عنها ويراجعونها فقهيًّا، وتكون إجابة الأسئلة فى سرية تامة، ولا يطلع عليها أحد من المستفتين إلا من معه هذا الكود الرقمى فقط، وفى نفس الوقت تعتبر إجابات المستفتين عبر هذه النافذة إجابات شخصية، أى تخص السائل فقط وحاله المذكور فى السؤال، إذ قد تختلف الفتوى إذا أرسلها شخص آخر له ظروف أخرى، فمن المعروف أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، كما يمكن أيضًا إرسال سؤال عن طريق تطبيق المحمول.
 بسقوط جماعة الإخوان هل يمكن الجزم بأن فتاواهم المُسيسة انتهت؟
- لا نستطيع الجزم بانتهائها، لكن يمكننا التأكيد أن دار الإفتاء تقف بالمرصاد ضد الفتاوى التى تصدرها الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى كل مكان، من خلال مرصد الفتاوى المتطرفة والآراء المتشددة.
 ماذا عن حكم الموت الرحيم الذى يطبق فى المستشفيات؟
- الشريعة الإسلامية تحرم هذا الفعل بل وتجرمه وتعده من أكبر الكبائر كما حرمته السنة أيضًا، إذ قال النبي: «إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّة».
ومن ثم فما يسمى بالموت الرحيم أو القتل الرحيم حرام شرعًا، فقد حرم المولى عز وجل قتلٌ النفس التى حرَّم الله قتلها إلا بالحق.
 نريد كشف حساب عما قدمته الدار خلال 2018؟
- تُصدر دار الإفتاء فى نهاية كل عام تقريرها السنوى، والذى يعتبر كشف حساب عما قدمته خلال العام.
وشهدت الدار عام 2017 وكذلك هذا العام 2018 الكثير من الإنجازات على جميع المستويات والأصعدة داخليًا وخارجيًا، فيما يمكن أن يوصف بعام الريادة الدينية لمصر، نظرًا لما تم خلاله من إنجازات مؤثرة يُعد عام الإنجازات الكبرى للدار، فقد صدر عن الدار ما يقرب من 600 ألف فتوى فى هذا العام، وعقدت الدار أيضًا المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم بحضور وفود من 63 دولة، وحققت الدار حضورًا قويًّا فى المحافل الدولية ووسائل الإعلام العالمية، كما حققت أيضًا انطلاقة كبيرة ومؤثرة فى الفضاء الإلكترونى.
 كيف تواجهون فوضى الإفتاء على الفضائيات؟
- حاولنا القضاء على ظاهرة فوضى الفتاوى بالفضائيات من خلال قائمة المفتين الرسمية والتى تضم جميع التخصصات، وشملت القائمة ثلاثة مفتين للديار المصرية، كما أنها ضمت 30 عالمًا رشحتهم مشيخة الأزهر، بالإضافة إلى 20 رشحتهم دار الإفتاء، بالإضافة إلى ظهور وانتشار علماء الدار فى عدد من الفضائيات المختلفة للإجابة عن تساؤلات الناس وفق المنهجية السليمة، مما قطع الطريق على غير المتخصصين فى التصدر للإفتاء.
 كيف تتم مراجعة الفتاوى وتصحيحها من حين لآخر مع تغير الوقت والمكان؟
- الفتوى الصحيحة لابد أن تكون دافعةً للعمران والتنمية، ويستلزم على منّ يُفتى الإحاطة التامة بالواقع والواقعة التى يُفتى فيها، والإلمام بعلم الفتوى، وعلى سبيل المثال هناك فتوى استمر البحثُ فيها ربما أكثر من 60 ساعة بعد استعانةٍ بمتخصصين فى مختلف المجالات؛ نظرًا لقيمة وأهمية إصدار الفتوى وعدم التجرؤ عليها.
وتصحيح الفتوى يأتى من خلال تجديدها، فلكل زمان فتواه، ومع احترامنا للموروث إلا أننا لا يجب أن نقف عنده وكذلك لا نقف ضده، بل نحترمه ونضيف إليه ونعيد صياغة مناهجه بصورة تتسق مع ما أضفناه من مناهج جديدة أيضًا، ولهذا يأتى عنوان مؤتمر هذا العام ليحمل تلك القضية المهمة وهو «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق»، تطبيقًا لما أوصى به الرسول صحابته حينما قال «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، والاجتهاد فى كل عصر فرض، وهذا يدل على أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص.
 خلال أيام يقام المؤتمر العالمى للفتوى.. ما الآليات التى تسعى دار الإفتاء لتحقيقها فى 2018 من خلاله؟
- المؤتمر يُعقد فى 16 من أكتوبر المقبل، وهناك أجندة يعمل عليها المؤتمر خلال الثلاثة أيام المقرر انعقاده فيها وتحمل عددًا من القضايا المعاصرة المهمة التى تشمل المستجدات فى الاقتصاد والسياسة والاجتماع والطب والفضاء الإلكترونى.
يشارك فى هذا المؤتمر العالمى وفود أكثر من 50 دولة من مختلف قارات العالم خلال فعاليات المؤتمر، الذى أعتقد أنه سيكون مرآة صادقة لأهمية التجديد فى مجال الإفتاء، لأن معيار حركة التجديد الإفتائى لا يظهر فى مجال كما يتجلى فى صحة الفتوى فى المستجدات والنوازل المعاصرة.
ومؤتمر هذا العام هو المؤتمر الرابع الذى تعقده «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» التابعة لدار الإفتاء المصرية، ويعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويحمل عنوانًا لقضية مهمة وهى «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق».
 حدثنا عن أبرز محاور المؤتمر؟
- المؤتمر سيعنى بمناقشة عدد من القضايا الحيوية المعاصرة والتى ستشمل الحديث عن الإشكاليات الطبية والاقتصادية والاجتماعية والصحية أيضًا، وتحديدًا لدينا محاور مهمة على أچندة المؤتمر، يتناول المحور الأول منها قضية «الأصول المنهجية لفقه النوازل»، والثانى يناقش «الأصول المنهجية للتجديد فى الفتوى»، أما الثالث فسوف يتناول «ضوابط الإفتاء فى قضايا حقوق الإنسان»، والرابع يتحدث عن «ضوابط الإفتاء فى المستجدات الطبية»، كما يتحدث الخامس عن «ضوابط الإفتاء فى المستجدات الاقتصادية»، ويشمل المحور السادس والأخير «ضوابط الإفتاء فى قضايا الشأن العام والدولة».
ويأتى اختيارنا لتلك القضايا على وجه التحديد لأن معيار حركة التجديد الإفتائى لا يظهر فى مجال كما يتجلى فى صحة الفتوى فى المستجدات والنوازل المعاصرة.
 وهل هناك مبادرات يتبناها المؤتمر؟
- نعم بالتأكيد.. كعادتنا فى مؤتمراتنا كل عام سيتبنى المؤتمر وضع ميثاق عالمى جامع للفتوى، فضلًا عن محاولة وضع مؤشر عال للفتوى، وكذلك صياغة منهج دراسى للفتوى» من أجل الحوار وتبسيط المفاهيم.
كما سنعمل من خلال المؤتمر هذا العام على وضع ضوابط وآليات للتجديد فى الفتوى، وكذلك المؤهلات الواجب توافرها لمن يتصدى للإفتاء، ودور المجامع الفقهية والاجتهاد الاجتماعى فى معالجة المستجدات.
 ماذا عن صناعة وتأهيل جيل الشباب من الدعاة؟
- عزمنا على إنشاء مبادرة تختص بوضع برنامج تدريبى لإكساب مجموعة من المتدربين المشتغلين بالعلوم الشرعية المهارات الإفتائية، والعلمية، والفنية اللازمة لرفع كفاءة وجودة الأداء الإفتائى لديهم، ومن ثم رفع كفاءة وفعالية المؤسسات الإفتائية إن كانوا بالفعل يمارسون الإفتاء فيها.
ونأمل خلال المؤتمر العالمى القادم أن ننجح فى إرشاد المستفتين إلى ضوابط وقواعد للعيش فى زمانهم مستفيدين بسنَّة سلفهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.