أعلن الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، توصيات مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى عقد على مدى يومين، تحت عنوان التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة، والمسارعة إلى العناية بتقريب الفقه الإسلامى المعاصر للجاليات المسلمة حول العالم عن طريق تقديم الحلول الشرعية المناسبة، وترجمة الفتاوى المناسبة لأحوال المسلمين فى الخارج للغات البلاد المختلفة، والدعوة إلى الالتفاف حول المرجعيات الإسلامية الكبرى فى العالم وعلى رأسها الأزهر ومنهجه الوسطى الجامع بين الحفاظ على النصوص والتراث والحفاظ على المقاصد والمصالح. كما أوصى المؤتمر باعتماد فتاوى المجامع الفقهية فتاوى مرجعية مع مراعاة تغير الفتاوى بتغير المكان والأحوال والأزمان، واستنكر المؤتمر الجهود الإرهابية الآثمة التى تحاول استغلال الجاليات الإسلامية أو المسلمين الجدد فى تمرير أهدافهم الدنيئة والزج بهم فى براثن التطرّف والإرهاب، ودعم جولات الزيارات المتبادلة للمفتين المؤهلين المعتمدين وللمتدربين على الإفتاء فى قضايا المسلمين فى الخارج، والعناية الخاصة بالمسلمين الجدد بإصدار مناهج تعليمية معتمدة لتعليمهم صحيح الدين، وإصدار برامج تدريبية ومعسكرات تثقيفية يرد فيها على فتاواهم وأسئلتهم بشكل صحيح. ودعا المؤتمر إلى إنشاء قاعدة بيانات للمراكز الإسلامية الموجودة فى دول العالم المختلفة، مع التعريف بها، والتعاون معها لكونها وسيلة للتواصل بين المسلمين حول العالم، ووسيلة للحوار بين العالم الإسلامى والآخر، والاستفادة من وسائل الاتصالات المعاصرة وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعى لتبادل الأفكار حول شئون الجاليات الإسلامية فى الخارج والتعرف على مشكلاتهم، والدعوة إلى أهمية إصدار تشريع يجرم الفتوى من غير المتخصصين ودعوة الجميع إلى تفعيله والالتزامِ به، ودعم البرامج التدريبية التى تقدمها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم لرفع مهارة وكفاءة الدعاة وأئمة المساجد الإفتائية، وإنشاء لجان علميةٍ لتنفيذ توصيات المؤتمر ترفع تقارير دورية للأمانة حول سبل وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ. وضم المؤتمر الذى عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، مفتين وعلماء دين من 80 دولة وعددا من أعضاء هيئة كبار العلماء والوزراء، والسفراء من الدول العربية والإسلامية، وناقش فى جلساته على مدى يومين متتاليين عددا من الأبحاث جاء فى مقدمتها تجارب المؤسسات الافتائية للجاليات المسلمة تجاه قضاياهم، ودعم وتأهيل قادة الرأى الدينى فى مجال الإفتاء فى الخارج، وخبرات المؤسسات الإفتائية فى العالم الإسلامى فى التواصل مع الأقليات، وأيضا فقه النوازل والتجديد فى الأحكام الفقهية بما يحقق مصلحة الأقليات المسلمة، وأيضا تمت مناقشة أبحاث، إشكاليات التشدد فى فتاوى الأقليات، ونماذج التعايش فى عصر النبوة، وكذلك مداخل توسيع دلالات النصوص الشرعية لاستيعاب النوازل والمستجدات، وأثر المتغيرات الأربعة فى مناسبة الفتوى لمجتمع الأقليات، ومرتكزات برنامج علمى لتأهيل أئمة المساجد. كما شملت محاور المؤتمر أبحاثا متعددة أخرى منها، كيفية مواجهة الإفتاء ظاهرة الخوف من «الاسلاموفوبيا»، والتهديدات الاجتماعية والسياسية والقانونية للأقليات المسلمة وكيفية التعامل معها، والتعايش فى الإسلام، ووسائل مواجهة التحديات الاقتصادية للأقليات الإسلامية عبر الإفتاء، وكذلك ظاهرة الإسلاموفوبيا وعلاقتها بالفتوي.