خدعوك فقالوا: «اليد الواحدة لا تصفق»، والحقيقة أنها تصفق بمفردها إذا كانت مصرية، تتحلى بالإرادة التى أثبتت على مر التاريخ أنها لا تعرف كلمة المستحيل فى قاموسها، ودائمًا فى التحدى ترفع شعار «نفوز أو نفوز». من صور دهس المصريين للمستحيل الفوز المتكرر فى مسابقات متحدى الإعاقة (ذوى الاحتياجات الخاصة)، بل أصبح متحدو الإعاقة يشاركون فى مسابقات الأصحاء ويتفقون عليهم. عمر حجازي، شاب شاء القدر أن تُبتر ساقه فى حادث منذ الصغر، فاتخذ من الحادث نقطة انطلاق للطيران فى سماء الإبداع، فحقق أرقامًا انحنى لها التاريخ على المستوى المحلي، والأسبوع الماضى جعل العالم كله يقف له إجلالًا وترحيبًا، إذ شارك فى أول تحد عالمى له، وذلك فى بطولة شمال إنجلترا الدولية للبحر المفتوح فى «ويندرمير». «حجازي» تلقى دعوة للمشاركة بالبطولة، رغم أنها بطولة مخصصة للأسوياء بدنيًا، ليكون أول منّ يشارك بساق واحدة فى هذه البطولة، وشارك فى فئة ال5 كيلو مترات. فى 8 يونيو رفع السباح المصرى علم مصر لأول مرة فى بطولة شمال إنجلترا الدولية, وأيضًا لتشجيع المنتخب المصرى ومساندته فى كأس العالم بروسيا وفقًا للمبادرة التى أطلقها (شجع مصر بطريقتك). قبل الوصول لمكان السباق واجهته بعض المشاكل مثل تعطل السيارة المخصصة لنقله لمكان البطولة، ومن ثم كانت مشاركته فى البطولة مهددة، وذلك بالتوازى مع مخاوفه الطبيعية من مشاركته لأول مرة فى السباحة ببحيرة مفتوحة بجانب أكبر السباحين. مع الأخذ فى الاعتبار برودة المياه والتى وصلت إلى 19 درجة مئوية. ورغم كل الظروف والصعوبات تمكن «حجازي» من تحقيق رقم قياسي بعبور 5 كيلو مترات فى ساعتين و17 دقيقة و27 ثانية من بين 10 آلاف سباح شاركوا فى البطولة من كل أنحاء العالم , ليثبت للعالم أنه قادر على قهر الصعاب ويستطيع منافسة الأسوياء وتسجيل أرقام عالمية أيضًا. جون كاسن، السفير البريطانى بمصر عبر عن سعادته بما حققه «حجازي»، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قائلًا: «أنت مصدر إلهام لنا، وبريطانيا تشرفت بمشاركتك فى بطولة البحر المفتوح بإنجلترا، وأضم صوتى لصوتك، أن ذوى الاحتياجات مش فى عالم لوحدهم , لأنهم ينافسون الأسوياء ويهزمون بعضهم كمان». يحكى حجازى عن أولى فتراته بعد حادثة البتر، بأن خوفه الوحيد كان من أنه لن يستطيع استكمال حياة المغامرة التى كان يعيشها قبل الحادثة، فكان دائمًا يبحث عن المخاطر ويتحدى نفسه بأنه يستطيع فعل أى شيء. بدأ عُمر بعد الحادثة الرجوع إلى روتينه اليومى فى الجيم لاسترجاع لياقته وتقوية عضلات يديه أيضًا، ثم بدأت روح المغامرة تعود إليه من جديد فبدأ بالتدريب على كيفية صعود الجبال بقدم واحدة، واستطاع أن يفعلها وتسلق الجبل، فى هذه اللحظة أيقن أنه يستطيع فعل أى شيء فقرر العودة لكل رياضاته التى أحبها وكان يمارسها فعاد إلى السباحة والغوص وتسلق الجبال. فى إبريل 2017 تمكن حجازى من تحقيق أول إنجاز فى السباحة، تحت شعار حملة (I choose)، إذ تمكن من السباحة من الأردن لطابا بساق واحدة مسافة 20 كيلو متر فى 9 ساعات , وأوضح وقتها الصعوبات التى واجهته أثناء السباحة قائلًا: إن تيارات الماء وأحوال الطقس كانت غير مستقرة بالإضافة إلى أن المنطقة كانت ممتلئة بالقناديل واضطررت للمرور بهذه المنطقة، لكني لم أتعرض للدغاتها. ووصف إحساسه بهذه اللحظة بأنه يقهر أى صعوبات تقف أمامه وأنه ليس عاجزا كما يزعم البعض، وأكد أنه شعر بسعادة فائقة عندما تمكن كأول عربى ومصرى من العبور من الأردن لطابا بساق واحدة. «حجازي» بدأ ثانى مبادراته فى نوفمبر 2017 وكانت عبور البحر من الأردن لطابا، ب(الكاياك) وليس بالسباحة مع فريق بقيادة يارا شلبي, وكانت مشاركته فى هذه المبادرة لدعم مشاركة المرأة فى هذه المغامرات وإعطائها الفرصة لتولى القيادة، إلا أن هذه المبادرة لم تكتمل بنجاح بسبب سوء الأحوال الجوية التى أجبرتهم على التوقف بمنتصف العبور. انتقل حجازى بعد ذلك إلى ركوب الدراجات بمشاركة ياسين الزغبى أحد الشباب المغامرين أيضًا بساق واحدة وبدأ بحملة (شجع مصر بطريقتك) وكانت لمساندة المنتخب المصرى بكأس العالم، وكانت طريقة تشجيعهما للمنتخب عن طريق المغامرة، فتحركا من طابا لنويبع لرفع علم مصر وللتحضير لإحدى المغامرات, فكانت هذه المبادرة فى حب مصر ورفع معنويات لاعبى المنتخب المصرى أثناء تدريباتهم. كما لم تتوقف مساندتهما لحملتهما (شجع مصر بطريقتك) فوق الجبال والرمال فقط, فقد حرصا على التأييد غوصا تحت الماء فى البحر الأحمر حاملين علم مصر وعليه شجع مصر بطريقتك.