"الإرادة".. سلاح فتاك إذا أحسن الشخص استغلاله قهر به كل الصعاب، وتحدي العالم ليحقق ما يُريد من إنجازات وانتصارات، وفي كثير من الأحيان يمكن للإرادة القوية أن تنتصر حتي علي الإعاقة الجسدية، وبينما يظن كثيرون أن صاحب الإعاقة قد انتهي للأبد، تدفعه إرادته للتقدم في صفوف الناجحين والمتميزين. دخل موسوعة »جينيس».. وهدفه لفت أنظار العالم إلي سيناء عمر حجازي صاحب ال27 عامًا، واحد من هذه النماذج المُشرفة، نجح بعزيمة وإصرار وإرادة من فولاذ في الوصول إلي العالمية مُتحديًا إعاقته، التي أُصيب بها، قبل 3 سنوات، في حادث دراجة نارية أفقده ساقه اليسري، لكنه أصر علي التغلب علي اليأس واستعاد قوته بالتدريب، وسرعان ما عاد لممارسة رياضات خطرة، كان يستمتع بها قبل الحادث، من بينها تسلق الجبال والغوص في أعماق البحار. نجح المُغامر المصري، في السباحة من الأردن إلي مصر، خلال 8 ساعات فقط، قاطعًا مسافة تمتد ل20 كيلو مترًا، بعرض خليج العقبة، في البحر الأحمر، ويأمل صاحب الإرادة الفولاذية أن تُلهم إنجازاته آخرين علي العمل لتحقيق أحلامهم، بغض النظر عن الانتكاسات التي ربما يعانون منها. ويقول حجازي: "قبل تعرضي للحادث كُنت أُمارس رياضات خطيرة، وبعد أن فقدت ساقي، واظبت علي التدريب، وتمكنت من تسلق أحد الجبال الشاهقة بنجاح، الأمر الذي دفعني للتفكير في الخطوة التالية، فاخترت السباحة لمسافات طويلة، لأنها مغامرة حقيقية تتميز بالصعوبة، الأمر الذي اعتبرته بمثابة تحد لي، كما أنني أردت أن أرفع علم بلدي التي أحبها، وأن أُسلط الضوء علي قضية أومن بها". ورغم صعوبة الرحلة، وخطورة السباحة في خليج العقبة الذي يعج بالشُعاب المرجانية، إلا أن المصري المعجزة نجح في كتابة اسمه بسجلات الأبطال بموسوعة "جينيس" كأول مصري يخوض تلك المُغامرة مُتحديًا إعاقته، وذلك في رسالة عالمية لتشجيع السياحة المصرية، والدعوة للأمل والقوة والحياة، بعد أن تحدي تحول قدمه إلي قدم حديدية بالكامل، وتمكن من أن يعيش حياته ويمارس كل الرياضات التي يعشقها من السباحة إلي تسلق الجبال، والغطس، وغيرها. يؤمن عمر بأن الإنسان هو صاحب قراره ومصيره وما يؤول إليه بعد ذلك، فليس هناك أي عائق يستطيع الوقوف أمام الإنسان إلا أفكاره التي يستطيع أن يتحداها ويثور عليها، فالإنسان وحده هو من يختار أن يكون ناجحًا أو فاشلًا، مُشيرًا إلي أن ساعات تدريبه كانت تصل أحيانًا إلي 10 ساعات يوميًا، بعد أن وضع لنفسه خطة تحتاج إلي عام ونصف لتنفيذها لتحقيق حلم السباحة من مصر إلي الأردن. ورغم إصابته أثناء عودته من سيناء في حادث السير الذي أدي إلي فقدان قدمه، إلا أنه مازال يعشق سيناء، واصفًا إياها بأنها المكان الوحيد في العالم الذي يجمع بين الشمس الساطعة والبحر والجبال، ويؤكد حجازي، أن عبوره خليج العقبة سابحًا من الأردن إلي طابا كان بهدف جذب الأنظار إلي سيناء والتأكيد للعالم أنها آمنة، إضافة إلي دعوة كل سباحي العالم لزيارتها، مُشيرًا إلي أنه يزور جنوبسيناء 4 مرات سنويًا، وخصوصًا طابا ودهب.