يعشق المغامرة منذ صغره، فقد مارس العديد من الرياضات، لكنه فى كل مرة لم يجد نفسه سوى فى الرياضات التى لها علاقة بالجبال والبحر «كالتسلق والغوص والسباحة فى البحر لمسافات طويلة».. فالمغامرة هى عشقه الأول والأخير, وشيء أساسى فى حياته.. لم يتوقع يوما، أن هذه الحياة قد أوشكت على الانتهاء.. خاصة بعد تعرضه لحادث سير أليم بالموتوسيكل أثناء عودته من سيناء الى مصر، أدى إلى بتر رجله اليسرى، ما عرضه لأزمة نفسية شديدة، كادت أن تقضى على هدفه تماما.. وقتها لم يكن يعلم أن هذه الحادثة ستكون سببا فى بداية الانطلاق والشهرة التى ستغير مسار حياته وتسليط الأضواء على الإنجاز الذى حققه بعد ذلك.. فسرعان ما تخطى هذه الأزمة، وعاد بشكل أقوى من الأول.. ليثبت لنفسه أن إعاقته ليست عائقا فى حياته.. بل بالعكس كانت الدافع الأساسى وراء إصراره على تحدى نفسه.. المغامر والمستكشف عمر حجازى الذى تحدى ظروف إعاقته ليفاجئنا بإنجاز وتحدٍ كبير حيث قام بعبور خليج العقبة من الأردن إلى طابا المصرية فى 8 ساعات ليكون بذلك أول مصرى قام بعبور هذه المسافة التى تتعدى ال20 كيلومترًا. • من عمر حجازى؟ - أنا شاب عندى 26 سنة.. أحب ممارسة الرياضة وخصوصا الرياضات ذات الطابع الاستكشافى التى بها نوع من المغامرة. • كيف كانت حياتك قبل الحادث؟ - كنت أمارس رياضة السباحة.. وكنت مهتمًا بالعديد من الرياضات وخصوصا رياضات المغامرة مثل تسلق الجبال والغوص.. لكن بعد الحادثة ركزت أكثر فى السباحة. • هل هذا تحدٍ نفسى أم منافسة مع أشخاص؟ - لا طبعا تحدٍ نفسى خاصة بعد الحادث.. فأنا أعشق المغامرات الاستكشافية وأحب أكتشف كل ما هو جديد ولم يكتشف من قبل.. وأرفع عليه اسمى واسم بلدى.. وهذا هو هدفى من البداية.. «فالعقبة» لم تكن المغامرة الأولى والأخيرة.. فهناك مغامرات أخرى فى الطريق. • وهل فكرة عبور العقبة من الأردن إلى طابا سباحة كانت وليدة اللحظة؟ - لا بالعكس، فقد عانيت كثيرا بعد الحادث من مشاكل اجتماعية ونفسية وغيرهما من المشاكل.. فقلت وقتها لنفسى يجب أن أبحث عن طريق يخرجنى من هذا الظلام، وأرجع منه لحياتى مثلما كانت من قبل.. لذلك قررت أن أرجع ولكن بشكل أقوى مما كنت عليه قبل الحادث.. ولأننى أحب السباحة، فضلت أن تكون المغامرة فى المياه.. ومن هنا جاءت فكرة «العقبة».. وبالفعل فقد لاقى الحدث صدى كبيرا فى الدول العربية والدول الأجنبية. • وكيف كان إحساسك وقتها؟ - إحساس، من الصعب وصفه.. خاصة اللحظة التى كنت أرفع فيها علم بلدى. • سبب اختيارك لهذا المكان؟ - لأنه لا يوجد عربى ولا مصرى ولا حتى مغامر أجنبى فعل هذا من قبل فى هذا المكان. • كيف جهزت لهذه المغامرة؟ - قمت بالتدريب قبلها بسنة ونصف.. وكنت أتمرن ما بين 5 إلى 9 ساعات يوميا، داخل حمام سباحة نادى 6 أكتوبر.. نادى المدينة التى أقيم فيها.. وعندما اقتربت من تحقيق الوقت الذى أريده.. سافرت الى طابا هايتس قبلها بشهر.. وقمت بعمل معسكر هناك، وبدأت أتمرن فى المكان الذى سأسبح فيه.. كما قمت بتعيين فريق عمل كامل مكون من مدربين وطبيب فى المركبة المساندة لى طول المغامرة. • ماذا عن التنسيق والتمويل؟ - فى البداية كنت أصرف من جيبى الخاص فترة كبيرة..حتى بدأت أنسق مع رعاة رسميين، فالحدث كان كبيرا.. فهو ليس فقط سباحة، بل تصاريح ومراكب.. وبالفعل دعموا الموضوع بشكل كبير، ومن أكثر من اتجاه.. أيضا نادى 6 أكتوبر. • لماذا سميت الحدث ب«ichoose»؟ - لأن البداية جاءت بعد أزمة نفسية شديدة.. وكان الاختيار وقتها بين أكون أو لا أكون.. ولاننى اخترت أن أكون وأعود أقوى من الأول، فسميت الحملة بهذا الاسم.. فهذا الإدراك فرق معى كثيرا. • مغامراتك القادمة؟ - من الصعب أن أفصح عنها الآن، لكن السنة القادمة سيكون بها حدث آخر كبير.•