من كان ليتخيل أن «نعمة الله» زوجة «الحاج متولى» وصاحبة أشهر «غوايش» فى مصر، قد تصبح يومًا إحدى المتربعات على عرش الدراما المصرية، بل ضمن قائمة «النجوم» الأعلى أجرًا على الإطلاق؟! منذ «زهرة وأزواجها الخمسة» ينتظر المصريون بدون شوق طلة «غادة عبدالرازق» الرمضانية، فها هى الآن تعود إليهم فى مسلسل نجح فى أن يظفر بأقل نسبة مشاهدات فى رمضان 2018.. «ضد مجهول» بشخصية تنتقم من أعدائها مرة أخرى.. مهندسة الديكور «ندى وصفى». ربما كانت «غادة عبد الرازق» تمتلك موهبة، وربما تمتلك أيضًا رصيدًا فنيًا ليس متواضعًا من المسلسلات أو الأفلام التى وصل عددها بالتمام والكمال 74 عملاً حمل اسمها على مدار أكثر من نصف قرن، لكن بالتأكيد الشىء الذى جعلها تتجه إلى الوسط الفنى بعد تخرجها فى كلية الحاسبات، هو نفسه الشىء الذى يجذب أترابها من الفتيات الحالمات اللاتى يرين فى أنفسهن جمالاً محمودًا.. هذا الشىء هو «الشهرة». إذا نظرت إلى تاريخ «غادة» كله ستجد أن أعمالاً قليلة هى التى حققت نجاحًا «فنيًا»، ربما يعزو ذلك إلى أسباب تتعلق برغبة الشهرة، التى جعلتها تتزوج فى سنٍ صغيرة-17 عاما-من «عادل القزاز» رجل الأعمال السعودى ووالد ابنتها «روتانا»، والذى كان لها بمثابة «وش الخير». فبعد طلاقهما، ظلت على نفس وتيرة الزواج من رجال الأعمال إلى أن لبى الحظ تلك الرغبة لتنطلق من بعدها إلى مجال الإعلانات، ومن ثم إلى الشاشتين الفضية والصغيرة، بفضل المخرج «محمدعبدالعزيز»، الذى شاهد طلتها للمرة الأولى فى فيلم «لماضة» بطولة شريهان، فنراها منذ عام 1996 حتى الألفية الجديدة، تظهر فى أعمالٍ صغيرة وأدوار متواضعة، مثل مسلسل «ألف ليلة وليلة» وفيلم «أجدع ناس» بطولة «كمال الشناوى» ثم «البطل» مع «أحمد زكى» و«جمال عبدالناصر» مع «خالد الصاوى» و«امرأة تحت المراقبة» و«الأجندة الحمراء». ظلت «غادة» تعانى من مرحلة الانتشار إلى أن رآها المايسترو «نور الشريف» وأدرك جيدًا بعين الأستاذ أنها صاحبة موهبة دفينة، ليقرر أن تكون إحدى بطلات مسلسله الجديد «عائلة الحاج متولى»، فلم تنفتح لها «طاقة القدر» رغم أهمية الدور وحضورها الفنى الآسر، إذ ما لبثت أن خرجت من تلك المرحلة إلى مرحلة أخرى، ألا وهى «الدور الثانى». فقد ظهرت فى «الدور الثانى» بالعديد من الأفلام والمسلسلات من قبيل «محمود المصرى» ومسرحية «طرائيعو» وفيلم «عن العشق والهوى»، و«عودة الندلة» و«زى الهوى» و«90 دقيقة». إلا أن هناك أستاذًا آخر من المدرسة «الشاهنية» رأى تلكم الموهبة وهالته ضياعها فى أفلام المقاولات إنه «خالد يوسف» أعاد صقل «غادة عبدالرازق» عن جدارة وقدمها فى أهم أفلام المدرسة الواقعية فى تاريخ السينما، فتظهر فى مشاهد قليلة فقط فى «حين ميسرة» وتصبح حديث النقاد، ويكون دورها فى «دكان شحاتة» مؤثرًا فى سياقه الدرامى دون أن نشعر، رغم ضآلة الدور نسبيًا، ويجعلها المتسلطة فى «الريس عمر حرب» وال«جميلة» فى «كف القمر»، واللعوب فى «كلمنى شكرًا». ورغم القطيعة الشهيرة بينهما، إلا أنها ظلت وفية لتعاليم الأستاذ وإن لم تدرك ذلك، فنراها استغلت تلكم الموهبة بمفردها فى «الباطنية» مع «صلاح السعدنى»، لتقرر بعدها أن تظفر بالدور الأول وتطوى صفحة الانتشار للأبد. ومنذ ثورة يناير التى ولدت من رحمها مدرسة جديدة فى الدراما المصرية تختلف عن سابقتها شكلاً وموضوعا، عكفت «غادة عبدالرازق» على بناء محراب خاص بها، هى فقط من يدخله، فلا غيرها من النجمات يستطعن حتى الاقتراب منه. فمنذ «زهرة وأزواجها الخمسة» مرورًا ب«مع سبق الإصرار» و«سمارة» و«الكابوس» و«السيدة الأولى» و«أرض جو»، تمحورت جميع أعمالها الدرامية حول الانتقام ومسلسلها الجديد هذا العام ليس باستثناء، فوضعت نفسها فى مرحلة جديدة هى «التكرار» فقد كررت فيها نفس أخطاء الماضى فقط من أجل رغبة التواجد والشهرة.