منطقة مختلفة من الكوميديا يلعب فيها «أحمد أمين» بمفرده، ظهرت ملامحها منذ سنوات طويلة، حيث عمل فى تأليف مسلسلات الرسوم المتحركة، التى نالت قدرًا كبيرًا من النجاح وقت عرضها، ومن أشهرها مسلسل «بسنت ودياسطى»، و«القبطان عزوز»، لكن موهبته فى تقديم الكوميديا وليس فقط كتابتها تأكدت بعد عرض حلقات برنامج «البلاتوة» الذى قدمه على مدار أربعة مواسم، حقق خلالها نجاحا كبيرا، أهله لاحتراف التمثيل، فشارك فى مسلسل «خلصانة بشياكة»، ومن بعده فيلم «الكنز»، وفى رمضان هذا العام، يخطو «أمين» أولى خطواته الجادة فى عالم التمثيل، حيث يشارك «أكرم حسنى» بطولة المسلسل الكوميدى «الوصية»، والذى تمكن من خلق بصمة خاصة بين بقية المسلسلات الكوميدية، حيث يقدم من خلاله أمين (كوميديا طازجة) لم تستهلكها الإيفيهات السمجة، التى باتت تشكل نقطة ضعف فى أغلب المسلسلات، وفى السطور التالية نحاور «أحمد أمين» حول المسلسل، وخططه المستقبلية، وعن مصير الجزء الرابع من برنامج «البلاتوة» بعد ما تردد من خلاف بينه وبين قناة النهار.. وإلى نص الحوار كيف جاء الانتقال من عالم كتابة مسلسلات الرسوم المتحركة، إلى التمثيل؟ - على العكس، أنا بدأت التمثيل فى المدرسة، وأخرجت عروضا مسرحية فى الجامعة، لكن بعد التخرج، قررت البعد عن التمثيل، وعملت فى الصحافة، وكتابة مسلسلات الرسوم المتحركة، ثم قررت العودة مجددا إلى التمثيل من خلال تقديم برنامج «البلاتوة» بنفسى، والذى هو عبارة عن مجموعة اسكتشات كوميدية، وليس فقط الإشراف على كتابته، ومن بعده، قررت استئناف مسيرة التمثيل مرة أخرى. وكيف ترى الفرق بين تقديم الاسكتشات الكوميدية فى البرنامج، وبين بطولة مسلسل كوميدى؟ - الأمور لا تقاس هكذا، فالاسكتشات الكوميدية التى قدمتها فى البرنامج هى مشاهد تمثيلية بالأساس، إذن فالتغيير لن يكون فى فكرة التمثيل، لكن الفرق أن شخصية «سمسم» التى أقدمها فى مسلسل «الوصية»، بها الكثير من التفاصيل، التى حاولت أن أقدمها بشكل جديد، ومختلف، لذلك عقدت اجتماعات كثيرة مع المؤلف «أيمن وتار»، بالإضافة إلى نقاشات عديدة مع المخرج «خالد الحلفاوى» من أجل وضع ملامح واضحة للشخصية، وبالتأكيد سهرات طويلة مع «أكرم حسنى» والذى تناقشت معه فى كل التفاصيل، والحقيقة أنه قد حدث بينى وبين «أكرم» قدر كبير من التفاهم، وكيميا من نوع خاص، وكأننا أصحاب منذ زمن، وقد انعكس ذلك على الكواليس التى كنا نقضى فيها أوقاتا ممتعة للغاية، وأتمنى أن ينعكس ذلك على الشاشة أيضا، وبالمناسبة، «أكرم حسنى» هو من رشحنى لمشاركته بطولة العمل. قلت أنك عقدت اجتماعات مع المؤلف قبل التصوير، هل هذا يعنى أنك قمت بتعديلات فى السيناريو كما كنت تفعل فى «البلاتوه» بصفتك المشرف على ورشة الكتابة الخاصة به؟ - بالطبع قمت ببعض الإضافات التى تصب فى مصلحة العمل، وكان «أكرم» يقوم معى بنفس الدور، لأنه كان مسئولا أيضا عن ورشة الكتابة فى كل برامجه، وقد ساعدنا على القيام بذلك أن مؤلف المسلسل هو صديقنا الموهوب «أيمن وتار»، مما منحنا الفرصة لأن نتعاون من أجل أن نصل لأفضل نتيجة تخلق كوميديا من كل مشهد دون ابتذال، خاصة أن مخرج العمل هو «خالد الحلفاوى»، الذى أعتبره تيرمومتر الاستظراف والتطويل، حيث ينبهنا بمجرد حدوث ذلك، فهو مخرج متمكن، وأحببت التجربة معه جدًا. على ذكر الابتذال، يلجأ بعض صناع المسلسلات الكوميدية إلى الإيفيهات الجنسية الصريحة فى محاولة لانتزاع الضحكات، هل ترى فى هذا اللجوء نوعا من الاستسهال؟ - لا أعلم تحديدا لماذا يلجأون إلى ذلك، لكن كل ما أعلمه هو أننى اكتشفت أن الأطفال يتابعون أعمالى ويحفظون مقاطع كاملة منها، وهذا يعنى أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا كبيرة جدا، خاصة أننا جميعا قد تم تشكيل وجداننا من التليفزيون، وبشكل شخصى كنت أعتبر «فؤاد المهندس» جزءا من عائلتى من شدة تأثرى به، وبأعماله، وطالما كتب علينا أن نستلم تلك الراية فلا بد أن نعى حجم مسئولية أن نشكل عقول الناس ووجدانهم. هل لذلك السبب أنشأت شركة لإنتاج المحتوى الكوميدى؟ - أنشأت الشركة لأنى اكتشفت أنه لا يوجد أماكن لإعداد الكتاب، وتحديد أجورهم، وتطوير أدواتهم، ولا يوجد نوادى كوميديا، أو مدارس ارتجال كما فى عواصم صناعة الترفيه فى العالم مثل نيويورك، خاصة أن هناك أجيالا شابة قوية، ومتميزة فى هذا المجال، ولا تجد من يرعاها. وما طبيعة عمل تلك الشركة؟ أصبحت وكيل أعمال لمجموعة متميزة من كتاب الكوميديا، وستكون إدارة الشركة مسئولة عن تقديم عملهم للسوق بشكل جيد، وبالمناسبة فإن برنامجى تحول لواحد من تلك الأعمال المطلوب منهم كتابتها، بالإضافة إلى أنهم كتبوا أكثر من عمل سيتم الإعلان عنهم قربيا. وما مصير برنامجك بعد خلافك مع قناة النهار الذى اشتعل منذ عدة أشهر؟ - ليس لدى جديد أقوله حول تلك الأزمة، فالقناة هى من أوقفت إنتاج البرنامج لمرورها بأزمة مالية، والحلقات التى عرضت مؤخرًا كانت معادة، لكن تم تقديمها بشكل مهين، وهو ما أخرجنى عن صمتى، ومع ذلك يوجد موسم جديد من «البلاتوه» يجرى التحضير له حاليا، وفعلا لا يوجد لدى تفاصيل أكثر من ذلك، لأننا مازلنا نعمل. من بين الأعمال الكوميدية فى رمضان، (عزمى وأشجان، سك على إخواتك، ربع رومى، أرض النفاق) أيهما تشعر أنه منافس قوى ل«الوصية»؟ - أعتقد أننا لا بد أن نتخطى مفهوم المنافسة، فما نحتاجه حقا هو أن نقدم منتجا دراميا مصريا يكون على مستوى كبير من الإتقان والجودة، لأننا نخاطب المشاهد المصرى، والعربى أيضا، وأتمنى أن يتحقق ذلك فى الأعمال الرمضانية المقدمة حاليا، سواء كوميدية، أو غير ذلك. هل هناك مشاريع أخرى تليفزيونية خلال الفترة المقبلة؟ - حاليا أعمل على مشروع جديد من نوعه، وهو عبارة عن مجموعة أفلام كوميدية تليفزيونية، وكل فيلم منها له كاتب، ومخرج خاص به، وسوف أشارك فى بطولة تلك الأفلام مع مجموعة من النجوم، وحاليا بدأنا فى الكتابة، والتحضيرات، وقريبا سنعلن تفاصيل أول فيلم تليفزيونى سنقدمه.