قدر الفول: اليدوى يكسب

لا يكتمل الصوم إلا بفول على السحور، يزيد من تماسك المعدة ويبعد عنها الجوع.
ويحرص رب الأسرة على شراء مجسم ل«قدرة الفول» لوضعها على السفرة فى رمضان، خاصة أن صناعة القِدرة لها تاريخ طويل فى مصر، ونستعرض تاريخها بحارة الجيوش أو النحاسين بشارع المعز.
تجولنا فى المعز، فلم نجد سوى ورشتين فقط لصناعة «القِدر» يدويّا، خصوصًا أنها تحولت إلى صناعة جاهزة فى ورش ومصانع الخراطة.
فى حارة الجيوش يجلس أبو أيمن شحاتة، الرجل صاحب ال75 عامًا، فى ورشته الصغيرة التى يعتبرها عالمه الكبير ومصدر رزقه الوحيد، ليصنع قدرة الفول يدويّا، وهى هوايته التى يمارسها منذ أكثر من 50 عامًا.
شحاتة أقدم شخص يعمل بمهنة تصنيع قِدرة الفول يدويّا، يقول ل«روزاليوسف»: «الصناعة اليدوية مهنتى ومهنة أجدادى، ومنذ الصغر شربت منهم الحرفة، وسرت على نهجهم وهو صناعة قدر الفول يدويّا دون استخدام إمكانيات كما يحدث الآن.
وأضاف: «قديمًا كانت الصناعة من النحاس، لكن مع ارتفاع أسعار النحاس أصبحت الصناعة تعتمد كليّا على الألومنيوم، ولا أحد يشترى القدرة المُصنعة من النحاس سوى الفنادق وأصحاب المطاعم الكبيرة، ومع قرب شهر رمضان يتزايد الطلب على القدرة المُصنعة يدويّا، ويكثر الإقبال علينا من الفنادق والمطاعم لشراء القدرة النحاس، أمّا القدرة الألومنيوم فيشتريها أصحاب مطاعم الفول الصغيرة وعربات الفول البسيطة بالمناطق الشعبية.
وتابع عم شحاتة: «بدأت صناعة القدر من الألومنيوم منذ 20 عامًا، والحقيقة أن تصنيعها أسهل من النحاس الذى يدخل النار عدة مرات، لكن القدرة الألومنيوم تدخل النار مرة واحدة فقط ،حيث إنها كلما زاد عليها الطرْق تسخن وتطرى دون الحاجة للتعرض للنار كثيرًا، وتُلف القدر الألومنيوم والنحاس من القعر فقط ،حيث إنه هو الذى يتعرض للنار بشكل مباشر، ولكن يمكن إصلاحها مرة أخرى.
وعن أحجام قدرة الفول قال إنها تبدأ من 15 سم حتى متر، وتستغرق صناعة القدرة الكبيرة يومين ،والصغيرة من يوم إلى يوم ونصف اليوم.
وأوضح «شحاتة»، أنه ليبدأ فى الصناعة يشترى ألواح النحاس الخام أو الاستانلس أو الألومنيوم، حسب طلب الزبون، ثم بعد ذلك عملية تقطيعها، وبعد ذلك تحديد شكل المطرقة، واستخدام الآلة الأساسية والمساعد القوى وهى «المطرقة»، ونبدأ فى الطرْق والتشكيل حسب طلب الزبون، ثم يتم لفها وتُسخن على النار، ويتم الطرْق عليه حتى نصل للشكل المراد لقدرة الفول.
وعن انقراض صناعة القدور نتيجة ارتفاع سعر المادة الخام، قال إن معظم الناس الآن يشترون القدرة الجاهزة من المصانع لأنها أرخص من المُصنعة يدويّا، وقريبًا تختفى صناعتنا اليدوية، بعد أن كانت مصر وسوريا لهما شهرة عالمية فى هذه الصناعة. 