لم تتوقف نفوذ مجلس العلاقات الخارجية عند حدود الإعلام وشركات الإنتاج السينمائى بل امتدت أذرعه لتسيطر على كبرى الشركات التى تسيطر على عالم الإنترنت وهى محرك البحث الأشهر والأكثر استخدامًا «جوجل» وأشهر موقع للتواصل الاجتماعى «فيسبوك» إلى جانب «يوتيوب». ويتردد على هذه النوافذ يوميًا ملايين البشر من جميع أنحاء العالم. وبالطبع سنجد المسئولين عن تلك الشركات الثلاث أعضاء أساسيين فى «مجلس العلاقات الخارجية». ويأتى على رأس هؤلاء بل وقد يكون أهمهم على الإطلاق «إريك شميدت» الرئيس التنفيذي لشركة «جوجل» على مدار 17 عامًا والذى أنهى مشواره مع الشركة فى ديسمبر الماضى واحتفظ فقط بموقعه كعضو بمجلس إدارة الشركة. يعتبر «شميدت» من أخطر الشخصيات التى يتحدث عنها العاملون فى مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وأحد أعضاء «اللجنة المنظمة» لاجتماعات «بيلدربرج» وهى اللجنة المسئولة عن اختيار الشخصيات التى توجه لهم الدعوة لحضور الاجتماع السنوى الغامض. أما «اللجنة الثلاثية»، فإن «شميدت» واحد من أبرز أعضائها. ومن المعروف أن موقع «جوجل» يتبع «وكالة الاستخبارات المركزية» الأمريكية CIA التى كانت قد أبرمت شراكة مع «جوجل» من أجل إنشاء شبكة «انتلبيديا» وهى موسوعة مخابراتية سرية أنشئت باستخدام تكنولوجيا البحث الخاصة ب«جوجل» حيث يقوم عشرات الآلاف من الجواسيس التابعين للاستخبارات الأمريكية بمشاركة المعلومات السرية التى يصلون إليها عبر هذه الشبكة. كما استعانت «وكالة الأمن القومى»NSA بتكنولوجيا «جوجل» فى إنشاء شبكات داخلية لتبادل المعلومات الاستخباراتية بينها وبين جواسيسها حول العالم. وهنا يجدر الإشارة إلى أن مسئولي «وكالة الاستخبارات المركزية» و «وكالة الأمن القومى» وغيرهما من وكالات الاستخبارات الأمريكية هم ضيوف دائمون على اجتماعات «بيلدربرج» منذ بدايتها عام 1954. وبالتالى فان «جوجل» ورئيسها من ناحية وأجهزة الاستخبارات من ناحية أخرى يشتركون جميعًا فى علاقتهم ب«مجلس العلاقات الخارجية». وكان «جوليان أسانج» مؤسس «ويكيليكس» قد فضح علاقة «جوجل» بجهاز الاستخبارات الأمريكى فى كتابه «عندما التقت جوجل مع ويكيليكس» الذى شرح فيه تفصيليًا علاقة «جوجل» و«هيلارى كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية حينها ومدى تأثير هذه العلاقة المتداخلة على مستقبل الإنترنت. ويحكى «اسانج» عن لقائه مع «اريك شميدت»، فى منتصف مايو 2011 حيث طلب «شميدت» لقاء «اسانج»من أجل كتاب يحضر له «شميدت» مع «جارد كوهين» مدير «Google Ideas» الذى كان يعمل فى وزارة الخارجية الأمريكية قبل انتقاله للعمل لدى «جوجل». يذكر أن «كوهين» كان يعمل مع وزيرتى الخارجية السابقتين «كونداليزا رايس» و«هيلارى كلينتون»، والمثير أن «كوهين» و«رايس» و«كلينتون» أعضاء ب«مجلس العلاقات الخارجية». ويحكى «اسانج» أن «شميدت» حضر ومعه «سكوت مالكومزون» المسئول عن الصياغة، لكنه أيضًا كان مستشارًا بالأمم المتحدة بالإضافة إلى كونه عضوًا ب «مجلس العلاقات الخارجية». ثم تولى «مالكومزون»– بعد اللقاء بثلاثة أشهر - منصب كاتب خطابات السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة وقتها «سوزان رايس» ومستشارها الرئيسى. و«سوزان رايس» أيضًا عضو بالمجلس الذى يضم شخصيات مهمة فى جميع المجالات.وهنا يظهر تداخل العلاقات وتبادل المناصب بشكل مريب بين «جوجل» والحكومة الأمريكية من جهة و«مجلس العلاقات الخارجية» من جهة أخرى. وإذا انتقلنا للحديث عن «فيسبوك» فسنجد أننا أمام عضو رئيسى فى مجلس العلاقات الخارجية، وشخصية هامة يجب الوقوف عندها، وهى «شيريل ساندبرج» التى لم تبلغ عامها الخمسين بعد، لكنها تعد من أقوى السيدات فى العالم. قبل رئاستها ل«فيسبوك»،عملت «شيريل» كنائب مدير العمليات والمبيعات عبر الإنترنت بشركة «جوجل». بدأت «شيريل» حياتها العملية منذ كانت طالبة كمساعدة ل«لورانس سامرز» فى أبحاثه عن البنك الدولى.. وعندما تولى منصب وزير الخزانة الأمريكية شغلت «شيريل» منصب كبيرة مستشاريه. ونتيجة لنجاحات «شيريل» المتواصلة اختارها «مارك زوكربيرج» فى نهاية عام 2007 لتتولى منصب مؤسس مشارك ومدير تنفيذى فى «فيسبوك». أما ثالث الشركات التى تعمل تحت مظلة «مجلس العلاقات الخارجية» فهى موقع «يوتيوب» الذى اشترته «جوجل» فى نوفمبر 2016 بمبلغ يزيد على مليار دولار.