شهدت محافظات مصر المختلفة العديد من المشروعات التنموية الضخمة التى تخدم أبناء تلك المحافظات وتعمل على تيسير حياتهم فى مجالات النقل والصحة والتعليم والإسكان والتضامن الاجتماعى ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، ودخلت ثمار التنمية إلى العديد من البيوت، وكانت بعض المحافظات الأكثر شعورًا بثمار تلك التنمية واستفاد أبناؤها سواء بشكل مباشر من فرص العمل أو بصورة غير مباشرة من عوائد التنمية فى مختلف القطاعات، مثل كفر الشيخ ومرسى مطروح ومدن القناة وأسوان وعدد من محافظات الصعيد مثل سوهاج.. والحديث عن الإنجازات التى تمت فى تلك المحافظات لا يعنى أن الحال كله على ما يرام وأن الأمل قد بلغ منتهاه والأحلام تحققت وعلينا أن نحتفل، بل من قبيل الإنصاف الذى يقتضى تقييم الواقع ونقل صورة حية من على الأرض ومع الناس بدون تهويل أو تهوين. ففى كفر الشيخ يصف الأهالى «بركة غليون» بأنها مشروع الخير، وتعد «بركة غليون» أكبر مزرعة سمكية بحرية فى الشرق الأوسط وأفريقيا على مساحة 4100 فدان بتكلفة 1.700 مليار جنيه فالمزرعة مفارخ للأسماك والجمبرى، ووحدات زراعية للسمك بأنواعه وبها عدد من المصانع لخدمة الإنتاج السمكى على أعلى مستوى، كمال حسن أبو مصطفى نقيب الصيادين قال: المشروع وفر 5 آلاف فرصة عمل لأبناء محافظة كفر الشيخوالمحافظات المجاورة، بالإضافة ل30 ألف عامل بشكل غير مباشر ويساهم المشروع فى تراجع نسبة استيراد الأسماك بما يقارب 28 % وأصبح الاعتماد الكبير على المحافظة فى توريد الأسماك. سعد محمد أحد الشباب العاملين بمشروع بركة غليون حاصل على مؤهل متوسط ومن أبناء محافظة كفر الشيخ، يعمل بالمشروع بنظام 8 ساعات فى اليوم مقابل راتب يبدأ من 1900 جنيه للمؤهل المتوسط ويتدرج حسب المؤهل والمهمة التى سيقوم بها العامل فى الداخل، فيوجد صيادون وسائقون ومهندسون وجميع المهن المتوقعة موجودة، وكل شخص له دور، ويبدأ العمل من الساعة 8 صباحاً إلى 4 مساءً. مدن القناة المشروعات القومية التى انطلقت بمدن القناه خلال السنوات القليلة الماضية لها خصوصية شديدة، حيث تم الاهتمام بإنشاء الكبارى والأنفاق التى تربط شرق القناة بغربها بالإضافة لمشروعات الإسكان، ومشروع الاستزراع السمكى الذى قامت هيئة قناة السويس بإنشائه فى محيط مدينة القنطرة على مساحة 7500 فدان ويوجد به 4000 حوض لأنواع مختلفة من الأسماك الذى تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه وتشغيلها فى 23 ديسمبر 2016 بإجمالى 1900 فدان استغرق تجهيزها 20 شهرا فى عمل وحفر أحواض وإنشاء جسور مصطفى حامد تاجر مواد تموينية: أعرف جيدا أهمية مشروع الاستزراع السمكى، وتوقع أن تغرق منتجات المشروع السوق فى الفترة المقبلة. كما تم إنشاء 6 أنفاق أسفل قناة السويس مقسمة 3 مجموعات بتكلفة 11.5 مليار جنيه المجموعة الأولى جنوب بورسعيد تم تخطيطها لتربط الطريق الدولى الساحلى سواء غرب القناة أو شرق القناة للقادم من السلوم على الحدود الدولية الغربية مرورا بالضبعة وميناء الإسكندرية وميناء دمياط وبورسعيد وحتى رفح على الحدود الدولية الشرقية والمجموعة الثانية شمال الإسماعيلية عند الكيلو 72 التى تربط القادم من الحدود الدولية الغربية مرورا بمنطقة شمال القاهرة عبر الطريق الدائرى الإقليمى ثم طريق الإسماعيلية الصحراوى. حسين محمود سائق نقل قال لنا: أعتقد أن مشروع الأنفاق سواء الرابطة أو أنفاق الخدمات والمرافق أهم إنجاز قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى ويضيف: أنا كمواطن بسيط أعمل فى نقل البضائع من القاهرةوالإسماعيلية إلى شرق القناة سيوفر عليًّ النفق كثيرًا من الجهد والمال حيث أننى كنت أقف فى انتظار المعدية لأكثر من 4 ساعات فى أوقات الذروة بسبب الزحام الشديد وأيضا الإجراءات الأمنية الصارمة، حيث إنه لا يوجد غير معدية واحدة تنقل السيارات والناس. ويضيف حماد مواطن من أبناء مدينة القنطرة شرق: بالنسبة لنا أبناء مدينة القنطرة لا توجد مشكلة فى العبور من الغرب للشرق، حيث إن معظم سكان المدينة يستخدمون كوبرى السلام المعلق فى العبور لكن الأنفاق تمثل أهمية كبرى وخاصة أنفاق المرافق وسحارات المياه. وعلى رأس مشروعات الطرق التى تكلفت 5.4 مليار جنيه مشروع محور 30 يونيو الذى يعد من أهم المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتطوير شبكة الطرق ويبلغ طول المحور 95 كم وبعرض 80 مترا يبدأ من جنوب بورسعيد مارًا بالطريق الدولى الساحلى بورسعيد دمياط ويمتد جنوبا حتى يتقاطع مع طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى الكيلو 94 ويضم المشروع طريقًا حرًا مكونًا من اتجاهين كل اتجاه 5 حارات مرورية ويشمل 14 كوبرى كما يشمل المحور 16 نفقًا كبيرًا للسيارات والمشاة بالإضافة إلى محطات خدمة ومحطات لتحصيل الرسوم. أحمد على مواطن يقول: أشعر بفرق كبير بسبب الطرق والكبارى التى أنشئت داخل الإسماعيلية وخاصة الكبارى العائمة والتى ساهمت فى حل أزمة كبرى وساعدت على تقليل الوقت فى عمله، حيث أشار إلى أنه أوقف سير العربات التى توزع المواد الغذائية من القنطرة شرق منذ سنتين بسبب طول الوقت الذى تأخذه هذه العربات أثناء استخدامها للمعدية. منافذ المنتجات الاستهلاكية تنتشر فى جميع مناطق محافظة الإسماعيلية منافذ القوات المسلحة لبيع المنتجات الاستهلاكية واللحوم، حيث يوجد أكثر من 12 منفذًا بأسعار مخفضة كما قام جهاز المشروعات التابع للقوات المسلحة بفتح منافذ بقالة وجملة وأجبان إلى جانب اللحوم والفراخ والخضر والفاكهة لخدمة المواطنين بالإضافة إلى العربات التى يتم الدفع بها فى الأعياد والمناسبات لبيع اللحوم والمواد الغذائية. محمد محمود تاجر جملة بجوار أكبر منفذ بيع للقوات المسلحة الإسماعيلية قال (إن الأسعار قد انخفضت بشكل بسيط فى منافذ بيع القوات المسلحة بينما هى فى خارجه تعتمد على قانون العرض والطلب، مؤكدا على أن هناك إقبالاً على الشراء من هذه المنافذ إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنه يوجد فى مدينة الإسماعيلية هناك 4 أو 5 منافذ تابعة للقوات المسلحة وعلى مستوى المحافظة هناك ما يقرب من 10-12 منفذًا أكد أن باقى المنافذ فى داخل مدينة الإسماعيلية منافذ لحوم ودواجن فقط، مشيرًا إلى أنه فى حاجة إلى إقامة منافذ كبيرة بشكل أكبر. إيمان عاكف ربة منزل: «أنا أذهب كل أسبوع إلى منفذ القوات المسلحة لشراء مستلزمات المنزل كلها حيث يوجد بالمنفذ سوق للجملة بسعر أقل من الشراء بالتجزئة. وتضيف: المنفذ يوفر كل ما تتخيله حتى أدوات النظافة المنزلية وبسؤالها عن الأسعار تقول: بالطبع الأسعار مخفضة عن أى مكان آخر فكيلو اللحم بالمنفذ ب 62 جنيهًا بينما عند الجزار قد تخطى 120 والفراخ الكيلو 19 جنيهًا خارج المنفذ تباع ب 24 وأنا من أبناء الطبقة المتوسطة زوجى يعمل عملاً حرًا ولا يوجد لدينا بطاقة تموينية، فأنا أحاول قدر الإمكان شراء كل مستلزمات واحتياجات المنزل من المنفذ بهدف التوفير. محافظة بورسعيد شهدت محافظة بورسعيد خلال العامين الماضيين طفرة اقتصادية وصناعية ولوجيستية من خلال المشروعات العملاقة الجارى إنشاؤها حيث تشجعت العديد من الكيانات الاقتصادية الكبرى وبدأت فى ضخ استثماراتها فى مشروعات كبرى بالمحافظة والتى ستيم الانتهاء من افتتاحها خلال العام الجارى سواء مشروعات تنموية أو المشروعات الخدمية كالإسكان والمرافق. وتعتبر المصانع الصغيرة من أهم المشروعات فى محافظة بورسعيد وقد تم الانتهاء من بنائه وتسليمه خلال عام الماضى 2017 وعددها 58 مصنعًا بالمنطقة الصناعية جنوب المحافظة ل128 شابًا حيث تم تخصيص 58 مصنعًا للشباب بالمنطقة الصناعية جنوبالمدينة بإيجار يبلغ 3 آلاف و168 جنيهًا شهريًا. مرسى مطروح لم تلق محافظة مرسى مطروح الاهتمام اللائق بها لسنوات طويلة بصفتها محافظة حدودية مهمة وعانت كثيرا من الإهمال ولكن خلال السنوات القليلة الماضية استطاعت جذب 18 مشروعًا استثماريًا بتكلفة 120 مليار جنيه، وبدأ التنفيذ الفعلى لعدد 11 مشروعًا منها بتكلفة 22 مليار جنيه، أما المشروعات الخدمية، منها مشروع تعليمى لإقامة مدرسة بمدينة الحمام بتكلفة 24 مليون جنيه، ومشروع بمدينة مرسى مطروح بتكلفة استثمارية 250 مليون على مساحة 5 أفدنة، وكذلك 4 مشروعات صناعية بيئية أخرى بمدينة سيوة: الأول بتكلفة استثمارية 120 مليون جنيه على مساحة 7 أفدنة، والثانى بتكلفة استثمارية 120 مليون جنيه على مساحة 5 أفدنة، والثالث بتكلفة استثمارية 80 مليون جنيه على مساحة فدانين، والرابع بتكلفة استثمارية 120 مليون جنيه على مساحة 5 أفدنة. مشروع تنمية غرب مصر بمحافظة مطروح يقع المشروع غربى مدينة مرسى مطروح بنحو 75 كيلو مترًا، ويعتبر المشروع الثانى الذى يهدف إلى تنمية غرب مصر، بعد مشروع مدينة العلمين الجديدة الجارى العمل فيها حاليا. جاءت الموافقة على البدء فى تنفيذه بعد عامين من الأبحاث والدراسات الاقتصادية والفنية والعلمية والاستراتيجية، والمشروع على مساحة 250 ألف فدان بواجهة 50 كيلو مترًا على ساحل البحر والتكلفة الإجمالية للمشروع تتجاوز 10 مليارات دولار، وسيتم تنفيذه على 3 مراحل، تستغرق 10 سنوات، وسيتم تنفيذ المرحلة الأولى خلال عامين، بتكلفة 2 مليار جنيه، ونجتهد لضغط المرحلتين الثانية والثالثة. ويتضمن إنشاء منطقة استثمارية بمنطقة جرجوب بمركز النجيلة، وإنشاء ميناء تجارى ورصيف ركاب ورصيف الحاويات ومبنى للركاب والمبانى الإدارية الخاصة بالميناء بتكلفة استثمارية 10 مليارات دولار. يقول فتحى أبوعميرة (تاجر): تغيرت مرسى مطروح بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب مشاريع الدولة، وأهمها بالنسبة لى مدينة العلمين الجديدة وإنشاء ميناء تجارى غرب مطروح سوف تعود فوائده على المحافظة فى المقام الأول وعلى مصر كلها بصفة عامة، بالإضافة للمشروعات الخدمية التى تمت مثل مد خطوط الغاز داخل المنازل ورصف الطرق وفتح باب التسجيل لتقنين الأراضى «ذات وضع اليد» والتى جعلت الكثيرين يشعرون بالارتياح بعد سنوات من القلق على أموالهم التى تم وضعها فى هذه الأراضى وخاصة من أنشأ استثمارات عليها وأضاف: «حدث رواج كبير للاستثمارات فى المحافظة بمجالات كثيرة ومنها السياحة وإنشاء فنادق وقرى سياحية ومشروعات تجارية وفى سيوة تم إنشاء مصنع للأسمنت ومصنع أعلاف وتجفيف وتغليف البلح ومعاصر لزيت الزيتون وسوف يتيح الميناء طريقا مبشرا للتصدير لأوروبا مما سيزيد حالة الرواج التى تشهدها المحافظة حاليا». أحمد طرام- مستشار المجلس القومى للقبائل العربية- يقول «عانت المحافظة من التهميش والنسيان لسنوات طويلة ولكن بعد ثورة 30 يونيو بدأت الأحوال تتغير على أرض الواقع وتم تثمين دور أبناء مطروح فى الحفاظ على البلاد لأننا البوابة الغربية لمصر وتم إنشاء مشروعات مثل مشروع المحطة النووية والمدرسة الملحقة بها وهى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط وسيستفيد منها أبناؤنا جميعا. سوهاج بعد أن عانت محافظات الصعيد طوال ثلاثين عامًا من ثلاثية الإهمال والتهميش والفقر جاءت خطة التنمية المستدامة لتكون بمثابة طوق النجاة حيث أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا لصعيد مصر من خلال عدة مشروعات قومية وخدمية تعمل على حل المشكلات التى تعانى منها تلك المحافظات إلى جانب وضعها على خريطة الاستثمار من أجل النهوض بها وبلغت جملة الاستثمارات 6.2299 مليون جنيه قطاع الإسكان منها 9.945مليون جنيه وقطاع المرافق 7.1126 مليون جنيه وقطاع الخدمات 200 مليون جنيه وقطاع الزراعة 2.22 مليون جنيه. وتعد مدينة سوهاج الجديدة أهم هذه المشاريع والتى تم إنشاؤها على مساحة 30 ألف فدان منها 7000 فدان مناطق سكنية بإجمالى عدد وحدات 686 وعدد المبانى الجارى تنفيذها بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية 46 مبنى إلى جانب تنفيذ محطة التغذية العاجلة لمياه الشرب بطاقة 6400متر/يوم وذلك لاستيعاب المياه المنتجة من 6 آبار منفذة بالمدينة لتوفير احتياجات المدينة وجار تشغيل محطة التنقية بطاقة 35000 متر/ يوم كمرحلة أولى وتم تنفيذ شبكات الصرف الصحى بطول 90 كيلو مترًا كما تم تنفيذ موزع كهرباء وموزع رئيسى لخدمة المنطقة وجارٍ تنفيذ أعمال شبكات الكهرباء والجهد المتوسط والمنخفض وإنارة الشوارع لمنطقة على طول 20 فدانًا والمغذية لمشروع بالإضافة إلى تنفيذ شبكات طرق بطول 85 كيلو مترا يربط بين مدينة سوهاج الجديدة ومدينة سوهاج الأم بطول 8 كيلو مترات بقيمة 80 مليون جنيه لاختصار المسافة بين المدينة ومدينة سوهاج الأم ويخدم الجامعة والمدينة ومطار سوهاج الدولى. محافظة أسوان وتأتى محافظة أسوان من ضمن محافظات الصعيد التى تم الاهتمام بها فى جميع مجالات التنمية. ففى قطاع الإسكان تم تخصيص وتسليم 13664 وحدة سكنية بمختلف مشروعات الإسكان منها 4920 وحدة إسكان أوقاف بحى الصداقة الجديد، بالإضافة إلى 2832 وحدة أخرى بنفس المنطقة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى، بجانب 504 وحدات ضمن الإسكان الاجتماعى بمركز نصر النوبة، وأيضا 264 وحدة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى بدارو، وبالإضافة إلى 4020 وحدة إسكان اجتماعى بمدينة أسوان الجديدة ، فضلا عن 1124 وحدة سكنية بمشروع توشكى بمنطقة توشكى. وفى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى : أ - مشروع توسعات محطات مياه أسوان «جبل شيشة» والتى وصلت طاقتها الاستيعابية إلى 136 ألف م3/ يوم بدلا من 68 ألف م3/ يوم بتكلفة تقديرية 120 مليون جنيه. ب- مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة محطتى معالجة صرف صحى كيما 1، 2 والمعالجة الثلاثية لرفع طاقة المحطتين من 56 ألف م3/ يوم إلى 75 ألف م 3 / يوم. وحول آراء بعض أهالى أسوان فى الخدمات والمشروعات التى حدثت مؤخرا.. يقول شكرى سيف الدين مرشد سياحي: إن هناك تغييرًا حدث فى أسوان مؤخرا بالفعل وقد حدثت طفرة فى المجال السياحى وعاد السائح الأوروبى إلى أسوان بعد تغير الصورة التى كانت مصدرة عن مصر وإحداث تنمية وتوفير الأمن والأمان.