المشروب الأول للكرم فى جميع البيوت، ولغة الضيافة فى الشوارع والقرى المصرية، فعندما يمر عليك صديقك فصوتك يرتفع بتأكيد الكرم «اتفضل اشرب شاى». دائمًا ما يأخذ المقدمة فى المناسبات الاجتماعية واللقاءات المتنوعة بين الكبار والصغار الفتيات والشباب، حتى إن البعض اتخذه ليكون شعارًا لمناسباته البسيطة الرسمية لجمع الشمل فى بعض الأحيان تحت مسمى «حفلة شاى». فأحاديث الجدات والأمهات الدسمة يدعمها كوب الشاى الساخن، وعندما يطلب منك معلمك الإبداع فى شىء يطلب منك البدء فيه بكوب شاي، فأصبح كوب «الشاى» رمزًا للحياة الاجتماعية، وفى بعض الأحيان لا يتخلى عنه البعض وكأنه إدمان ولكل مكان طقوس خاصة فى عمله وتقديمه. الشاى أنواع قال الشيف محمد عرابى: إن الشاى ليس مجرد مشروب شعبى فى مصر فى البيوت البسيطة، بل يمثل جميع الطبقات فلا يختلف عليه اثنان فى العالم، أصوله صينية، خرج للعالم من شرق آسيا، وهناك أنواع حسب الطقوس الخاصة بتقديمه مثل الشاى الأحمر، وهو فى المقدمة، والشاى الأخضر يعود للمغرب، وله فوائد كبيرة فى الفترة الأخيرة بأنه معالج فى حرق الدهون وصحي، والشاى «الكشري» شاى المقاهى البلدى كما يطلق عليه البعض، والشاى المغلي. بالإضافة إلى أنواع أخرى من طقوس دول العالم فى طريقة تقديم الشاى نفسه، يقدم بالحليب، وأحدث الأنواع التى قدمت على مائدة الضيافة شاى النكهات، ولحب البعض فى اصطحابه بشكل فورى خرج إلينا الشاى المثلج وتتناوله فى المقدمة تايلاند، والشاى البدوى يعود للقبائل العربية الذى يترك على نار الخشب حتى يجف وتزيد له الماء مرة أخري. تابع عرابى: الطريف فى الأمر أن الشاى يعد مشروبًا وطنيًا فى بعض الدول، وتفننت فى إعداده بطقوس خاصة، وكانت مصر من إحدى الدول التى أعلنته مشروب الكرم والضيافة الأول على المائدة. شاى البيوت طعمه مصرى وأوضحت رضوى إبراهيم، ربة منزل، أن الشاى مشروب الأسرة، لا نتخلى عنه، ويتناوله الجميع وأقل طلب عليه فى اليوم فى منزلى 3 أكواب للفرد الواحد، ولم نتراجع عن شرائه فى المنزل بعد ارتفاع الأسعار، وأسرتى عددها 5 أفراد نحتاج إلى كيلو من الشاى بشكل أساسى فى المطبخ لنا وللضيوف الحضور على مدار الشهر، وتكلفته على حسب الأنواع فهناك شاى معبأ على قدر الكوب الواحد وهناك شاى بالوزن. والطريف فى الأمر أن معظم الأسر المصرية لا تتخلى عن كوب الشاى بعد الطعام مباشرة للهضم والبعض يشربه «مزاج وتعود»، وارتبط كوب الشاى الساخن بحكايات جدتى ووالدتى فهو تراث لا يستطيع أحد الاقتراب منه، وإذا قررت الأسرة الحديث فى قرار مصيرى يكون الشاى حاضرًا كضيف لترتيب الكلام فى العقول لأنه «يعمر المزاج»، والشاى المصرى على يد ست البيت يكسب فشاى الأكياس فى المقاهى غير صحى كما قال الأطباء. وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد، استشارى الأمراض الباطنة والسكر، أن الشاى فى مصر عادة وليس إدمانًا وعدد أكواب الشاى الطبيعية فى اليوم لابد ألا يزيد على 2 كوب شاي، لكن أمر الإفراط فى تناوله يتسبب فى أضرار صحية، فمن يشرب أكثر من 5 أكواب فى اليوم بشكل متكرر فإنه يتسبب فى ظهور أعراض جانبية. وأشار كامل إلى أن الطبيب ينصح مدمنى القهوة باستبدالها بالشاى نظرًا إلى فوائده إذا تم تناوله بشكل صحى كما أوضحت، فنسبة «الكافيين» به أقل من القهوة وفى حالة تناوله بالشكل الطبيعى فهو يفيد العظام، وينظف الشرايين ويقوى جهاز المناعة. إلا أن الإفراط فى تناوله كما هو شائع فى مصر، فهناك من يستيقظ لتناوله مع السيجارة قبل الإفطار، فهنا له أضرار مثل التوتر الدائم الذى لا يتوقف عند البعض إلا بشرب الشاى الأحمر تحديدًا، والبعض يتحول عنده الأمر لعادة سيئة بمضاعفة كمية الشاى فى الكوب الواحد حتى يتحول المشروب للأسود بحجة ضبط المزاج. ومن الأعراض الأخرى الصداع الدائم خاصة بقرب توقيتات شرب الشاي، وقد يتسبب الإفراط فيه فى الإسهال، والدوخة واضطرابات فى القلب، وتآكل جدار المعدة من كثرة تواجده بها، كما يتسبب الشاى فى نقص الحديد فى الجسم. وأوضح كامل أنه كطبيب يحرص على إرشاد المرضى بعدم الإفراط فيه، خاصة لمرضى السكر، لأنه يؤثر على نسبة السكر الموجودة فى الجسم، فجميع أنواع الكافيين لا بد من مراقبتها لمرضى السكر جيدًا، كما أنه يؤثر على الضغط ويتسبب فى ارتفاعه، ومن العادات السيئة تناوله بعد الطعام مباشرةً. واختتم كامل كلماته بأن المشروب سلاح ذو حدين من الممكن الاستفادة به صحيًا، ومن الممكن أن يتعرض البعض للضرر منه بسبب الكثرة فى تناوله، لكنه فى النهاية مشروب وطنى لا يستطيع أحد منعه من العالم وليست مصر وحدها.