لم تكن الصدفة وحدها هى التى جمعت المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مع البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، فى العاصمة الألمانية «برلين»، ولكن الألم أيضا.. يوم الأربعاء الماضى كان المصريون على موعد مع خبرين حزينين: فى الصباح أعلنت الكنيسة إلغاء عظة البابا تواضروس، لعدة أسابيع مقبلة نظرا لحالته الصحية، وفى المساء أعلن مجلس الوزراء تغيب رئيس الحكومة لمدة 3 أسابيع وأنه سيخضع لعملية جراحية. تساؤلات كثيرة تدور فى أذهان المصريين حول الحالة الصحية لاثنين من أهم الشخصيات فى مصر، ولكل منهما ملف طبى خاص داخل أحد مستشفيات برلين، فرئيس الوزراء الذى غادر صباح الخميس إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية لم يتم الكشف عن طبيعتها، وكان قد سبقه إليها البابا تواضروس فى رحلة علاجية تستمر قرابة 3 أسابيع للخضوع للعلاج من آلام الظهر، بعد فشل عملية الحقن التى أجراها منتصف الشهر الماضي. تفاصيل الحالة المرضية لرئيس الوزراء كانت محل كثير من الجدل خلال الفترة الماضية، وتزايد الحديث عن مرضه فى أغسطس الماضى بعدما سافر لألمانيا لإجراء فحوصات طبية، ورجع منها حالقًا شعره وتغيرت ملامح وجهه، ولم يصدر أى بيان رسمى لتوضيح حقيقة المرض، واكتفى المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير أشرف سلطان، بالقول بأنه مرض فى الجهاز الهضمي، وهو ما جعل البعض يتكهن بإصابة إسماعيل بورم سرطانى بالقنوات المرارية، ويحتاج إلى علاج مستمر. رئيس الوزراء نفسه عندما تحدث عن مرضه قال: «أنا بطمن الناس، أنا بخير، وكل شيء بإيد ربنا سبحانه وتعالى»، وتعتبر زيارته الحالية إلى المانيا هى ثانى زيارة علاجية له خلال العام الجارى 2017 إذ سبقها زيارة فى أغسطس الماضى استغرقت يومين، وهى زيارة قيل إنها تأخرت عن موعدها 6 أشهر، ومنذ تولى شريف إسماعيل رئاسة الوزراء فى سبتمبر 2015 زار ألمانيا 4 مرات لتلقى العلاج وإجراء فحوصات طبية. مصادر من مجلس الوزراء أكدت أن العملية الجراحية التى سيجريها شريف إسماعيل لن تؤثر على حالته الصحية، وأنه سيعود لمتابعة عمله بشكل طبيعي، ونفت وجود أى نية لدى القيادة السياسية لإجراء أى تعديل وزارى خلال الفترة الحالية، لا سيما وأن البلاد ستستعد خلال ثلاثة أشهر للانتخابات الرئاسية الجديدة، فضلا على أن الحكومة الحالية مسئولة عن ملف الإصلاحات الاقتصادية والذى قطعت فيه شوطا كبيرا بشهادة العديد من الجهات الدولية، فضلا عن أدائه الدور المطلوب منه على أكمل وجه، وكونه لا يصنع أزمات إعلامية أو سياسية. إلى ألمانيا عاد البابا تواضروس الثانى يوم الخميس بعد شهر واحد من عملية الحقن التى أجراها فى مستشفى شهير بفرانكفورت، حيث داهمت آلام الظهر البابا خلال الاحتفال بالعام الخامس لجلوسه على كرسى البطريرك، وفى ظل انعقاد المجمع المقدس للكنيسة الأيام الماضية، وبدا غير قادر على الحركة فى جلسات سيمنار المجمع التى انعقد بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون. مصادر كنسية كشفت عن أن البابا سيخضع مرة أخرى للحقن، ولكن هذه المرة سيلتزم بالراحة التامة، لضمان نجاح الإجراءات الطبية له، وذلك بعد فشل عملية الحقن الأولى وذلك بسبب خروج البابا من المستشفى بعد أقل من 48 ساعة وقيامه برحلة رعوية شاقة فى ألمانيا، دشن فيها عدة كنائس والتقى بشخصيات سياسية رفيعة المستوى هناك، وعاد إلى مصر بعد أسبوعين رغم أن الأطباء وقتها طالبوه بالراحة التامة لمدة من أسبوعين إلى 4 أسابيع. إعلان الكنيسة غياب البابا عدة أسابيع هذه المرة، جاء نظرا لأن البابا يتخوف من فشل العلاج، وهو ما سيضطره للخضوع إلى عملية جراحية، قد تجبره على استخدام كرسى متحرك، وهو ما يرفضه البابا ، رغم تأكيدات الفريق الطبى المعالج بأن آلام الظهر تحتاج لفترات راحة بشكل مستمر إلا أن مهام البابا تضاعفت مع اعتلائه سدة الكرسى المرقسى وحالت دون الحصول على الراحة بشكل مناسب مما أدى إلى تفاقم آلام الظهر حتى إنه فى بعض الأحيان لم يكن يستطيع السير بشكل طبيعي، وبرغم هذه الآلام يحاول البابا أن يقوم بكل شيء بنفسه. وتعود آلام الظهر لدى البابا منذ رهبنته بدير الأنبا بيشوى، بوادى النطرون، وكان يتحمل الآلام لفترات طويلة، إلا أن الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، أقنعه بالسفر إلى النمسا لتلقى العلاج هناك وفتح ملف طبى بأحد المستشفيات الشهيرة للعلاج من آلام العمود الفقرى. وبعد أن تولى مسئولية البابوية زادت حدة الألم مع التحركات الكثيرة والمقابلات الشخصية، فغادر إلى النمسا ما يقرب من 6 مرات، كان آخرها فى 23 مارس 2017 وعانى خلال العام الجارى من آلام مبرحة بالظهر والساق لم تصلح معها الأدوية والمسكنات.