14 نصيحة لتجنب التحرش وجهها واحد من أشهر كتيبات السفر أو دليل الرحلات التى تصدرها مؤسسة «lonely plant « إلى القادمات والقادمين لزيارة مصر. «لونلى بلانيت» هى مؤسسة متخصصة فى إصدار كتب وكتيبات ودلائل سفر وأفلام قصيرة تعرضها قناة المؤسسة على شبكة اليوتيوب وتعرض أحيانا على بعض القنوات التليفزيونية أهمها ناشيونال جيوجرافيك. وفى الكتاب الخاص بمصر، الذى صدرت طبعته الأولى عام 2002 وصدرت طبعته الأحدث منذ عدة أشهر فيما يزيد على 500 صفحة يمكن أن نجد على صفحات الكتاب كل كبيرة وصغيرة عن مصر فى شكل أقرب للقاموس يرتب الموضوعات وفقا للترتيب الأبجدى. وضمن هذه الصفحات تحت كلمة «WOMEN» أو نساء سوف نجد ال 14 نصيحة للمرأة المسافرة إلى مصر وفيها نقرأ التالى: - ارتدى خاتم زواج، فعامة، يحترم الرجال المصريون المرأة المتزوجة أكثر. - إذا كنت مسافرة مع رجل، من الأفضل أن تقولى أنه زوجك وليس «مجرد صديق». - تجنبى النظر فى عين الرجل المصرى إلا إذا كنت تعرفينه جيدا، ارتدى نظارة غامقة فسوف تساعدك على ذلك. - حاولى عدم الرد على أى تعليق بغيض من الرجل - تصرفى كما لو أنك لم تسمعيه. - كونى حذرة فى الزحام أو فى أى موقف تجدين فيه نفسك متواجدة وسط مجموعة من الناس لأنه فى العادى سوف تتعرضين لأشياء فظة من الخلف. - فى المواصلات العامة اجلسى بجانب امرأة إن أمكن، وهذا ليس صعبا فى مترو القاهرة، حيث إن العربة الأولى مخصصة للسيدات. (الآن هناك أكثر من عربة مخصصة للسيدات فى المترو). - إذا كنت فى الريف أو فى أى مكان خارج المدينة كونى أكثر تحفظا فى ملابسك. - حافظى على وجود مسافة بينك وبين الآخرين (المسافة المعنوية هى المقصودة هنا) وتذكرى أن البراءة والحديث الودى من الممكن أن يساء فهمه من الرجال المصريين ويتصوروه مغازلة، وذلك لأنهم غير معتادين على التعامل القريب مع النساء، ويطبق ذلك على أى تواصل جسدى. - إذا احتجت مساعدة (اتجاهات طرق مثلا) اسألى امرأة أولا. - كونى حذرة عند ركوب الخيل أو الجمال، خاصة فى الأماكن السياحية، أنه ليس محظورا على الرجل (التابع) أن يركب بجوارك من أجل جذب لجام الحصان ليجذب معه أشياء أخري، الركوب على حصان أو جمل مع رجل يجب أن يتم تجنبه. - مصر ليست المكان الذى يمكنك به اكتساب اسمرار كامل لبشرتك. فقط فى الشواطئ الخاصة للمنتجعات المرتفعة المستوى جدا فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، حيث يمكنك أن تشعرى بارتياح عند إزاحة (البكينى). أما على طول ساحل البحر المتوسط وحمامات السباحة فى الواحات يجب أن تسبحى وأنت مرتدية (شورت - وتى شرت) كحد أدنى وحتى وقتها سوف تجدين قطيعا من المتفرجين الذكور عليك، النساء المصريات نادرا ما يسبحن فى الشواطئ العامة وعندما يفعلن يسبحن وهن مرتديات كامل ملابسهن حتى (الإيشارب) وكل شيء. - ربما تجدين أنه من المهم أن تتعلمى بعض الكلمات العربية مثل «لا تلمسني» وأيضا تذكرى «احترم نفسك» و«حاسب إيدك». التوعد لل«روميوهات» سوف يزيد الأمر سوءا. - إذا تم التحرش بك لا تتوقعى من الناس أن يشعروا بالخجل أو يقدموا الاعتذار لك إذا استغثت بهم. معظم الرجال سوف يحدقون بك ببطء، ثم يشيحون بوجوههم بعيدا، لذلك فالنصيحة هى تجاهلى.. تجاهلى.. تجاهلى، هذا هو الشىء الأكثر حكمة. ولا تقفى هناك ممتلئة بالأدرينالين لتتابعى الموقف، تصرخين وتشعرين كما لو كنت حمقاء. - أن تكونى صديقة لامرأة مصرية طريقة عظيمة لتعرفى أكثر عن الحياة فى مصر، وفى نفس الوقت سوف تجدين شخصا لا يهددك إطلاقا أثناء تجواله معك. تعرفى على امرأة مصرية، وعلى الرغم من أن قول هذا أسهل من فعله، لكن كل ما نستطيع أن نقوله هو: اغتنمى الفرصة إن جاءتك. انتهت النصائح، وإن كان لدينا بعض تعليقات حول دقة بعضها، بالنسبة لنصائح التحرش وتجنبه وكيفية التعامل معه لا يمكننا سوى التعليق على عدم إضافة أن التحرش عادة لا يحدث فى الأماكن السياحية مثل شواطئ الفنادق والمنتجعات أو المتاحف وأماكن تواجد الآثار، وإنما يكون فى الشوارع المزدحمة أو وسائل المواصلات العامة، وذلك ما يدعو للتعليق على ثلاث نصائح جاءت عن التحرش فى هذا الكتاب، الأولى بالنسبة لنظرة الرجل المصرى للمرأة المتزوجة من غيرها. فكثير من الأجانب الزائرين لمصر لا يكونون متزوجين. ومع ذلك يتم التعامل معهم بصورة لائقة خاصة فى الفنادق والمنتجعات السياحية. ولا يسألون كما يحدث مع العرب والمصريين على وثيقة زواج حتى يتمكنوا من الإقامة فى غرفة واحدة، بل إننا أحيانا نجد فى بعض المنتجعات والفنادق مراهقين جاءا لقضاء إجازتهما فى مصر ولا أحد يسألهما عن أى دليل ولا يتعرضان لأى نظرات من الرجال ولا النساء باعتبار أنهما منحلا أو منعدما الأخلاق. وهذا يجعلنا نذهب للنصيحة الخاصة بارتداء «المايوه البكينى»، ففى هذه النصيحة أيضا جهل بالحال الذى أصبحت عليه شواطئ البحر المتوسط. إلا لو كان الدليل يتحدث عن مدينة الإسكندرية وشواطئها العامة تحديدا لأن الشواطئ التابعة للفنادق الكبرى فى الإسكندرية وكل الساحل الشمالى تنتشر به حرية ارتداء «البكيني» حتى للمصريات دون أن تتعرض المرأة هنا لأى نظرات مشمئزة من الآخرين، أما عن النصيحة التى يبدو فيها بعض الافتراء، فهى تلك التى تعرض لها «تباعو» الخيول والجمال من اغتنامهم لفرصة ركوب السائحة للحصان كى يتحرشوا بها، وهذا احتمال بعيد لسببين: الأول أن هؤلاء الرجال اعتادوا على رؤية الأجانب يوميا فالمرأة الأجنبية بالنسبة لهم مثلها مثل أى امرأة لا ينبهرون بجمالها ولا يتفحصون كم أظهرت من مفاتنها. كما أنهم ليسوا بهذه الدرجة من الغباء كى يتحرشوا بامرأة ويضيعون رزقهم ومكسبهم المادى منها. الأمر لا يتعلق فقط بتلك النصائح، ولكن - للأسف - فهذه النصائح جاءت بعد الحديث عن التحرش الجنسى فى مصر فى أكثر من فقرة ضمن فقرات الكتاب التى يواصل فيها تحذير المرأة الأجنبية من ارتداء الملابس المكشوفة والحرص على ارتداء ملابس فضفاضة ومغطاة طوال الوقت، ما لم تكن فى البحر الأحمر أو سيناء، ومع ذلك يلفت الكتاب النظر إلى أنه على الرغم من تحفظ المرأة المصرية فى ملابسها بشكل كامل فإنها لم تسلم من التحرش هى الأخرى ويدعو قارئات الكتاب لتصفح إحدى المواقع الإلكترونية التى تتحدث عن الناجين من حوادث التحرش فى مصر. هذه الصورة السلبية التى وصلت إليها مصر فى عيون الأجانب يجب أن نحاسب أنفسنا عليها قبل أن نلوم الآخر على المبالغة أو إساءة التقدير. فحادثة تحرش واحدة تحدث لامرأة أجنبية لن تؤثر فيها وحدها وتمنحها تلك النظرة السيئة عن مصر، بل سوف تؤثر على الأقل فى عشرات النساء من صديقات وأقارب لها فى بلدها. أما عن الأفلام القصيرة المنتشرة عن مصر والتابعة أيضا لتلك الشركة «LONELY PLANT» فهى عديدة وشاملة لكل الأماكن: القاهرة، الإسكندرية، المتحف المصري، أهرامات الجيزة، أفضل 5 أماكن تاريخية، لكل معبد فيلم قصير، قهوة الفيشاوي، خان الخليلي، القاهرة الإسلامية والقبطية.. وفى فيديوهات أخرى تقدمها المذيعة «ناتالى تران» عن زيارتها فى كل مدن العالم نجدها فى زيارة القاهرة تنتقد شيئين فى غاية الأهمية يجب الانتباه إليهما وهما: أولا حفر بعض الأجانب لأسمائهم على جدران المعابد وهو ما يجب الرقابة عليه وتعرض مرتكبه للعقاب من قبل السلطات المصرية حتى نحافظ ونحمى تلك الجدران، والأمر الثانى عن الشكل العشوائى للبنايات، وهو ما علقت عليه المذيعة بأن هؤلاء المصريين الذين بنوا الأهرامات وتلك المعابد الرائعة كيف لهم أن يقوموا ببناء مثل تلك البنايات القبيحة؟! وحتى لا نشعر بالاضطهاد، فالأفلام التى تقدمها تلك المذيعة عن كل مدن العالم بها هذا الحس الساخر. فمثلا تنتقد الطوابير الطويلة فى باريس وأسلوب صف السيارات، كذلك تصور طفلا يحمل زجاجة خمر مندهشة من هذا الفعل الغريب! وكذلك فى دبى تنتقد المذيعة وتسخر من هوس تلك المدينة بفكرة التميز من خلال بناء أطول برج وأكبر مركز تجارى وأضخم حوض أسماك وغيرها. إن مصر المليئة بالأماكن السياحية وبكل أنواع السياحة التاريخية والشاطئية وغيرها لا تحتاج من أهلها سوى غض البصر عن الزائرات لبلدنا حتى نمحو أو على الأقل نقلل من التركيز على فكرة التحرش التى أصبحت ترتبط بكل ما يذكر عن مصر فى كتب السياحة، الأمر يحتاج إلى رقابة على نطاق أوسع وعقاب مشدد لمرتكبى التحرش حتى لا نصبح منبوذين من العالم وموصومين بتلك الآفة التى باتت واحدة من صفاتنا الأصيلة!