مخطئ من يعتقد أنه مفتى الإرهاب والدم فحسب.. فالمدقق فى مسيرة الشيخ الهرِم يوسف القرضاوى سيجد أن له باعًا طويلاً فى فتاوى البورنو المغلفة برداء الدين. دكان القرضاوى للفتاوى الجاهزة مليء بالعديد من المنتجات الجنسية المطبوع على غلافها عبارة «لا حياء فى الدين» لإضفاء قدر من الهيبة والوقار والقداسة المزيفة عليها. الرجل الذى لم يتورع لحظة فى التجارة بدين الله لبناء مجده وشهرته وأمواله. لا يعرف الكثيرون أن تجارته بالدين لم تقف عند حدود السياسة. وقد يكون مفاجئاً للبعض أن القرضاوى الذى عَلِم من أين تؤكل الكتف بنى جانبًا كبيرًا من تاريخه على فتاوى الشهوة والغرائز والجنس. الجميع قرأ الفصل المنشور والمعروف من حكاية مفتى القتل والدمار باسم الدين الذى ينحصر فى التجارة بالدين فى السياسة.. فلم يعد خافيًا على أحد الدور الذى لعبه الشيخ لإعطاء حلف الناتو مظلة شرعية دينية لضرب ليبيا ثم قتل القذافى بالطريقة البشعة التى استنكرها الجميع. وليس بعيدًا عن الذاكرة فتاوى القرضاوى لتدمير سوريا والعراق واليمن ودعم الإرهاب واستهداف جنود مصر البواسل فى سيناء والتحريض على أقباط مصر وتفجير كنائسهم. ليس جديدًا التذكير بما فعله القرضاوى لخدمة أسياده فى الدوحة بالفتوى بأن انقلاب حمد بن خليفة على أبيه كان انقلابًا شرعيًا يخدم مصلحة الأمة. أو وقوفه أمام أميره تميم قائلاً «إياك نعبد وإياك نستعين»، أو خلق صنم من الأغا التركى أردوغان والفتوى بأنه يجب على الجميع أن يقولوا «سمعنا وأطعنا» للخليفة العثمانلى الذى يدعمه سيدنا جبريل - على حد فتواه مؤخراً - كل ذلك أصبح معلومًا بالضرورة للقاصى والداني.. لكننا هنا سنوضح بعدًا جديدًا فى عقل الرجل وسندخل حقل الألغام فى تاريخه الأسود.. سنكشف ونتكلم عن القرضاوى عنتيل الفتاوى الجنسية. بورنو الجزيرة فى شهر نوفمبر من عام 1998 أعلنت قناة الجزيرة عن حوار مرتقب مع يوسف القرضاوى ونعتته وقتها ب«العالم الجليل» ونوهت فى البرومو الخاص بالحلقة أن موضوع الحوار هو (الجنس فى الإسلام ) وأن الحلقة للكبار فقط (!). وكان مذيع الحلقة هو أحمد منصور. يبدو أن الجنس كان طريقًا سهلاً فى بداية الجزيرة أيضًا لبناء شهرة واسعة، وبالفعل كانت الحلقة ساخنة أكثر من أى فيلم «بورنو»، فالجميع يشاهد بمن فيهم الصغار الذين نوهوا أن الحلقة لا تخصهم.. فُتحت المداخلات والتليفونات من جميع أرجاء الوطن العربى على الهواء مباشرة.. وجه أحد المواطنين سؤالاً للقرضاوي: «هل يجوز الاستمتاع بالجنس عن طريق ملامسة الزوجين بالفم كل منهما لعورة الآخر».. أجاب القرضاوى والذى بدأ بالبسملة ثم الصلاة على النبي، وبعدهما قال: إذا كان المقصود هو التقبيل فالعلماء أجازوا ذلك، يعنى إذا قبلت المرأة «دبر» زوجها وقبل الزوج «فرج» زوجته فلا حرج، ولكن إذا كان القصد هو الإنزال فإن فى هذا شيئا من الكراهة، واستطرد القرضاوي: لا أستطيع أن أقول حرمة إذ لا يوجد دليل على تحريم قاطع، لأن هذا ليس موضعا قذرا مثل «الدبر»، لكن لا شيء إذا كان يرضى المرأة ويتلذذ به الرجل «!!». إلى هنا فإن المثير للدهشة يتوقف عند حدود أن الرجل يصول ويجول ويبيح الجنس بالفم عبر التليفون، وأن قناة الجزيرة لم تتخصص فقط فى الدعارة السياسية، ولكنها بنت جزءًا أصيلاً من انتشارها بالدعارة الجنسية أيضًا المغلفة برداء الدين. فقد جاءت مداخلة أخرى تسأل الشيخ عن إتيان المرأة من «الدبر» فقال: «الآية يتضح منها تحريم الإتيان من «الدبر» إذا كان القصد منها هو الجماع.. لكن إذا كان للاستمتاع دون الإتيان فلا بأس(!). سأل أحدهم: ما رأيكم فى أن يصور الزوجان فيلما خاصا بهما أثناء الجماع يشاهدانه؟ ويجيب القرضاوي: هما أحرار(!). دعارة تحت اللحية وفى الجزء الخاص بالمداعبات فسر القرضاوى معنى الرفث بأنه يشمل هذه المداعبات وقال: «لابد من تمهيدات حتى تستثار المرأة، وافرض إن الراجل عنده شهوة حاضرة وهى تحتاج لوقت حتى تحضر شهوتها يبقى لازم يداعبها ويكلمها حتى تكون حاضرة معه»، وفرق الشيخ بين اليهود وقريش فى الجماع بقوله: إن اليهود كان عندهم وضع واحد لكن قريش كانوا يستمتعون بالنساء مقبلات ومدبرات ومستلقيات.. إلخ»، ثم يقاطعه المذيع أحمد منصور ليبشره بأن نصف الرسائل التى وصلت البرنامج تسأل عن الاستمتاع عن طريق الفم فيجيب باستفاضة: «لقد حدث فى عصر الصحابة أن واحداً من الصحابة فى ملاعبته ومداعبته لزوجته امتص ثديها ورضع منها أى جاءه شيء من الحليب، ثم راح استفتى سيدنا أبا موسى الأشعرى فقال له: حرمت عليك، ثم ذهب إلى عبد الله بن مسعود فقال له: لا شيء عليك فلا رضاعة إلا فى الحولين، فالحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الرضاعة فى الحولين، والله تعالى يقول: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، يعنى الرضاعة المحرمة لها سن معينة هى السن التى يتكون فيها الإنسان ينبت اللحم وينشذ العظم فى السنتين الأوليين، بعد ذلك لا عبرة بالرضاعة، فقال أبو موسى الأشعرى لا تسألونى وهذا الحبر فيكم، فللرجل أن يرضع من زوجته فهذا من وسائل الاستمتاع المشروعة ولا حرج فيها». ورد القرضاوى على حكم الدين فيمن ينزل قبل امرأته، وبالطبع لم يمانع فى الخوض فى أمور لا علاقة لما قاله فيها بالعلم فقال: «إن شهوة الرجل الجنسية أشد من المرأة، لذلك إذا دعاها على ظهر البعير وأراد جماعها فلابد أن تستجيب لتطفئ ظمأه ولا يهم حالتها النفسية وهل هى فى حالة قبول أم لا ونصح الشيخ فى نهاية البرنامج أن «تأخذ المرأة من فنون الغانيات ما ترضى به زوجها». نساء القرضاوى نكتفى بهذا القدر من تعاليم الجنس الفاحش وفتاوى البورنو للقرضاوى فى ماخور الدعارة القطرية، تلك القناة الصهيونية الناطقة باللغة العربية «الجزيرة»، وبالقطع ليس مقصدنا إصابتكم بالقرف والاشمئزاز والصدمة أو البحث عن الإثارة أو كتابة مزيد من خدش الحياء، ولكن هدفنا هو كشف وضاعة وتفاهة هؤلاء الأفاقين المخربين وفضح فكرهم المتدنى وتجارتهم بدين الله على جميع الأوجه والأصعدة، ولكن كل تلك الهواجس الجنسية التى تطارد عقلية الرجل جعلتنا نبحث عن العنصر النسائى فى حياته فوجدنا أن زوجته الأولى كانت السيدة المصرية إسعاد عبدالجواد والتى تزوجها فى ديسمبر 1958، وأنجب منها أربع فتيات هن «إلهام وسهام وعلا وأسماء»، وثلاثة ذكور وهم «محمد وعبدالرحمن وأسامة»، أما الزوجة الثانية فقد أعلن عنها بنفسه خلال مذكراته التى نشرها عام 2008، وهى فتاة جزائرية تصغره سنًا، وهى «أسماء بن قادة»، التى التقى بها فى أواسط الثمانينيات حين كانت طالبة فى جامعة جزائرية، وعملت منتجة تليفزيونية فى برنامج «للنساء فقط» والذى كانت تبثه قناة الجزيرة. وعن تفاصيل هذا الزواج، قالت أسماء فى أحد اللقاءات الصحفية: «لقد عرفنى الشيخ وأنا على منصة مؤتمر عام 1984، إثر مداخلة قام خلالها نحو 2000 شخص كانوا مشاركين يصفّقون لي»، ومنذ ذلك الوقت حرص القرضاوى على لفت انتباه أسماء، فتحدث إليها أكثر من مرة وقدم إليها كتبه، وبقى على هذه الحال لمدة خمس سنوات، حتى عام 1989 حيث حاول الاتصال بها بمجرد وصوله إلى الجزائر، وطلب منها محاولة التعجيل بعودتها إلى العاصمة ليتمكّن من مقابلتها والحديث معها قائلًا: «وإلا سأسافر وفى قلبى حرقة»، ومن هنا بدأت قصة الحب التى توجت بالزواج بين الشيخ والفتاة الجزائرية. وفى عام 2012، انتشرت أخبار تفيد بزواج القرضاوى من فتاة مغربية تصغره ب37 عاما، وذلك عقب طلاق أسماء الجزائرية منه، وجاء التعارف بين القرضاوى وزوجته المغربية التى تدعى «عائشة المفنن»، بعد أن قام بعض أقاربها بترشيحها له من أجل الزواج؛ فطلبت لقاء القرضاوى للتعرف عليه مباشرة، بعدما اقترح عليها بعض الوسطاء الموضوع، فتم اللقاء بينهما فى العاصمة التونسية بحضور شقيقها، وذلك قبل عقد القران. الاستربتيز فى ثوب الدين التاريخ الجنسى لفتاوى القرضاوى نموذج للفعل الفاضح فى الشاشات العامة ولفتوى الإستربتيز التى تمر بسلام لأنها ترتدى ثوب الدين. القرضاوى واحد من هؤلاء الدعاة الذين يخلطون الأمور الجنسية فى فتواهم دائمًا، مشايخ يفكرون بنصفهم الأسفل ويسخّرون كل وقتهم وجهدهم للبحث فى المرأة. وكل ما يخص المرأة فتشعر أنك أمام فيلم جنسى وأنت تسمع ضلالاتهم. ولعل حالة من الشبق للحور العين هى التى تدفعهم إلى هذا الأسلوب المنحرف. الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال فى أحد لقاءاته التليفزيونية إن الفتوى صناعة بشرية، ترتكز على شقين، شق علمى يعتمد على الأدلة، وشق ذاتى يعتمد على الطبع والاستنباط، مضيفا بأن الطبع الإنسانى يبرز فيه جانبان هما «الفحولى والعدائى»، وهما مؤثران بشدة فى توجيه الفتاوى، حيث إن الجانب الفحولى لدى صاحب الفتوى يكون له تأثير على تناولها وتوجيهها. واصفا كثرة الحديث فى الأمور الجنسية وطلب إعطاء الفتاوى بها، ب«غلبة الطابع»، وكذلك الحال فى الفتاوى التى تحض على الكراهية والعنف والتمييز والعداء.