وسط حالة الانشغال السياسى التى يشهدها - حاليا - الشارع العربى، شهدت أروقة الكونجرس الأمريكى إصرارا غريبا على المضى قدما فى إقرار القدس «غير المقسمة» كعاصمة لإسرائيل. وذكر موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى، أن الكونجرس أصدر هذا القرار بعد مبادرة من 17 من أعضاء مجلس الشيوخ جمهوريين وديمقراطيين، ممن كانوا يحتفلون بالذكرى الخمسين على حرب 1967.. وأنهم شددوا على أن القدس العاصمة غير المقسمة، للحكومة الإسرائيلية، وأن استقرار اليهود فى القدس -بحسب زعمهم- يصل إلى ثلاثة آلاف عام! وتناسوا عمليات الاعتقالات شبه اليومية للفلسطينيين، والاعتداء على الأماكن المقدسة الإسلامية خاصة اقتحام اليهود للحرم القدسى الشريف.. بزعم وجود الهيكل اليهودى تحت الحرم على الرغم من عدم وجود أى دليل على هذا الأمر. وكان آخر عمل استفزازى - فى هذا السياق - هو إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية، لأبواب المسجد الأقصى، أمام المصلين، يوم الثلاثاء الماضى، بزعم إلقائهم حجارة، على مستوطنين يهود، اقتحموا الأقصى!! وذكر بيان للشرطة الإسرائيلية حينها، أن إغلاق المسجد سيكون أمام دخول وخروج المصلين المسلمين فقط، إلى أن يعتقلوا المشتبهين بإلقاء الحجارة، فى الوقت الذى تسمح فيه الشرطة الإسرائيلية باستمرار اقتحامات اليهود للحرم القدسى، من جهة «باب المغاربة». وكان آخر جولة كبيرة لليهود داخل الحرم القدسى صباح يوم الأحد الماضى، عندما اقتحم 47 إسرائيلياً تحت حماية الشرطة لممارسة طقوسهم فى عملية استفزازية لشعور المسلمين الصائمين، المعتكفين داخل الحرم خلال شهر رمضان المبارك. ويذكر أن أكثر من ثلاثة آلاف إسرائيلى، اقتحموا باحات المسجد الأقصى، خلال شهر مايو الماضى فقط، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وكان بيان الكونجرس دعا إلى التوصل إلى فكرة الدولتين بالمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما يؤدى إلى وقف أى شكل من أشكال المفاوضات، وهو ما استغله الكيان الصهيونى وإعلامه لدعم فكرة الدولة الواحدة من خلال اللعب على الوتر الذى يشغل العالم وهو تنظيم داعش الإرهابى. موقع «القناة الثانية الإسرائيلية» ذكر فى تقرير كتبه رئيس مؤسسة «أمريكيون من أجل إسرائيل آمنة»، «مارك لانجفان» دعا لابتداع حجج منافية للعقل، لعدم إقامة دولة فلسطينية، كونها خطرا على الأمن القومى الإقليمى!! وزعم أنه إذا تم إرجاع إسرائيل إلى حدود عام 1967، فلن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها عسكريا، عن المملكة العربية السعودية! مروجا بالكذب أن إقامة دولة فلسطينية فى منطقة الضفة الغربية لن يكون خطرا على إسرائيل فحسب. بل على السعودية أيضا. وجهة نظره الصهيونية تزعم أن الانسحاب الإسرائيلى هو أخطر ما يتعرض له الرئيس الفلسطينى «عباس»، وأسرته، لأنه سيقتل، هو وفريقه بأكمله، من قبل أعضاء حركة «حماس»، أو تنظيم «داعش». وادعوا أنه بدون حماية إسرائيلية، ربما يلقونهم من أسطح المبانى، إذا لم يتمكنوا من الهرب، وسيخضع الفلسطينيون أنفسهم تحت قبضة «حماس»، وعليه ستتحول الحياة فى الضفة الغربية إلى جحيم. كما زعم أن وجود دولة فلسطينية سيؤدى إلى زعزعة استقرار الحدود الشمالية السعودية، المستقرة منذ نحو 60 عاما، مشيرا إلى أنه إذا أنشئت دولة عربية فلسطينية فإن جميع القوات الجوية الإسرائيلية ستكون فى نطاق صواريخ الكاتيوشا، التى تستخدم غاز السارين وسوف تكون إسرائيل عسكريا، وجغرافيا، قد انقطعت عن المملكة العربية السعودية. وذكرت جريدة «يسرائيل هايوم» أن مجلس الشيوخ الأمريكى مرر قرارا، يدعو فيه الرئيس دونالد ترامب، إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بعدما وقع الرئيس بالفعل تنازلا، يأذن بتأجيل نقلها، بأيام قليلة، مؤكدة أن نسبة التصويت على القرار، وصل إلى %90. وجاء فى البيان أن القرار يدعو ترامب وجميع المسئولين الأمريكيين إلى الالتزام بقانون سفارة القدس لعام 1995 الذى ينص على نقل السفارة إلى العاصمة القدس.