يُفتى كما يتنفس، التكفير عنده قبل التفكير، يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ويراهم كفارًا ولا يعترف بمبدأ المواطنة، سبق له أن هدد بإعلان الجهاد أكثر من مرة، لعل أبرزها تهديده بإعلان الجهاد إذا تغيرت مادة واحدة من دستور الإخوان، وعندما أُلغى ارتدى عباءة التقية ووافق على ذلك.. «بُرهامى».. يستغل موقعه كنائب رئيس الدعوة السلفية فى توجيه السلفيين، فى استنساخ جديد لمبدأ السمع والطاعة، فالدعوة السلفية ككل تحت إمارته، وحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية يأتمر بفتواه. حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الإسكندرية إلا أنه لم يعمل به وحصل على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر انطلاقًا من اعتقاده بأن العلم الشرعى مقدم على العلم الذى يُسميه الدنيوى، ومنذ حصوله على تلك الشهادة فى أواخر الثمانينيات، واعتبره صكًا مفتوحًا للإفتاء. أثناء دراسته للطب أسس مع أحمد فريد ومحمد إسماعيل المقدم الدعوة السلفية، ودرس العقيدة من كتب محمد عبدالوهاب وكتب ابن تيمية وشارك فى تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية، إلى أن تم إيقافه. فى فتاواه لديه عداء دفين مع المرأة والأقباط، فالأقباط عنده أقل من مواطنى الدرجة الثانية، والمرأة عنده مستباحة، يفترض فيها حسب اعتقاده أنها تؤمر فتطيع، ولا يحق لها الاعتراض. رفض وصف تفجير كنيسة القديسين فى 2010 بالعمل الإرهابى، وطبيعى ألا يتعاطف مع ضحايا تفجيرى كنيستى «طنطاوالإسكندرية، بتحريمه تهنئة الأقباط بالأعياد ووصفه الأقباط بالمجرمين فى مقال له، يكره المرأة القوية وربما يكون ذلك سبب إجباره لزوجته على ألا تكمل تعليمها، وهجومه الدائم عليها ومعاملتها كسلعة يمكن أن تُباع وتشترى، بدليل إباحته ترك المرأة تغتصب خوفًا من الموت، وهجومه على ضحايا التحرش وآخرهن فتاة الزقازيق التى وصفها بالمجرمة وأنها من الكاسيات العاريات. تنقسم حياة ياسر برهامى وآراؤه إلى ثلاث مراحل، الأولى ما قبل ثورة يناير والثانية ما بعد يناير وعلاقته بالإخوان حتى سقوطهم، والثالثة ما بعد ثورة يونيو. قبل الثورة كان برهامى منغلقًا على السلفيين، يكره التصوير فكان يمنع أولاده عن مشاهدة التليفزيون، ولم يقبل بالقنوات الإسلامية وبرامجها إلا على مضض، واشترط أن الدروس التى تقدم عبرها لا تكون بديلاً عن دروس المساجد، وذاع صيته عن طريق ثورة شرائط الكاسيت فى ثمانينيات القرن الماضى، وكانت فتاواه كلها فى ذلك الوقت والحقيقة أنها مازالت ضد مفهوم الدولة فأفتى بأنه لا يجوز العمل فى «هيئة البريد المصرية» إذا كان الموظف سيعمل فى إدارة دفتر التوفير، وأفتى بحرمانية التأمين، وأنه لا يجوز أن تقبض موظفة مكافأة نهاية الخدمة من عملها فى بنك إلا بقدر يكفيها إذا كانت تعمل فى عمليات الإقراض، وأفتى بأنه لا يجوز رفع شعار «الهلال مع الصليب». فى تلك الفترة أيد بُرهامى بيان من سموا أنفسهم جبهة علماء الأزهر والذى دعوا فيه إلى مقاطعة المسيحيين ووصفه بُرهامى بأنه ممتاز وقوى وفى الوقت ذاته أدان تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية الذى وقع فى 2010 إلا أنه رفض أن يسميه إرهابًا. لم يتوقف عند هذا الحد بل قال بوجوب عدم حضور حفلات إكليل الأقباط، مبررًا ذلك بأنها يُذكر فيها عبارات تخالف العقيدة، لكنه أباح الذهاب للتهنئة فى البيت بشرط أن يكونوا من غير المحاربين لنا فى الدين. وأفتى (برهامى) بأنه يجوز تعزية الأقباط، لكن لا يجوز السير فى جنائزهم، لأنها يُرفع فيها الصليب، وأجاز للطبيب المسلم أن يعالج (نصرانيا) مستندا إلى أن صحابيا رقى (مشركا) بالفاتحة، وأضاف: (فإذا كان الطبيب يعمل فى مستشفى حكومى فإن هذا نوع من الإحسان)، وأجاز أن يدعو المسلم للمسيحى سرًا بشرط أن تكون دعوة بالهداية. وحرم تهنئة المسيحيين بالأعياد مبررًا ذلك بأنه فيها تعظيم للشرك بالله، ورد على غضب الأقباط على تفجير كنيسة القديسين بمقال بعنوان «الكنيسة.. استفزاز بلا حدود.. وفوق الاحتمال» وقال فيه «والله ما استعلى هؤلاء المجرمون وتفوهوا بهذه الأقوال إلا بسبب ترك ما أمر به الله حتى وصلت بهم الجرأة على سلطة الدولة التى أعطتهم المساواة بينهم وبين المسلمين فى كل شىء بل فى الحقيقة قدمتهم على المسلمين». كما أنه قبل ثورة يناير أيضًا رفض المشاركة فى الحياة السياسية وأفتى بحرمانية الخروج على الحاكم، لكن بعد نجاح الثورة انطلق شاهرًا سيف الثورية، مغلفًا ذلك بغلافٍ دينى، متراجعًا عن فتاواه القديمة، لمجرد أن غنائم المكاسب السياسية قد لاحت فى الأفق. فجأة وبدون مقدمات أصبح الخروج على الحاكم حلالاً، بل واستباح الدماء فى فتاواه بالتهديد فى أكثر من مناسبة بإعلان الجهاد إذا لم يتحقق ما يريد، وانطلق إلى تأسيس حزب النور رغم أنه فى السابق كان يحرم الأحزاب ويعتبرها كفرًا استنادًا إلى الآية «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شىء»، إلا أنه استثنى نفسه وأتباعه من فتواه وأسس حزبا وشارك الإخوان ودافع عنهم واقتسم معهم مقاعد برلمان الإخوان وفى النهاية قفز من مركبهم، متخليًا عن فتاواه التى أطلقها على مدار عامين. بعد ثورة يونيو اتخذ طريقًا مغايرًا، فكلما زادت حدة الهجوم على السلفيين أطلق فتوى شاذة لتخفف حدة الهجوم عنه ولينشغل بها الإعلام عنهم وفعل ذلك كثيرًا ومن هذه الفتاوى على سبيل المثال لا الحصر أنه للزوج ترك زوجته للمغتصبين إذا كانوا سيقتلونه، وفتوى أخرى أنه يجوز الجماع مع الزوجة الحائض وغيرها كثيرة من الفتاوى التى يطلقها موقع صوت السلف، وتتركز فتاواه بصفة عامة حول أمرين المرأة والأقباط. من فتاواه ضد المرأة والإنسانية أنه يجوز معاشرة الفتاة من سن 3 سنوات، واستشهد بالآية القرآنية «واللاتى لم يحضن»، وتمسك برهامى بتفسيره. من فتاواه التى تليق به أيضًا أن الزوج إذا وجد زوجته عارية فى وضع زنى مع شخص آخر لا يجوز تطليقها أو قتلها، لكن تترك، وأفتى أنه إذا دخل المسلمون حربًا وكان عددهم لا يتناسب مع الطرف الآخر يجوز الانسحاب. وأفتى بأن بطاقات الائتمان، ربا غير جائز بعد انتهاء فترة سماح البنك، وبعدم جواز ارتداء المرأة للصندل المكشوف دون أن يكون أسفله «شراب» لا يظهر القدمين، وحرم ارتداء البادى الملتصق بالجسم، وأنه للرجل تأديب زوجته إذا تهكمت على تناول زوجها للفياجرا، وأباح معاشرة الزوجة المستحاضة، إذا كانت بلا التهابات بكتيرية أو فطرية وقال إن الأحوط طبيًّا أن يستعمل العازل الطبى، وحرم العمل فى مجال إكسسوارات الزفاف باعتبار أنه يُستعمل بطريقة تتضمن محرمات، وفقا لفتواه، وقال إنه من حسن معاشرة الزوجة للزوج احتمالها لبرامج «الدايت». الأغرب من هذا وذاك أنه لديه تبرير لكل الانتهاكات التى تقع ضد المرأة، فيرى أن المرأة السبب الرئيسى فى التحرش، ووصف فتاة الزقازيق ب«المجرمة»، و«الكاسية العارية»، واتهمها بأنها «فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها». وقال برهامى فى مقال له: «كانت فضيحة التحرش الجنسى فى الشرقية، البلدة المُحافِظَة الريفية، التى لا تعرف التبرُّج الفاحش، ولا تعرف جرأة الشباب على فعل المنكرات». وتابع: «مع أن كل عاقل -فضلاً عن مسلم متدين بدين الإسلام- يجزم أن الجريمة مُشتَرَكة، بين المجرمين المعتدين باللفظ واليد ولو أمكنهم ما هو أكثر من ذلك لفعلوا، وبين المُجْرِمَة التى ارتدت الثياب المحرمة. وأضاف: «هذه المرأة كانت كاسية عارية، فما تُظهِرُه من جسدها أكثر مما تخفيه، إلا أن تناول الإعلام والكُتّاب وكثير من المفكرين قد ركز حول حُرّية الفتاة فى أن تلبس ما شاءت، وركز على جريمة المُتَحرِّشين فقط، وكأنها لم ترتكب شيئا!. عجباً ثم عجبًا؛ فلتسمحوا لها أن تخرج عارية كما ولدتها أُمُّها إذًا». وتابع: «العجب أن هذا يتزامن مع حملة قادتها إحدى الفضائية، بعنوان «كونى حرة»، تستهدف هدم حياء المرأة وعفتها فى المجتمع العَرَبى والمسلم، باسم الحرية، مع الصور العارية والكلام المُفسِد للدين والعقل والقلب، والمقصود هو ما قاله أحد أساتذة المخابرات الغربية: «أننا يمكننا أن نهزم أعداءنا بغير طلقة واحدة، بتدمير الأخلاق والقيم، وعلى رأس ذلك الدين». بُرهامى لديه عداء مع كل ما يمت للإنسانية بصلة، يُحرم على المرأة حياتها، ولولا الملامة لسحب من الأقباط حق الحياة. حاسبوا بُرهامى وجففوا منابع التطرف.