بعد مرور 26 سنة على بداية مهرجان القراءة للجميع، ومرور 23 سنة على بداية مكتبة الأسرة، تأتى نتائج الدراسات الميدانية لتؤكد أن 88 % من الأسر المصرية لا يقوم أفرادها بقراءة أى كتب إلا الكتب المدرسية. وأن 72 % من الأسر المصرية يعتقدون أن سبب عدم القراءة يرجع إلى ترتيب أولويات الحياة، ثم انخفاض الدخول، ثم ارتفاع أسعار الكتب، وأن 48 % من الشباب يضعون القراءة فى المرتبة الثالثة ضمن هواياتهم. وفى تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، أن كل 80 مواطنا عربيا يقرأون كتاباً واحداً فى السنة، بينما المواطن الأوروبى يقرأ 35 كتاباً، والمواطن الإسرائيلى يقرأ 40 كتاباً. وحسب تقرير التنمية الثقافية لمنظمة اليونسكو فإن عدد الكتب التى تنشر سنوياً فى العالم العربى لا يتجاوز ال 5000 عنوان، أما فى أمريكا فيصدر سنوياً 300 ألف كتاب، كما أن عدد النسخ المطبوعة للكتاب العربى تكون من 1000 إلى 5000 بينما تتجاوز النسخ المطبوعة للكتاب الغربى 50 ألف نسخة. مع أن القراءة من الهوايات الضرورية للإنسان لكى يتفتح وعيه، وتتطور قدراته الذهنية ويتسع خياله وتزيد معارفه، فهى تنقل للقاريء خبرات الحياة المختلفة، وتقلل من التوتر وتنشط الذاكرة وتقويها. ومن أسباب أزمة عدم الإقبال على القراءة، ارتفاع مستوى الأمية، قلة توفر الوقت والمال، وعدم تشجيع المدرسة والأسرة على القراءة، ونقص عدد المكتبات الذى أدى لضعف انتشار الكتب، وتفضيل معظم الناس للإنترنت والقنوات الفضائية على القراءة. وحل تلك الأزمة مسئولية وزارات التعليم والثقافة والشباب التى يجب أن تعمل على دعم حب القراءة كهواية عند التلاميذ والشباب، وتشجيعهم من خلال المسابقات، ونشر الكتب بأسعار مدعمة، للتغلب على الأزمة التى تهدد مستقبل الشعب ثقافياً وحضارياً. فنحن لا نملك مشروعاً قومياً للقراءة إلا مكتبة الأسرة، ولذلك مصر بحاجة لثورة ثقافية وتنويرية كبداية لأى تغيير إيجابى يمكن أن يحدث، فالشعب الذى لا يقرأ الكتب ويقلل من أهمية الثقافة سيعيش متخبطاً بين الجهل والسطحية.