رفض برلمانيون مطالبة جهاز حماية المستهلك بعودة التعامل بعملة «القرش»، باعتبارها لن تمنع زيادة الأسعار، كما أنه لا توجد سلع تباع بالقرش. وكان القرش من العملات المتداولة حتى بداية الثمانينيات من القرن العشرين، وهو عملة معدنية مكتوب عليها «عشرة مليمات»، وكان يوجد نصف القرش وهو «التعريفة» مكتوب عليها «خمسة مليمات»، وفى السبعينيات كانت البيضة ب «تلاتة تعريفة» أى 15 مليماً، وأيضاً زجاجة المياه الغازية، ورغيف العيش بتعريفة. لقد عايش جيل مواليد الستينيات ارتفاعاً للأسعار بلغت نسبته أكثر من 100 ضعف، فمثلاً سنة 1960 كان ثمن سندوتش الفول تعريفة، وكيلو اللحم 30 قرشا، ومرتب خريج الجامعة 12 جنيهاً، ويمكنه السكن فى شقة فى وسط القاهرة، وفى 1970 كان ثمن سندوتش الفول قرشا واحدا، وكيلو اللحم 70 قرشا، ومرتب خريج الجامعة 17 جنيهاً، ويمكنه السكن فى شقة خارج وسط القاهرة. وفى 1980 كان ثمن سندوتش الفول قرشين، وكيلو اللحم 150 قرشا، ومرتب خريج الجامعة 40 جنيهاً، ويمكنه السكن فى شقة فى أطراف القاهرة، وفى 1990 كان ثمن السندوتش 50 قرشا، وكيلو اللحم 12 جنيهاً، ومرتب خريج الجامعة 70 جنيهاً، ويمكنه السكن فى شقة فى العشوائيات، والآن لم يعد أمام خريج الجامعة غير أن يحلم بمرتب وشقة. والجنيه الذهب فى سنة 1946 كان يساوى جنيهاً واحداً، وفى سنة 1966 الجنيه الذهب كان يساوى 8 جنيهات، وفى سنة 2016 أصبح الجنيه الذهب يساوى 4800 جنيهً. جيل الستينيات هو آخر جيل أدرك عصر القرش وشهد انقراضه، والقرش صاغ كان يضرب به المثل للدلالة على أن الشيء سليم لا عيب فيه فيقال إنه «صاغ سليم»، وكان آخر سك أو إصدار للقرش سنة 1980، بسبب انعدام قوته الشرائية. وهو نفس ما حدث مع عملات أخرى أقل من الجنيه، وهى «الريال» 20 قرشا و«البريزة» 10 قروش، و«الشلن» 5 قروش، لعجزها عن القدرة على شراء السلع الضرورية، والسؤال: هل سيأتى اليوم الذى نشهد فيه انقراض الجنيه؟