أكثر من مفاجأة فجرها مشاركة الفيلم المصرى «اشتباك» ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائى الدولى المقام فى فرنسا والذى يسدل الستار على دورة 2016 غدا.. فبخلاف الحفاوة البالغة التى قوبل بها الفيلم والتى توجت باحتلاله المركز السادس ضمن أفضل 10 أفلام مشاركة فى المهرجان العريق واهتمام الإعلام العالمى بمستواه الفني.. إزاحة الستار عن منتج الفيلم لأول مرة هو الداعية «معز مسعود» فى مفاجأة اعتبرها الكثيرون من العيار الثقيل كأول داعية إسلامى يتجه إلى الإنتاج السينمائى أما المفاجأة الأكبر فهى حضور الداعية الشهير ضمن وفد فريق العمل بالأسموكنج والبيبون على السجادة الحمراء الشهيرة بقصر المهرجان الكبير. اتجاه الداعية الشهير إلى الإنتاج السينمائى وحضوره دورة المهرجان وتمثيل مصر خير تمثيل والذى اعتبره السينمائيون إعادة للعصر الذهبى للسينما المصرية بعد مشاركة أفلام صلاح أبوسيف ويوسف شاهين هو فى الحقيقة القول الفصل فى إشكالية أن الفن حرام وأن السينما تحرض على الرذيلة والتى اعتدنا فى السنوات الأخيرة خروجها من المتطرفين ومتحجرى العقول الذين أحالوا حياتنا إلى سواد. مشاركة «معز» فى إنتاج الفيلم وحضوره عرض افتتاحه فى بلاد الجن والملائكة أكبر رد على دعاة الفتنة وجماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. وفتوى كبرى بأن السينما والفن والإبداع حلال وليس رجسا من عمل الشياطين. مقدم «برامج» خطوات الشيطان فى الثورة على النفس ورحلة اليقين أطلق رسالة لكل من يهمهم الأمر وبأن تحريم الإبداع خطوة من خطوات الشيطان والبداية الصحيحة لإطلاق الدعوى لإصلاح الخطاب الدينى وتأكيد قيمة الإسلام الوسطى والمعتدل وهو ما ينادى به فى برامجه الدينية والتى حقق بها شهرة واسعة.. وهذا ما دفع المنتج المشارك له فى الفيلم محمد حفظى للدفاع عنه والرد على الذين سخروا من مشاركة داعية فى إنتاج فيلم سينمائى لأول مرة فى تاريخ السينما المصرية والمدهش أن الفيلم الذى شارك فى إنتاجه الداعية يتحدث عن الظروف التى تلت ثورة 30 يونيو والتى دافع عنها الداعية وآمن بها للقضاء على المتطرفين والمفسدين فى البلد الأمين وعملية عزل محمد مرسى وجماعته الإرهابية من خلال مشاهد قدمها باقتدار المخرج محمد دياب فى فيلم اشتباك وفريق العمل نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبدالعزيز وأحمد مالك فى سيارة ترحيلات ضمت عناصر مختلفة من التيارات السياسية والإسلامية عكست منطق التناقض والاختلاف بين هذه التيارات ومناخ الفوضى الذى نشروه فى البلاد. فيلم «اشتباك» حسب تسريبات من شاهدوه فى «كان» والمعلومات المتوافرة عنه قبل سفره يرسخ إرادة الشعب المصرى الذى خرج لإزاحة النظام الفاشى ويؤكد أن الجيش المصرى العظيم حقق إرادة الشعب فى ملحمة تاريخية كبرى ولو كره الحاقدون.. وفى الوقت نفسه يوجه رسالة عظمى للمتطرفين الذين يدعون بأن الفن حرام والإبداع يخالف شرع الله. والذى ربما لا يعلمه الكثيرون أن مشاركة الداعية مع الأخوين الواعدين محمد وخالد دياب لم تكن هى الأولى فى الإنتاج حيث يشارك الأخوان فى إخراج وإنتاج برامج الداعية الوسطى التى يقدمها فى القنوات الفضائية وأن فكرة ورؤية برنامجه الشهير خطوات الشيطان يشارك فيها محمد دياب مخرج «اشتباك» الذى فى النهاية قدم صورة رائعة للفن المصرى أمام عمالقة الفن السابع فى العالم.